خمسة كتّاب وكاتبة واحدة في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام الحالي 2020، والكاتبة هي الروائية العراقية عالية ممدوح التي وصلت روايتها «التانكي» إلى القائمة القصيرة لتنافس بعد الآن على الفوز بالجائزة.
ووصلت إلى القائمة التي أعلنتها لجنة التحكيم، أمس، في مؤتمر صحفي، عقد في متحف حضارة الماء بمدينة مراكش المغربية، ست روايات، هي وفقاً للترتيب الأبجدي لأسماء الكتاب: رواية «حطب سراييفو» للروائي سعيد خطيبي، الصادرة عن منشورات الاختلاف، الجزائر، و«ملك الهند» للروائي جبور الدويهي الصادرة عن دار الساقي، لبنان، و«الحي الروسي» للروائي خليل الرز الصادرة عن منشورات ضفاف، سوريا، و«فردقان» للروائي يوسف زيدان الصادرة عن دار الشروق، مصر، و«الديوان الإسبرطي» للروائي عبد الوهاب عيساوي الصادرة عن دار ميم للنشر، الجزائر، و«التانكي» للروائية عالية ممدوح الصادرة عن منشورات المتوسط، العراق.
وقالت لجنة التحكيم، إن دورة هذا العام شهدت وصول كاتبين سبق لهما أن ترشحا للجائزة، وهما: جبور الدويهي (مرشح للدورة الأولى للجائزة عام 2008 عن «مطر حزيران» ولدورة عام 2012 عن «شريد المنازل»، وللقائمة الطويلة عام 2015 عن «حي الأميركان»، ويوسف زيدان، الفائز بالجائزة عام 2009 عن «عزازيل»). كما شارك الكاتب عبد الوهاب عيساوي في ندوة الجائزة التي عقدت في عام 2016، وهي ورشة إبداع للكتاب الشباب الموهوبين.
عن الروايات
تتابع رواية «الديوان الإسبرطي» تفاصيل يومية وتاريخية للمجتمع الجزائري في السنوات الأولى للغزو الفرنسي وسقوط الحكم العثماني، من خلال متابعة مسار خمس شخصيات مركزية تتقاطع في رؤاها تجاه هذين الحدثين، بينما تصف رواية «الحي الروسي» أحد أحياء دمشق في مواجهة عنف الحرب وتداعيات ذلك على بنية الفرد والمجتمع على المستوى النفسي والوعي الاجتماعي. كما ترسم رواية «ملك الهند» شخصية في مواجهة مصيرها الفردي والوطني، حيث لبنان غارق في الحرب الأهلية والطائفية، والاحتماء بالعائلة والعودة إلى القرية فضاء منقذا. أما رواية «حطب سراييفو»، فهي نص يصور وحشية الحرب في أي مكان كانت، سواء في أوروبا أو في شمال أفريقية، وتأثيرها على المثقفين وامتحان تجربة المقاومة عند هذه الطبقة الحساسة، في حين تستعرض رواية «التانكي» تاريخ بغداد العمراني وتشكّل أحياء المدينة المعاصرة، كما تتناول فكرة العيش مع الآخر بكل سلبياته وإيجابياته. أما رواية «فردقان»، فهي نص يستعيد تاريخ علاقة المثقف المجتهد بالسلطة ممثلاً في شخصية ابن سينا بالوقوف على تفاصيل حياة هذا الأخير، تلك التي سقطت من كتب التاريخ.
وقال محسن الموسوي رئيس لجنة التحكيم: «تضم الروايات المختارة نخبة من النصوص المتنوعة أسلوبا ومادة، وخرج أغلبها من حصار التقليد الذي يرافق الظاهرة الروائية، وتكاد تنشغل جميعاً بوطأة التاريخ بماضيه وحاضره، لكنها لا تستعيد هذا التاريخ أو الواقع المعاصر تطابقا وإنما تواجهه بحدته لتثير عند القارئ الأسئلة عن مصير الإنسان العربي».
من جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء: «تقدم القائمة القصيرة لهذه الدورة، ست روايات تتنوع آليات السرد فيها، كما تتنوع موضوعاتها والفضاءات التي تدور فيها أحداثها، زماناً ومكاناً. وعلى الرغم من هذا التنوع، فإن شؤون الإنسان العربي، في ماضيه وحاضره، تبقى شاخصة في أجواء من السرد التخييلي الذي يطحن القارئ طحناً في بطئه في بعض الأحيان، أو يعدو به عدواً سريعاً إلى عوالم من الألم الذي لا يبارح النفوس في أحيان أخرى. وأيًّا كانت الوجهة، فالتجربة على الرغم من بطء المسير التخييلي أم سرعته واحدة، مآلها البحث عن معنىً يفسر ما يدور بحثاً عن الانفكاك من الراهن بكل أطيافه».
ترويج عالمي
وتهدف الجائزة العالمية للرواية العربية التي ترعاها «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، برعاية مالية من «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي» في الإمارات، إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، إذ تضمن الجائزة تمويل ترجمة الروايات الفائزة إلى الإنجليزية. جدير بالذكر أن حفل الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2020 سوف يقام في أبوظبي، يوم 14 أبريل 2020، عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
لجنة التحكيم
جرى اختيار القائمة القصيرة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الناقد والأكاديمي العراقي محسن جاسم الموسوي، وبعضوية كل من: الناقد والصحافي اللبناني بيار أبي صعب، الأكاديمية والباحثة الروسية فيكتوريا زاريتوفسكايا، الروائي الجزائري أمين الزاوي، والإعلامية المصرية ريم ماجد.