عمر الحلاوي (العين)
كشفت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» عن أن دولة الإمارات تجاوزت المعدل العالمي للأعضاء المتبرع بها لكل شخص متبرع بعد الوفاة. وقال الدكتور علي العبيدلي، المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة «صحة»: إن المعدل وصل في الإمارات إلى 3.7 في حين أن المعدل العالمي هو 3.5. وأضاف في تصريحات، خلال مشاركة «صحة» في فعالية ماراثون أدنوك المقامة في حديقة أدنوك في أبوظبي: إن دولة الإمارات تعد من الدول الرائدة في زراعة الأعضاء، وحققت إنجازات مهمة في هذا المجال.
وتولي شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أهمية كبيرة لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وتتعاون وتنسق مع اللجنة العليا لتطوير برنامج التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في دائرة صحة أبوظبي، ومع اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من أجل التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أمراض الفشل العضوي.
وقد نجحت شركة «صحة» وبالتعاون مع مراكز زراعة الأعضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي: مدينة الشيخ خليفة الطبية- أبوظبي، ومستشفى كليفلاند- أبوظبي، وميديكلينيك، ومستشفى الجليلة في دبي، في تمكين عائلات 20 متبرعاً بعد الوفاة، من ثماني جنسيات مختلفة، من ممارسة حقهم في التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياة 74 شخصاً، إذ شملت زراعة القلب، الرئتين، الكبد، البنكرياس، والكلى، مما أسهم في عودة هؤلاء المرضى إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.
إلى ذلك، تدرس شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» إطلاق مجموعة من المبادرات تتيح للمتبرعين وزارعي الأعضاء البشرية المشاركة في الفعاليات الرياضية المختلفة بحسب رغباتهم، بما يمكنهم من الاستعداد للمشاركة في الفعاليات الرياضية الإقليمية والعالمية المخصصة لنظرائهم، والسعي للاستفادة من هذه الفعاليات في الدولة، بالتنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي والجهات الداعمة الأخرى. وتستهدف شركة «صحة» من مبادراتها ممارسة مرضى الفشل العضوي دورهم المجتمعي وحياتهم الطبيعية، كما تسعى بالتعاون مع شركائها إلى استضافة أبرز الفعاليات العلمية والرياضية المرتبطة بالتبرع وزراعة الأعضاء، مثل استضافة الألعاب الرياضية لمرضى زراعة الأعضاء (World Transplant Game)، ما يمكن من تعريف الأطباء والفنيين في المنطقة بالخبرات والإمكانيات الموجودة في أبوظبي.
وقال راشد القبيسي نائب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: إن القيادة الرشيدة تحرص على دعم وتعزيز وتطوير إمكانيات المستشفيات من أجل ممارسة دورها الريادي بأعلى معايير الجودة والسلامة الدولية، وبناء نظام صحي متطور يواكب أعلى المستويات العالمية، لافتاً إلى أن منشآت «صحة» تطبق أعلى المعايير العالمية لإدارة التبرع بالأعضاء، على أيدي كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً وفقاً للمعايير الدولية. وفي ظل ذلك، تسعى الشركة لدعم جهود الوقاية من الأمراض المزمنة والوقاية من الفشل العضوي، كما تحرص على العمل المشترك مع الجهات المعنية لبناء خدمات صحية تكاملية في جميع المجالات.
وأشار إلى أن الإمارات والمملكة العربية السعودية هما الدولتان العربيتان اللتان تمتلكان برنامجاً لزراعة الأعضاء المتعددة، الذي يشمل زراعة القلب والرئتين والكلى والكبد، لافتاً إلى أن برنامج زراعة الأعضاء في أي مكان لا يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل يتضمن جوانب قانونية وتشريعية ومجتمعية، ما يتطلب تعاون جميع الأطراف لإنجاح هذه البرنامج، ذلك لأن المتبرعين في دولة ما، ليس بالضرورة أن يكونوا مانحين لمرضى في الدولة نفسها. ولفت إلى وجود تنسيق وتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء وإجراء عدة عمليات ناجحة مشتركة في هذا الصدد، وجاري العمل على دراسة الاستثمار في التقنيات الحديثة والمبتكرة التي تمكن من نقل الأعضاء لمسافات طويلة، وبالتالي التوسع في بناء الشراكات ونقل الأعضاء بين الدول، حتى البعيدة.
الإمارات ونقل الأعضاء
أوضح الدكتور علي العبيدلي، المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في «صحة»، أن قانون نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سمح لكل إنسان توافرت فيه الأهلية الكاملة أن يبدي رغبته في التبرع بأحد أعضائه، أو أجزاء منها، وله العدول عن رغبته في أي وقت. وقال: نحن في عام التسامح، ولا شك أن أهل المريض المتوفى دماغياً يكونون في غاية الحزن والألم، ولذلك منحهم القانون أن يمارسوا حقهم في التبرع ومنح الحياة لمرضى آخرين، لافتاً إلى أن الإنسان عندما يموت دماغياً في غرف العناية المركزة، فإن قدرة الله عز وجل تشاء بأن تظل أعضاؤه تعمل وتكون صالحة للنقل للمرضى الآخرين في حال الموافقة على التبرع بالأعضاء.
سايمون كيث الخيرية
قال سايمون كيث، لاعب الكرة السابق ومؤسس ومدير جمعية سايمون كيث الخيرية: إنه متواجد في الإمارات لدعم برنامج زراعة الأعضاء ومشاركة الجهات الخيرية والشركاء بتجربته الفريدة في هذا المجال. وأسس كيث مؤسسة خيرية سنة 2011 لدعم جميع المتبرعين والزارعين، وخصوصاً الأطفال، من ممارسة حياتهم الصحية والاستعداد للمشاركة في الأولمبياد الخاصة بالمتبرعين والزارعين للأعضاء، بالإضافة لكونه متلقياً لزراعة القلب لمرتين عامي 1986 و2019. وهو أول رياضي في العالم يلعب رياضة احترافية بعد خضوعه لعملية زرع قلب وهو في الحادية والعشرين من عمره.