شركات عالمية تتنافس للاستفادة من نمو قطاع النفط بأبوظبي
تتسابق شركات عالمية للنفط والغاز للاستفادة من نمو قطاع الطاقة بأبوظبي. ورصد وكلاء وممثلون لعدد من الشركات العالمية المتخصصة في أعمال قطاع النفط، توافد عدد كبير من هذه الشركات للعمل بسوق أبوظبي خلال الفترة الأخيرة.
وقال هؤلاء لـ “الاتحاد” إن كثيرا من الشركات العالمية قررت الاستفادة من النمو المتواصل لقطاع النفط في العاصمة، للدخول في مشروعات جديدة، مؤكدين أن تأثير الأزمة المالية العالمية على القطاع بأبوظبي كان محدود جدا.
وأكدوا أن قطاع النفط بأبوظبي ربما استفاد من تداعيات الأزمة وتراجع الأعمال بأغلب دول العالم، في توافد الكثير من الشركات المتخصصة العالمية لأبوظبي، موضحين أن استمرار طرح المشاريع المتخصصة بالقطاع بعد الأزمة المالية العالمية، كان له دور رئيسي في ذلك، فضلا عن زيادة الطلب على الطاقة عموما.
وقال إياد الأنصاري العضو المنتدب لمجموعة الإمارات للمساندة إن المجموعة تمثل حاليا نحو 35 شركة عالمية من 9 دول متخصصة في قطاعات البترول والغاز والبتروكيماويات والحفر والتكنولوجيا، موضحا أن العام الحالي فقط شهد اتفاق المجموعة مع 5 شركات عالمية جديدة تسعى للعمل في سوق أبوظبي.
وتوقع الأنصاري أن دخول نحو 5 إلى 7 شركات جديدة من خلال المجموعة للعمل بسوق أبوظبي خلال العام المقبل، مشيرا إلى وجود مفاوضات حاليا مع مؤسسات عالمية ترعب في دخول سوق العاصمة.
وأوضح الأنصاري أن المجموعة تعمل في معظم الأحيان كوكيل لهذه الشركات بالإمارات، وفي بعض الأحيان يتم الدخول في شراكة مع بعض المؤسسات العالمية، فضلا عن إمكانية العمل ككفيل لبعض المكاتب الإقليمية للشركات العالمية.
وذكر أن دور الشركة يقوم على القيام بالتسويق لمنتجات وخدمات الشركات العالمية، فضلا عن القيام ببعض الأعمال الإدارية كاستخراج التراخيص والتصاريح المطلوبة في بعض الأحيان. وأكد الأنصاري أن الأزمة المالية العالمية لم يكن لها أي تأثير سلبي على حجم الشركات الوافدة لسوق أبوظبي، مشيرا إلى وجود أكثر من سبب وراء زيادة عدد الشركات الوافدة لأبوظبي بعد الأزمة المالية العالمية، أهمها زيادة الطلب على الطاقة عموما مؤخرا، علاوة على توجه كثير من الشركات العالمية للعمل بقطاعي النفط والغاز، بعد تباطؤ النشاط بقطاعات أخري كالعقار والقطاع المالي.
وأوضخ الأنصاري أن حجم أعمال الشركة يزيد حاليا على 200 مليون درهم، بخلاف المشاريع الخاصة بالشركاء والتي تقدر بالمليارات.
ومن جانبه، قال فريد السعدي مدير تطوير الأعمال والخدمات بمجموعة الإمارات للمساندة، والتي تضم 15 شركة متخصصة، أن استقرار قطاع النفط بأبوظبي شجع كثير من الشركات على التوافد لسوق العاصمة بعد الأزمة المالية العالمية.
وأضاف السعدي أن شركة الإمارات المساندة للتقنية التابعة للمجموعة نجحت مؤخرا في التعاقد مع عدد من الشركات المتخصصة لاسيما من ألمانيا للعمل بسوق أبوظبي.
من جانبه أكد يوسف النويس رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإنماء العربية أن استمرار طرح المشاريع الجديدة المتخصصة بقطاع النفط بأبوظبي بعد الأزمة المالية أدى إلى زيادة توافد الشركات العالمية لسوق أبوظبي، موضحا أن طرح مشاريع مؤخرا تتراوح قيمتها بين 30 و 40 مليون دولار، شجع العديد من الشركات العالمية للتسابق على سوق العاصمة.
وأضاف أن أبوظبي ربما تكون المنطقة الوحيدة بالعالم التي استمرت في طرح المشاريع بهذا الزخم بعد الأزمة المالية العالمية، وهو ما يعكس بعد نظر مسؤولي الدولة وقدرتهم على استشراق المستقبل.
وأوضح النويس أن المجموعة تعمل حاليا مع نحو 30 شركة كبرى، وأكثر من 200 شركة توريد صغيرة تتسابق على سوق أبوظبي، متوقعا أن يشهد العام المقبل توقيع اتفاقات شراكة مع شركات عالمية كبرى.
وأضاف النويس أن مجموعة الإنماء العربية تسعى للشراكات طويلة المدى، موضحا أن بعض الشراكات مستمرة منذ أكثر من 30 عاما.
ومن جهته أوضح رامي بارديس مدير فرع أبوظبي بشركة لوبس أوتوميشن أن الشركة العالمية قررت مؤخرا افتتاح فرع لها بأبوظبي للاستفادة من استقرار السوق، ومن المشاريع التي يتم طرحها بقطاع النفط والتي يستفيد منها عدد كبير من الشركات التي يرتبط عملها بالقطاع. وتوقع بارديس أن يصل حجم مبيعات الشركة بأبوظبي من غرف التحكم ومحطات عدادات البترول إلى 15 مليون دولار “55 مليون درهم” خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وذكر بارديس أن حجم مبيعات الشركة حول العالم يقدر حاليا بنحو 30 مليون دولار (110 ملايين درهم) سنويا، وذلك بعدد من الأسواق منها العراق والسعودية ودبي ومصر والسودان وليبيا وعمان وتونس وسوريا.
المصدر: أبوظبي