غالية خوجة (دبي)

أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بمقره بالشارقة القصباء، أول أمس، جلسة حول رواية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، قدمتها د. مانيا سويد، مؤكدة: أنه عنوان لمصنف متعدد الانتماءات، رواية وسجل تاريخي، وصفي اجتماعي، وشهادة توثيق لأحداث شهدتها الممالك المجاورة.
ثم تحدث د. مني بو نعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، مدير تحرير مجلة مراود، عن أهم الثيمات الموضوعية والفنية للرواية، ومنها: البيئة الاجتماعية المتنوعة ضمن فترة زمنية بين (1528) و(1622)، وهو تاريخ سقوط هرمز على يد البرتغاليين، مؤكداً أن المؤلف كان مشدوداً للأحداث المتوالية القوية التي دارت في هذه الفترة، وبطلتها «بيبي فاطمة». أمّا مكانية الأحداث فكانت قصر ملك هرمز ومحيطه، بتفاصيل متسارعة، متتابعة، محورها الصراع الاجتماعي الديني، ومحاولة تنصير فاطمة من خلال زواجها من ابن الملك.
وأضاف: تزوجت بيبي فاطمة ثم تنصرت على يد الملك البرتغالي، ثم هربت، ثم تزوجت ابن الملك الثاني، موضحاً أن الأحداث تحكّم فيها العامل الديني، وكيف تمّ إحراق توران شاه الهرمزي وعلّق بتهمة أخلاقية بإيعاز من الملك البرتغالي.
وأكمل: وهذه الأحداث تلخص مضمون الحملات التبشيرية الصليبية التنصيرية، إضافة إلى صراع الأخوة على السلطة، انتهاء بسقوط هرمز عام 1622.
ويسترسل: مشهد مناجاة فاطمة المتنصرة ظاهرياً، المؤمنة المسلمة روحاً وباطناً، يشكل حالة استعادية لمشهد الحلاج، كما أن مشهد المشروع الديني الصليبي التنصيري كان حاضراً، وهو هدف الحملات البرتغالية على الخليج، بينما المشهد الأخير من الرواية فيمثل حالة التنافر الطبقي، وصراعاته.
واستنتج أن الرواية كما أعمال سموه، توثيقية، وفي روايته «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، اعتمد على 35 وثيقة أصلية إضافة إلى البعد المسرحي والمشاهد الهامة.
ورأى أن الرواية احتوت على مجموعة من العناصر الفنية، منها السرد المكثف، الحبكة القوية، المشهدية المسرحية والحوارية والنفسية.
وفي الختام، شارك الحاضرون في النقاش كما كرم محمد بن جرش أمين مجلس الإدارة المشاركين.