معتز الشامي (دبي)
مع قرار إقالة الهولندي بيرت فان مارفيك مدرب المنتخب، أصبح السؤال الذي يطرح نفسه في الشارع الرياضي، من المسؤول عن تواضع النتائج، وتكرار مسلسل الخسائر التي تهدد مسيرة «الأبيض» في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023، وأين يكمن الخلل في ملف المنتخب، ولماذا أصبح ثوب المنتخب مليئاً بالثقوب!، هل الحل في الإطاحة بمارفيك، صاحب السيرة الذاتية العالمية، والإنجازات الكروية وآخرها إعادة الكرة السعودية إلى كأس العالم!.
وأين دور اتحاد الكرة المستقيل في التخطيط الاستراتيجي وبناء المنتخبات، خاصة أن النتائج التي تتحقق على مدار 4 سنوات من عمر الاتحاد الحالي، لا ترضي الساحة الرياضية، وأصبح الشعور بـ «فقدان الثقة» في الاتحاد واللاعبين والأندية، أمراً يحتاج إلى التدخل، خاصة أن وعود التطوير ووضع الخطط الاستراتيجية كانت حاضرة في بداية عهد الاتحاد الحالي، ورفعت سقف طموحات الجميع، إلا أن موسماً بعد آخر، ما زلنا نعاني «ضبابية الرؤية» و«غياب الاستراتيجية» التي تقنع الجميع.
أسئلة كثيرة، طرحناها على أصحاب الرأي الفني والرياضيين والمدربين والخبراء، في محاولة «هادئة» بعيدة عن «التشنج»، لبحث أسباب التراجع، وسر تكرار التعثر، ولماذا نستعين بـ 4 مدربين في 3 أعوام ونصف العام «35 شهراً تقريباً» هي عمر الاتحاد المستقيل الذي تولى المسؤولية في مايو 2016.
واتفقت الآراء على أن المنتخب يعيش «واقعاً أليماً»، وهو ما فرضه مرور الأبيض بمرحلة «تجديد دماء» التي تتطلب تعاملاً مختلفاً، وبأسلوب علمي منظم، حيث انتقدت الآراء الفنية، إفراط جهاز المنتخب في الاستعانة بلاعبين دون خبرات دولية كافية، مع إبعاد أصحاب الخبرة من العناصر المؤثرة في تشكيلة المنتخب، والتي كان يجب مزجها مع اللاعبين الجدد بصورة تدريجية وليست مفاجئة وسريعة كما فعل مارفيك الذي قاد «الأبيض» طوال 259 يوماً، منذ التعاقد معه في مارس 2019، ولكنه بدأ عمله الفعلي في تجمع يوليو الماضي بمعسكر خارجي في النمسا، تبعه بمعسكر آخر في البحرين أواخر أغسطس الماضي، وخاض أول لقاءاته الودية مع المنتخب، ما يعني أن عمل مارفيك الفعلي بدأ منذ أغسطس وحتى ديسمبر، وهي الفترة التي شهدت إيجابيات من حيث الدفع بعناصر واعدة للمستقبل، وتغيير طريقة اللعب واعتماد فلسفة إحلال وتجديد شامل، ولكنها أيضاً أظهرت سلبيات هائلة، أبرزها سهولة تلقي الأهداف من أي منافس، وعدم القدرة على اختراق الدفاعات بالشكل الملائم، فضلاً عن عدم إقامة المدرب بشكل كامل في الدولة لمتابعة الدوري، وعيش تفاصيل الكرة الإماراتية واقعاً ملموساً، من دون الاعتماد فقط على «الفيديو كونفراس»، أو التقارير الرقمية من مساعديه.
وطالت الاتهامات الجميع في أزمة «الأبيض»، خاصة الأندية واللاعبين، لأن أي منتخب نتاج عمل الأندية في تطوير لاعبيها، خاصة في تكرار مسلسل «عدم الانضباط» من بعض اللاعبين، والتي أدت إلى استبعاد البعض منهم، أو معاقبة آخرين بعقوبات تندرج تحت مسمى «السلوك المشين»، كما اتهم الشارع الرياضي لاعبي «الأبيض» بعدم الأداء بجدية كافية وقتالية عنيدة اشتهر بهما جيل «الأبيض الذهبي».
وطالت الاتهامات أيضاً اتحاد الكرة المستقيل، الذي «أضاع البوصلة»، وتخبط في الاستقرار على هدف من جهاز المنتخب، لذلك استبدل 4 مدربين في أقل من 4 سنوات، ليحقق رقماً قياسياً قد يكون غير مسبوق في تاريخ مجالس إدارات الاتحادات المتعاقبة، كما أنه قدم وعوداً للتطوير، إلا أنها في كل مرة، تبخرت في الهواء، واتفقت الآراء على أن كثرة استبدال المدربين وعدم تحديد هدف فني وراء التعاقد مع المدرب، مع عدم توفير الاستقرار الفني للمنتخب، يعكس حجم التخبط الذي يعانيه «الأبيض».
وأكد عيد باروت مدرب المنتخب الأسبق، أن مستوى «الأبيض» خلال الفترات الماضية، لم يكن مقبولاً تحت أي ظرف، مشيراً إلى أن الهولندي مارفيك لم يقدم الأداء المنتظر منه، وقال «كنا نرى منتخباً يتم إعداده للمستقبل، وليس للمنافسة في مجموعته والتأهل إلى المونديال أو حتى كأس آسيا، وهذا ما لم يعلن عنه الاتحاد الذي كشف أن المنتخب ينافس لتحقيق الإنجازات لكرة الإمارات، كما لم نرَ فترات إعداد كافية، كما أن الجهاز الفني يعمل على المعسكرات القصيرة فقط، ويرفض التجمعات الطويلة، بجانب عدم إقامة المدرب في الدولة، في الوقت الذي يعتمد مارفيك على دوري يلعب فيه اللاعب عدد مباريات أقل من أقرانه في دوريات أخرى منها السعودي، واللاعب هنا يلعب أقل من 40 مباراة في الموسم، بينما في الدوري السعودي يزيد العدد كثيراً، والقياس ينطبق على أغلب اللاعبين في قارة آسيا، وهو ما يعني احتياج اللاعب الإماراتي إلى وقت طويل من الإعداد للمستوى الدولي قبل المباريات الرسمية، وهي الفلسفة التي طبقها مهدي علي، إلا أنها غابت على يد مارفيك الذي أعتقد أنه يتعامل مع لاعبين أوروبيين، وهذا خطأ كبير وقع فيه المدرب، وكان يجب أن تتم مراجعته من اللجنة المسؤولة عن المنتخبات».
وأضاف: «كرة الإمارات قادرة على الاعتماد على الدوري فقط لتجهيز الدوليين إذا كان عدد المباريات في الموسم يزيد على 60 مباراة، ولكن هذا لا يحدث، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على الدوري فقط، يضاف إلى ذلك التسرع في الإحلال والتجديد، عبر الاستعانة بـ 10 لاعبين من تشكيلة (الأولمبي)، وبعضهم لا يلعب أساسياً، ونعيدهم إلى (الأولمبي)، ليجد اللاعب نفسه يلعب مباراة مع المنتخب الأول، وأخرى في (الأولمبي)، هذا الأمر خاطئ، ومن شأنه أن (يحرق) اللاعب نفسياً ومعنوياً، بل وبدنياً، ورأينا البرازيل والمنتخبات العالمية تجري الإحلال والتجديد بشكل تدريجي، وعبر خطوات مدروسة، وفي مراكز محددة، لكن ليس بهذا الشكل، عبر إبعاد جيل كامل أو جيلين، وضم لاعبين قليلي الخبرة».
وقال: «فترة زاكيروني شهدت تجربة 54 لاعباً مع المنتخب خلال عامين تقريباً، تولى فيهما المسؤولية، ومارفيك قام بتجربة 32 لاعباً، والرقم كان مرشحاً للزيادة إذا استمر المدرب، وهو ما يعني أن أي جهاز جديد يحتاج وقتاً وفترة لا تقل عن عام أو عامين للتعرف على قدرات اللاعبين، بينما أصحاب الكفاءات الوطنية، خصوصاً في الجانب الفني بعيدين تماماً».
وأشار باروت إلى أنه رغم الصورة القاتمة، ورغم غضب الشارع الرياضي وحزن الجميع على تواضع النتائج وتراجع المنتخب، إلا أن هناك بارقة أمل، واللاعب الإماراتي قادر على مقارعة الكبار، بدليل ما فعله العين قبل شهور عدة في مونديال الأندية ووصوله إلى نهائي البطولة. ما فعله «البنفسج» في بطولة عالمية، لا يستطيع المنتخب أن يكرره في المحافل العالمية والدولية، وهو ما يعني أن الخلل كبير جداً في نظام المنتخبات.
وتطرق باروت إلى إلغاء الاتحاد المستقيل لدور الكفاءات الوطنية والكوادر صاحبة الخبرة الفنية، واستعان بأجانب، سواء مدربين أو خبراء فنيين، وهم لم يشكلوا أي إضافة، فالاتحادات السابقة كانت تعتمد على المدرب المواطن في المنتخبات الوطنية بشكل كبير، بينما الاتحاد المستقيل، لم يقدم أي دعم للمدرب الوطني أو لأصحاب الكفاءة الوطنية، في الوقت الذي كانت اتحادات سابقة تهتم بالمدرب الوطني، بينما اتحاد ابن غليطة المستقيل لم يفعل ذلك، ولم يعمل بشكل علمي أو مدروس.
وتساءل باروت عن أسباب تراجع مستوى اللاعبين الكبار، أمثال أحمد خليل وإسماعيل الحمادي، ولماذا وقف جهاز المنتخب مكتوف الأيدي أمام ذلك، وقال «هذا ما كان يمكن لجهاز وطني أن يقوم به، لأنه يعرف تفاصيل ونفسية اللاعب الإماراتي، على عكس الأجنبي، لذلك يجب أن يكون للمدرب الوطني دور في المرحلة المقبلة لعلاج هذا الخلل، فلا يجوز الاعتماد بشكل كامل على جهاز أجنبي، وللأسف الاتحاد الحالي الذي استقال بن غليطة من رئاسته، لم يقدم أي عمل حقيقي، ولم نر منه أي تطوير للعبة بل نحصد تراجعاً بشكل مستمر».
مالوش: كرة الإمارات تحتاج لاعبين متعطشين ومدرباً جائعاً للإنجازات
أكد الدكتور بلحسن مالوش الخبير الفني بلجنة التطوير بـ «الفيفا» حالياً، والمدير الفني لاتحاد الكرة سابقاً، أن كرة الإمارات أصبحت في حاجة إلى تصحيح المفاهيم، خاصة ضرورة اختيار نوعية معينة من اللاعبين، وقال: «إنها تحتاج إلى لاعبين متعطشين، لتحقيق نتائج إيجابية لإسعاد الشارع الرياضي، وضرورة اختيار مدربين قادرين على تحقيق تلك المعادلة ببساطة، حيث أميل للتعاقد مع مدرب مغمور، حصل على فرصة كافية لبناء خبرات، ومن ثم يجب الاستعانة به، حتى يكون جائعاً لتحقيق الإنجاز لنفسه ولمسيرته، بينما الأسماء العالمية لا تضيف جديداً، ولكنها تتمسك بالتعامل الاحترافي، في الوقت الذي يعاني فيه اللاعب الخليجي والعربي بصفة عامة، من قلة الفكر الاحترافي أو عيش حياة الاحتراف بشكل كامل وصارم».
وأضاف: في تونس حقق المنتخب نتائج إيجابية عندما تولى قيادته مدربون يبحثون عن تحقيق الإنجاز، والأمثلة كثيرة في الكرة العربية، والاعتقاد بأن يتم التعاقد مع مدرب عالمي، وله اسم كبير، وبأنه يحقق نقلة نوعية، فهذا أمر لا يتحقق إلا مصادفة، ويجب عدم مقارنة ما فعله مارفيك مع «الأخضر»، بما كان يجب أن يفعله مع «الأبيض»، لأن قاعدة اللاعبين تختلف بين البلدين، في الكم والكيف أيضاً، وإذا أردنا من يقوم بمرحلة إحلال وتجديد للمنتخب، فإن مارفيك ليس هو الرجل المناسب، ولكن يجب البحث عن مدرب قاد منتخبات أولمبية، وحقق نتائج طيبة، ويجيد اكتشاف المواهب وتصعيدها، ويأتي للبحث عن إنجاز وبناء اسم له في المنطقة، وهذه السمات قادرة على النجاح.
ولفت مالوش إلى أن غياب الاستقرار الفني لـ «الأبيض» أثر كثيراً على مسيرة المنتخب مؤخراً، وقال: كثرة تغيير المدربين ظاهرة غير صحية بالمرة، لأن توفير عامل الاستقرار الفني من شأنه أن يطور أي منتخب، بينما التسرع بالإقالة بعد الإخفاق، تعتبر أشياءً سلبية يجب الابتعاد عنها، حيث كان يجب على الاتحاد أن يحدد الأهداف للجهاز الفني، وبعدها التقييم بعد وقت كافٍ على منحه الفرصة.
وأشار إلى أنه كان يجب أن يحسن الاتحاد اختيار بديل مهدي علي، حتى لا تطول الفترة الانتقالية إلى مرحلة المدرب الوطني، ومرحلة جديدة، مع مدرب قادر على منح الفرصة للاعبين الشباب، وبالتالي تأخر الاتحاد كثيراً في تحديد الأهداف والجهاز الفني الأنسب لتحقيق تطلعات الشارع الرياضي.
تطرق مالوش إلى أن ارتفاع رواتب اللاعبين في الدوريات الخليجية له آثار سلبية تجعل حماس اللاعبين يقل كثيراً مع المنتخبات، وهو ما يعني ضرورة الاعتماد على الوجوه الجديدة والتمسك بعدم الإنفاق المبالغ فيه على رواتب اللاعبين.
وعن العمل الفني في اتحاد الكرة، قال: «قمت بزيارة إلى الاتحاد، واجتمعت بالخبير الفني الحالي الهولندي ميشيل سالبون، وأرى أن هناك أفكاراً للتطوير الفني يتم العمل عليها على مستوى الأكاديميات والتطوير للمستقبل، والاهتمام بالقاعدة، ولكن لا أستطيع الحكم على استراتيجية تطوير المنتخبات، لأنني لم أطلع على ذلك، ويجب وضع استراتيجية للمنتخبات واضحة المعالم، وأن يشارك فيها أصحاب الرأي الفني». ووجه مالوش النصيحة بضرورة اختيار مدرب يجيد تطبيق طريقة لعب تناسب اللاعب الإماراتي، ويعرف تفاصيل الكرة الإماراتية والأندية، مع ضرورة البعد عن الأسماء العالمية أو الكبيرة، والتي لن تضيف كثيراً، وتأتي إلى المنطقة من أجل المال فقط.
شايفر: «الأبيض» ينقصه مدرب يعيش التفاصيل
أكد الألماني وينفريد شايفر مدرب بني ياس، أن المنتخب يحتاج إلى مدرب يعيش تفاصيل الكرة الإماراتية، ويدرك احتياجات اللاعب وطبيعة الدوري المحلي عموماً، وقال: الأهم هو أن يكون حاضراً في الدولة، وأن يشاهد أكبر عدد ممكن من المباريات، وأعتقد تلك النقطة غابت عن «الجهاز المقال»، ومفتاح نجاح المنتخب يكمن في الدوري، حيث يتم تشكيل اللاعبين في الأندية والأكاديميات، ومن خلالها يتدربون ويلعبون ويتعلمون.
ولفت شايفر إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب مدرباً بمواصفات معينة، وقادر على التواصل المستمر مع الأندية، وقال ما يجب أن نراه، هو تعاون وثيق وذكي بين جهاز المنتخب والأندية، وعلى الجميع العمل معاً لتطوير كرة القدم في الإمارات بشكل عام، وعلى المدرب أن يكون على اتصال مع الأندية، ولا يحضر للمباريات فقط، بل التدريب أيضاً، من أجل التحدث مع المدربين واللاعبين.
وأضاف: في أفضل الأحوال، يمكن لإدارة المنتخب عقد اتفاق مع الأندية، بدعوة اللاعبين، أو على الأقل جزء منهم للانتظام في التدريب معاً، في الأكاديميات المميزة، وهنا أتحدث عن المراحل السنية، ولكن لذلك تحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى بناء الثقة، وشدد شايفر على أن اللاعبين قادرون حالياً على تجاوز المرحلة الحرجة بتصفيات المونديال وكأس آسيا.
وقال: ما تحتاجه كرة الإمارات الآن هو روح وحماس جديد يتوحد خلفه الجميع، من أجل بداية جديدة لـ «الأبيض»، تقوم على الثقة في القدرات والإيمان بأن المنتخب قادر على العودة كما كان قوياً بالعمل المستمر، ومنذ أن عدت إلى الإمارات، شعرت بهذا بالفعل، إنها ضرورية في كرة القدم أيضاً، حيث يحتاج اللاعبون إلى الشعور بأن هذا هو وقت التغيير.
وأشار شايفر إلى أن مدرب المنتخب، يتعين عليه التحدث إلى اللاعبين، وهذا شيء مهم للغاية، وكذلك العناصر المحتمل أن ترتدي قميص «الأبيض» في المستقبل، بهدف مساعدتهم على اختيار الطريقة الصحيحة للتطوير، كما يجب أن يشعر اللاعبون باهتمام وشغف إدارة المنتخب.
وتطرق شايفر إلى ضرورة العمل على مزيج جيد في الفريق، عبر لاعبين شباب مدعومين من ذوي خبرة وليسوا أنانيين، لكنهم مستعدون لقيادة ودعم اللاعبين الشباب، وقال: بالفعل ليس من السهل التنافس في آسيا في الوقت الحالي، فقد بذلت دول أخرى جهداً هائلاً في التقدم الكروي، بدليل التحسن في مستوى تايلاند وفيتنام، وفي المستقبل فإن المنافسة أكثر صعوبة، لأن الكرة في العديد من الدول تتطور بسرعة كبيرة، من حيث اللياقة البدنية والعقلية التي تعد الأساس، كما يجب أن يتم الاهتمام بتأسيسها مع الأندية أيضاً، فضلاً عن غرس الثقة في نفوس اللاعبين لخوض المباريات الدولية، ويأتي ذلك من خلال التدريب، حيث يشعر اللاعب بأن المران بروفة لخطة المباراة.
بشير سعيد: كرتنا بخير ولاعبونا متميزون
أكد بشير سعيد، مدافع المنتخب السابق، أن «الأبيض» تأثر كثيراً وتراجع مستواه، بسبب كثرة استبدال المدربين، مما أثر بدرجة كبيرة على طريقة اللعب، بدليل الانتقال من الدفاع وفق طريقة زاكيروني، إلى الهجوم غير المتوازن طبقاً لخطة مارفيك، وعابها وقوع الدفاع في أخطاء كبيرة، بعضها غير مقبول، وكلها سلبيات دفع «الأبيض» ثمنها.
وأوضح بشير، أن الكرة الإماراتية بخير، ولديها لاعبون متميزون، قادرون على العودة إلى سكة الانتصارات، ومواصلة المشوار في التصفيات، شرط إجادة اختيار جهاز فني، يعرف كيف يتعامل مع اللاعب الإماراتي، ويفهم طبيعة دورينا ومشكلاته، وإخراج أفضل ما لدى الجيل الحالي، وانتقد بشير سعيد أسلوب اتحاد الكرة في العمل مع المنتخب، مشيراً إلى أن غياب الاستراتيجية الواضحة، وعدم الاستقرار الفني، انعكس بالسلب على مسيرة المنتخب في آخر 3 سنوات، حيث كان يمكن الحفاظ خلالها على نسق فني ومستوى ثابت لـ «الأبيض»، مع القيام بعملية إحلال وتجديد متدرجة.
النجار: الجدد يحتاجون إلى الإعداد النفسي
أكد الدكتور أحمد النجار، اختصاصي الطب النفسي، أن حالة عدم الرضا على أداء «الأبيض» من الجماهير والشارع الرياضي طبيعية للغاية، حيث غاب المستوى المميز عن العديد من اللاعبين، كما لم يقدم البدلاء والعناصر الشابة الأداء الذي يعوض الأسماء الكبيرة التي قدمت الكثير للمنتخب في السنوات الماضية. ولفت النجار، إلى عنصر وصفه بـ «الغائب» عن إعداد المنتخبات بشكل عام، والأندية تحديداً في كرة القدم، وهو عامل الإعداد النفسي على يد متخصصين وأصحاب قدرة على تهيئة اللاعبين نفسياً، للمباريات وخلال المعسكرات، وقبل البطولات المجمعة، تلك السياسة التي أصبحت فلسفة تتبع في الاتحادات المتقدمة والمتطورة عالمياً، بينما ما زالت غائبة عن اتحاد الكرة، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالإعداد والتهيئة النفسية للاعبين الدوليين، وقال: لاعبو «الأبيض» في حاجة إلى إعداد نفسي، خصوصاً في مرحلة الإحلال والتجديد، وضم وجوه جديدة، تحتاج إلى الثقة وللثبات الانفعالي، لتقديم الأفضل داخل الملعب.