عمر الحلاوي (العين)

يسلّط مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، الضوء على الحرف المتوارثة بالدولة والتعريف بها، وتعزيز جهود المهتمين والممارسين، حيث يعتبر أكبر منصة في مدينة العين لاستعراض حرف وتراث الآباء الأجداد، وكيفية التكيف مع موارد البيئة المتاحة، واستثمارها بكفاءة وبراعة لتلبية الكثير من الاحتياجات.
المهرجان الذي انطلق في سوق القطارة التراثي بالعين، وتنظمه دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي، مناسبة لإبراز مكانة الحرف في التراث الإماراتي، وتعزيز جهود الحرفيين للمحافظة عليها، واستمرارها ونقلها إلى الأجيال القادمة، وجعل التراث مرشداً وداعماً للنهضة التنموية الشاملة التي تشهدها الدولة.
ويشتمل المهرجان «من 1 إلى 17 نوفمبر الجاري» على أكثر من 80 محلاً في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الفرق الشعبية والبرامج والفقرات التراثية والثقافية والعروض الحية للحرفيين والحرفيات خلف أدواتهم التقليدية، يصنعون خلالها الخوص والفخار، ويغزلون الصوف، وينسجون السدو والتلي، ويعملون على عدد من الأعمال اليدوية التقليدية البديعة.
واستقطب المهرجان في العام الحالي عدداً كبيراً من أرباب الحرف والصناعات التقليدية، نجحوا في جذب الجمهور لمشاهدة أعمالهم الحية المباشرة، وتعرف الزوار على التراث وكيفية تمكن الحرفيين من المحافظة على التراث واستثمار منتجاتهم كأحد مصادر الدخل الوطني، بالإضافة إلى تنمية الوعي بأهمية الصناعات التقليدية، وضرورة المحافظة عليها، وتطوير منتجات الحرف والصناعات التقليدية بما يتلاءم مع الاحتياجات المعاصرة، ووضع آلية لتسويق منتجات الحرف والصناعات التقليدية، والترويج لها.
وشارك في المهرجان عدد كبير من ممارسي الحرف والصناعات التقليدية، والأسر المنتجة للصناعات التقليدية، بالإضافة إلى مشاركة الجهات المختصة في بيع وتسويق المنتجات التقليدية، وكانت هنالك مشاركة بارزة للهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية وإنتاجها وتطويرها.
وصاحب المهرجان منذ افتتاحه عدد كبير من الأنشطة المتنوعة والفعاليات التراثية، بحضور جمهور كثيف، حيث عززت تلك الفعاليات مكانة التراث في المجتمع، ومن أبرز تلك الفعاليات، الفنون الشعبية والمسابقات التراثية والثقافية وعروض الصقارة، وعروض الحرفيين والسوق الشعبي وورش العمل.
وشكلت الفنون الشعبية المصاحبة للمهرجان لوحة غنائية في غاية الروعة، ووجد استحساناً عظيماً من الحضور، حيث تمثل تلك الفنون الشعبية الأصيلة جزءاً من التراث الشعبي، وتعكس التنوع الثقافي والاجتماعي.
وتميز العام الحالي بمحال الأكلات الشعبية التي وضعت في جناح خاص بجلسات تراثية مريحة، ووجد المطبخ الإماراتي الشعبي وما يتميز به من خصائص مميزة، استحساناً كبيراً، حيث حضرت الأطباق الشهية والوجبات التقليدية المعروفة، وطرق الإعداد والتقديم التقليدية، وفاحت الروائح الطيبة الزكية، ويدل المطبخ الإماراتي على الكرم الأصيل والهوية التراثية. وشهد المهرجان استعراضاً للفرق الشعبية ذات الطابع الخاص.
واستمتع الحضور بالاستماع إلى فن التغرودة، وهو نوع من الشعر البدوي التقليدي من بحر الرجز، وتنوعت الموضوعات ما بين الحب الرومانسي والصداقة، والمديح والعلاقات القبلية، وتعتبر من الفنون التي سجلت في «اليونسكو» من التراث الإماراتي. وكان فن الصقارة حاضراً بشكل لافت، وهو من الرياضات التراثية المحببة في الدولة، وهو من أهم ملامح الهوية الثقافية والتراثية في الدولة ومنطقة الخليج.

إعداد القهوة
كما سجلت مسابقة إعداد القهوة العربية حضوراً لافتاً في مهرجان الحرف الصناعية التقليدية، باعتبارها من رموز الكرم عند العرب، حيث تلازم مواقدها ودلالها بيوتهم ومضاربهم في الحل والترحال، وتكتمل بها المجالس، وتحلو على صوت الفناجين، وهي دليل على كرم البادية الأصيل، وعنوان الترحيب بالضيوف، وقيلت فيها الأشعار، وطابت بها القصص والحكايات، وصفت بشربها القلوب، وتُعرف بنفسها بصوت المنحاز وهو يستقبل القاصي والداني بترحاب البادية المعهود والعادات والتقاليد المصاحبة لإعدادها وتقديمها، وتنافس المتسابقون في إعداد القهوة أمام لجنة التحكيم.