أحمد السعداوي (أبوظبي)

تأخر الزوج عن المنزل يثير خلافات باستمرار بين الزوجين، حيث ترى المرأة أن الرجل لا يهتم بأبنائه بالقدر الكافي، ويفضل البقاء مع أصدقائه، ما يشعرها بالوحدة وبعدم وجود رقيب على الأبناء، خاصة إذا كانوا في مراحل عمرية مبكرة ويحتاجون إلى رعاية متكاملة من الأبوين.

همّ يومي
تقول هويدا إبراهيم، «موظفة» إن ذهاب زوجها إلى المقهى بشكل يومي صار هماً كبيراً بالنسبة لها، لما يسببه من شعور مضاعف بالمسؤولية تجاه أبنائها الثلاثة في مراحلهم الدراسية المختلفة، فالزوج يكتفي بالخروج معهم مرة واحدة في نهاية الأسبوع، وباقي الأيام لا يراهم إلا وقت النوم تقريباً.
واعتبرت أن هذا السلوك أنانية من الزوج وبأنه يريد أن يستمر في حياته مثل أيام الشباب والعزوبية، غير مدرك أن مسؤولية البيت والأولاد ليست مادية بقدر ما هي سلوكية وأخلاقية، فكم من أشخاص أثرياء وناجحين في حياتهم العملية، ولكن الأبناء لم يسيروا على نهجهم لعدم ارتباطهم بوالدهم بشكل كبير، وبالتالي فقدوا النموذج والقدوة التي ينبغي أن يتبعها الأبناء.

حكايات النساء
وأكدت نورهان الوهيبي، أن تأخر الأزواج ظاهرة تعانيها كثير من النساء بحسب ما تعيشه وتسمع من حكايات صديقاتها، ولكنها تحاول التغلب على ذلك بإقناع نفسها أن وجود الزوج لفترة معقولة بعيداً عن المنزل، يبعد الملل عن حياتهما، ويتيح لها الفرصة للاهتمام بنفسها، وكذلك مراجعة دروس أبنائها ومستواهم الدراسي بتركيز، كون الزوج حين يعتاد الجلوس في المنزل عقب عودته من العمل في وقت مبكر، يفتح بابا للمشاكل بين الزوجين، كونه يريد الزوجة شبه متفرغة له حتى لا يشعر بالملل هو الآخر.
ويرى أشرف ياسين، محاسب بإحدى الشركات، أن الزوجة لها الدور الأكبر في تشجيع زوجها على الجلوس لفترات كبيرة في البيت، بأن لا تفتعل معه المشاكل ولا تكثر من الطلبات غير الضرورية التي تثقل كاهل الزوج وتجعله يبحث عن أي سبب للخروج من المنزل والعودة إليه متأخراً حتى يتجنب الصراع اليومي الذي تشهده كثير من البيوت هذه الأيام بين الزوجين.
وأوضح إنه لا يحب التأخر عن المنزل ويعتبر نفسه زوجاً «بيتوتياً» إلى حد كبير، وهذا أمر جيد أن يقضى أوقاتا كبيرة مع أفراد أسرته ويتابع شؤون ابنيه الطالبين في الصفين التاسع والحادي عشر، كما يشاركهما بعض الهوايات، وهذا بالتأكيد سيكون له أثره الإيجابي على ابنيه في المستقبل، ويحفظ لهما استقرارهما النفسي والتربوي خلال هذه الفترة المهمة من حياتهما.

3 أصناف
المستشار الأسري عيسى المسكري، أوضح أن فترة بقاء الزوج خارج منزله، ليس متفقاً عليها بين جميع الأسر، فهذا يرجع إلى العرف المتداول بين الزوجين، فإذا اتفقنا أن هذا الوقت كبير أو مبالغ فيه، فعليه أن يعدل سلوكه، وهذا يدفعنا إلى سؤال.. هل هذا التأخر يسبب نزاعاً في الحياة الزوجية؟ والإجابة بأنه إذا وصلنا إلى هذا الحد، على الزوج أن يتوقف عن ذلك.
ويضع المسكري 3 أصناف من الزوجات:
. الأولى تدرك «أهمية الوقت»، بمعنى إذا قال الرجل للمرأة «سأعود في وقت محدد» ولم يلتزم، فهذا يؤدي إلى نزاع بينهما، كون هذه الصنف من النساء يضع الالتزام بالوقت معياراً من معايير الحياة الزوجية.
. الثانية، عندها سعة ومرونة فتتعامل مع الوقت بأريحية، فإذا تأخر الزوج يستطيع ببساطة أن ينهي الموضوع.
. الصنف الثالث، التي تطمع دائما أن يأتي الزوج قبل موعده، وعلى الزوج هنا أن يكون حصيفاً لا يخبرها بموعد عودته بالضبط، بل يمنح نفسه فرصة ساعة أو أكثر متأخراً عن الموعد المتوقع له، وهو ما يجب أن يقوم به أيضاً مع الزوجة التي تقدس الوقت، درءًا لكثير من المشكلات التي تنشأ مع هذين الصنفين من النساء.

نصائح زوجية
قدم المستشار الأسري عيسى المسكري مجموعة من النصائح إلى الزوجين تساعدهما على تجنب هذا النوع من المشكلات:
. على الزوج تحديد وقت أكبر من الذي سيقضيه فعليا في الخارج ثم يعود مبكراً، فهذا تصرف يعكس حرصه على استقرار الأسرة والأبناء.
. بالنسبة للأزواج مرتادي المقاهي، فالأمر هنا يعود إلى الزوجة، إن تهاونت في البداية يصعب عليها التحكم في الأمر لاحقاً، وكلما كانت الزوجة حازمة في البداية والبيت له دستور والوقت يحترم، فالزوج يستجيب.
. بالنسبة لما تعانيه بعض الزوجات حالياً، عليها أن تغتنم وقتها بما يعود بالنفع على أبنائها وبيتها، نظراً لأن جلوس بعض الأزواج فترات طويلة في البيت يعطل الزوجات عن قضاء كثير من أمور الأسرة ومتابعة دروس الأولاد، فالرجل بطبيعته يميل إلى الحياة خارج المنزل، بعكس المرأة.