إندبندنت: أولمبياد لندن 2012 ينتصر للمرأة بعد سنوات من المعاناة
للمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية تصل نسبة التمثيل النسائي في المسابقات المختلفة إلى 44 %، حيث يبلغ إجمالي عدد النساء المشاركات أولمبياد لندن 4847 امرأة، كما يسجل الأولمبياد اللندني أكثر من ظاهرة نسائية للمرة الأولى في التاريخ، أهمها أن جميع الدول المشاركة سوف يكون لها تمثيل نسائي، حيث كانت قطر والسعودية وبروناي آخر الدول التي وافقت على المشاركة النسائية في الحدث الرياضي الكبير.
ويضاف إلى ذلك أن النساء سوف يقتحمن آخر حصون الرجال، والذي يتمثل في رياضة الملاكمة، مما ينهي عصر “للرجال فقط”، حيث تشهد الدور الأولمبية في لندن دخول النساء عالم الملاكمة للمرة الأولى أيضاً.
بدورها تفاعلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية مع الظواهر النسائية اللافتة، والتمثيل النسائي غير المسبوق، وأشارت عبر تقرير لها أن هناك عدداً من دول العالم تعول على “الجنس اللطيف” أكثر من اعتمادها على الرجال في الظفر بالميداليات، مثل بريطانيا مثلاً، كما استأثرت الولايات المتحدة وكندا بظاهرة فريدة من نوعها مقارنة مع جميع الدول التي تشارك في الدورة، حيث حظيت كل منهما بتمثيل نسائي يفوق عدد الرجال، مما يؤكد أن أولمبياد لندن يستحق عن جدارة لقب “الأولمبياد النسائي”.
وأضاف التقرير البريطاني:”للمرة الأولى في التاريخ الأولمبي سوف تشارك المرأة في الألعاب كافة، بعد الموافقة على اعتماد لعبة الملاكمة النسائية، كما تحظى الدورة الأولمبية الحالية بأكبر عدد من الميداليات المتاحة للنساء للفوز بها، بل أن ضربة البداية كانت نسائية من خلال مباريات كرة القدم للسيدات والتي انطلقت قبل الافتتاح الرسمي للدورة، كما سيكون الختام نسائياً، حيث يتم تسليم آخر ميدالية لامرأة في يوم 12 أغسطس المقبل، وهو آخر أيام الدورة والذي سيكون ختامه بمسابقة الخماسي الحديث للمرأة، ويحلم البريطانيون بتتويج بطلتهم وبطلة العالم في هذه المسابقة مهيري سبينس بالذهبية الختامية”
يحظى الفريق الأولمبي البريطاني بمشاركة 262 امرأة في مختلف المسابقات، وهو الرقم الأعلى في تاريخ المشاركات الأولمبية البريطانية، حيث لم يتجاوز عدد النساء البريطانيات المشاركات في أولمبياد بكين 2008 حاجز الـ 119 إمرأة، وما يحسب للمرأة أنها تمثل الأمل بالنسبة لبريطانيا في الحصول على أكبر عدد من الميداليات في الدورة الحالية، في ظل وجود جيسيكا إينيس بطلة مسابقة السباعي، والتي تتمتع بشعبية جارفة وتنتشر صورها في كل مكان بعاصمة الضباب، مما جعلها وجهاً مألوفاً قبل انطلاقة المنافسات، فضلاً عن ريبيكا أدلينجتون بطلة السباحة، بالاضافة الى آنا واتكينس، وحنا ميلز، وساسكيا كلارك وغيرهن من البطلات البريطانيات اللواتي تشاركن في مختلف الألعاب.
وتسود حالة من التفاؤل بقدرة النساء على الظفر بعدد أكبر من الميداليات التي من الممكن أن يحصل عليها الرجال بالنسبة للفريق البريطاني، ويضاف إلى ذلك أن هناك أكثر من بطلة عالمية شهيرة في الألعاب الأخرى يمثلن دولاً أخرى، وعلى رأسهن السباحة الأميركية ميسي فرانكلين، والتي لا يتجاوز عمرها 17 عاماً، ولكنها مرشحة بقوة لحصد العديد من الميداليات الذهبية، وهي واحدة من النجمات اللواتي تتعلق بهن عيون العالم، كما يترقب الملايين النجمة الروسية يلينا إيسينباييفا أسطورة القفز بالزانة، فضلاً عن نجمة الغطس الصينية شين رولين، بالإضافة إلى النجمات الأميركيات في ألعاب القوى، وثنائي التنس الشهير فينوس وسيرينا وليامز، وغيرهن من النجمات الشهيرات في مختلف الألعاب.
نجاحات روج
وركز تقرير الاندبندنت على النجاح التاريخي للبلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، والذي تمكن ببراعة فائقة من إقناع السعودية وقطر وبروناي بقضية التمثيل النسائي في الأولمبياد، وسوف يظل التاريخ يتذكره باعتباره أول من جعل جميع دول العالم توافق على مشاركة المرأة في الدورات الأولمبية، وما يحسب له أنه استخدم سياسية الضغط الناعم لإنجاز هذه المهمة الصعبة والمعقدة، والتي تصطدم ببعض المعتقدات الاجتماعية والدينية في بعض دول العالم .
لمحة تاريخية
كانت بدايات المشاركة النسائية بصورة لافتة في الأولمبياد في عام 1900 بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث شاركت 22 امرأة من إجمالي عدد المشاركين والذي بلغ في حينه 997 رياضياً من 24 دولة حول العالم، وفي أولمبياد لوس أنجلوس بالولايات المتحدة عام 1984 وصل عدد النساء المشاركات إلى الربع تقريباً، وفي بكين جاءت الطفرة الكبيرة بوصول نسبة المشاركة إلى 43 %، لترتفع إلى 44% في الأولمبياد الحالي، وسوف تتاح أمام النساء 132 ميدالية ذهبية، وهو عدد يفوق ما كان متاحاً في بكين بـ 5 ميداليات .
المصدر: دبي