يوسف العربي (دبي)

أكدت شركة «جيه إل إل»، العالمية المتخصصة في الاستثمارات والاستشارات العقارية أن السوق العقارية في أبوظبي سجلت أفضل أداء على مستوى العقارات السكنية والفندقية في دول مجلس التعاون خلال عام 2019، نتيجة التوازن بين العرض والطلب.
وقالت دانا سلباق، رئيس قسم البحوث في شركة جيه إل إل لـ«الاتحاد» على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد في دبي أمس، إن فنادق أبوظبي سجلت الارتفاع الوحيد لمعدل الإشغال بين فنادق الشرق الأوسط خلال عام 2019، لترتفع نسبة الإشغال من 70% إلى 73%، فيما كانت أبوظبي والرياض أفضل سوقين من حيث استقرار أسعار بيع العقارات السكنية، في الوقت الذي سجلت فيه بقية أسواق المنطقة انخفاضات متفاوتة.
وأرجعت سلباق، قوة أداء السوق العقارية في العاصمة الإماراتية إلى انسجام العرض مع الطلب والسماح للأجانب بالتملك الحر للعقارات والأراضي في العديد من المناطق في أبوظبي بموجب قانون التملك الحر، والذي أسهم بدوره في تغذية الطلب على القطاع العقاري في الإمارة.
سوق ناضجة
وأضافت أن أسعار بيع العقارات في دبي انخفضت بنسبة تتراوح بين 5 و8%، فيما انخفض معدل الإيجارات بنسبة تناهز 10% خلال العام الماضي، مؤكدة أن حركة تصحيح الأسعار على مستوى بيع وتأجير العقارات في دبي خلال الفترة الماضية يصب في صالح السوق بشكل عام، ويؤسس لسوق عقارية ناضجة تحقق مستويات مستدامة من النمو.
ولفتت إلى أن السوق العقاري في دبي سيودع التقلبات الكبيرة في الأسعار، صعوداً وهبوطاً والتي تزيد نسبتها على 10% و20% سنوياً ليسجل أداء أكثر رسوخاً وهدوءاً، وهي سمة طالما ميزت الأسواق العقارية الناضجة في مختلف أنحاء العالم.
وقالت إن السوق العقارية في دبي لاتزال تشهد طلباً على العقارات السكنية المميزة، فيما يترقب قطاع التجزئة زيادة في المعروض تقدر بنحو مليون قدم مربعة خلال المرحلة المقبلة، 80% منها مراكز تسوق ضخمة، الأمر الذي يفتح المجال أمام تبني حلول جديدة كلياً، مثل استخدام هذه المساحات لتحقيق مشاريع لوجستية مشتركة مع منصات التسوق الإلكترونية.

استراتيجيات أكثر استدامة
إلى ذلك، أكدت «جيه إل إل»، خلال الفعالية السنوية للشركة التي نظمتها في دبي، أن السوق العقارية في الإمارات بصفة عامة يتجه نحو التحسن، مشيرة لأهمية تبني المستثمرين والمطورين لأفضل الممارسات لعودة الأسواق العقارية إلى طبيعتها. ودعت إلى تبني استراتيجيات أطول أمداً وأكثر استدامة للوصول بنجاح إلى فترة من الاستقرار وضمان تحقيق الاستفادة المثلى من الأصول العقارية.
وقالت سلباق، إنه في ظل ثبات الظروف المواتية للمشترين عبر مُختلف قطاعات السوق العقاري في دولة الإمارات خلال عام 2019، يتوجب على جميع الشركات في الوقت الراهن تركيز جهودها لتجاوز هذه الظروف، واستخلاص القدر الأكبر من الفائدة من الفرص خلال العام الجاري.

التوجهات الهيكلية
وقال تييري ديلفو، الرئيس التنفيذي للشركة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «تتأثر الأسواق العقارية بشكل واضح بعدد من العوامل قصيرة المدى، وعلى رأسها الظروف الجيوسياسية العالمية وأداء السوق، إلا أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تتميز بقدرتها على التكيف مع التوجهات قصيرة الأمد، آخذين بعين الاعتبار التوجهات الهيكلية بعيدة المدى».
وأضاف ديلفو أن «جيه إل إل» تتوقع أن «يكون عام 2020 زاخراً بالفرص الكبيرة التي من شأنها تحسين قدراتنا على استخدام العقارات الحالية وتعزيز أدائها، لا سيما في ظل تواصل مرحلة التطور والنضوج التي يمر بها السوق».
واستندت الفعالية على نتائج الحوارات التي شهدتها دورة العام الماضي، والتي تمحورت حول سُبل التعامل مع الأسواق خلال فترات التقلب، لا سيما في ظل التوجهات واللوائح التنظيمية الجديدة، كالتحول الرقمي والأصول البديلة وصناديق الاستثمار العقارية.