عقيل الحلالي (صنعاء)

شددت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الاثنين، إجراءاتها الأمنية في صنعاء تحسباً لاندلاع تظاهرات شعبية مناوئة لها في الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة 2 ديسمبر 2017 التي دعا إليها الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح الذي قتلته الميليشيات في الرابع من الشهر ذاته بعد يومين من المعارك العنيفة في محيط منزله وسط العاصمة اليمنية.
ونشرت ميليشيات الحوثي المئات من عناصرها معززين بعربات ومركبات عسكرية في الشوارع الرئيسية بالعاصمة صنعاء، وسيرت دوريات مسلحة في الأحياء السكنية بالمدينة الخاضعة لهيمنة الحوثيين منذ أواخر العام 2014.
وعززت الميليشيات، منذ أيام، إجراءات التفتيش الصارم عند مداخل صنعاء في ظل مخاوف كبيرة لدى الجماعة المدعومة من إيران من اندلاع انتفاضة شعبية ضدها على غرار احتجاجات لبنان والعراق. وأفادت مصادر محلية في صنعاء لـ«الاتحاد» بأن ميليشيا الحوثي وزعت العشرات من عناصرها الاستخباراتية داخل الأحياء السكنية والحارات لمراقبة تحركات المواطنين خاصة الذين لا يدينون لها بالولاء، وأن الميليشيا وجهت عقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية بالتعاون مع هذه العناصر لتسهيل مهمتها. كما شوهدت العشرات من المركبات العسكرية للميليشيات الحوثية تجوب شوارع وأحياء رئيسية في صنعاء صباح الاثنين الذي صادف الذكرى السنوية لما سُمي بانتفاضة الثاني من ديسمبر.
وكان الحوثيون صعّدوا خلال الأيام الماضية خطابهم العدائي ضد أنصار صالح بما في ذلك قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام الخاضع لسيطرتهم في صنعاء.
وأطلق قياديون وناشطون حوثيون تصريحات نارية واستفزازية ضد أتباع الرئيس اليمني الراحل، ونشر بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات وصلت حد استباحة دم من يجرؤ على الخروج إلى الشوارع للتظاهر ضد «أنصار الله» (الاسم الذي تطلقه جماعة الحوثي على نفسها)، وإن رفع مطالب عادلة في ظل التدهور المعيشي والاقتصادي في البلاد.
وفي سياق حملتها الهادفة لترويع المواطنين في مناطق سيطرتها، زعمت ميليشيا الحوثي الانقلابية عشية ذكرى انتفاضة 2 ديسمبر بأنها كشفت «مخططاً خطيراً» يستهدف «ضرب الاستقرار الأمني» في صنعاء، مشيرة إلى أن أجهزتها الأمنية ضبطت «خليتين رئيسيتين» كُلفتا من جهة خارجية «للقيام بأعمال تخريبية تسبقها حملات إعلامية وشائعات موجهة مستغلة الوضع الاقتصادي المتردي».
وأقر القيادي الحوثي البارز، محمد المقالح، بحالة القلق والذعر التي تعتري جماعته إزاء حلول ذكرى مقتل علي عبدالله صالح وانتفاضته الأخيرة، لافتاً في تغريدة على تويتر إلى أن هذا التوتر يشير بوضوح إلى «أن أسباب الغضب (الشعبي) موجودة».
وأضاف باللهجة الدارجة مخاطباً قيادات جماعة الحوثي:«خليكم مهيوبين.. كما كثر الفجاع يكسر المخاوف من نفوس الجبناء وإذا انكسرت ما عد ينفع الفجاع».
إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الاثنين، خروقاتها النارية للهدنة الإنسانية الهشة التي تسري في محافظة الحديدة الساحلية (غرب) منذ نهاية العام الماضي بموجب اتفاق استوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة.
وأفشلت القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، ظهر أمس الاثنين، هجوماً لميليشيات الحوثي على مواقعها في جنوب غرب مديرية التحيتا الساحلية جنوب محافظة الحديدة. وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أبرز فصائل القوات المشتركة، أنه تم التصدي للهجوم بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيا الحوثي، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير أسلحة ثقيلة ومتوسطة تابعة لها خلال المواجهات.
وأفادت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد» بأن ميليشيا الحوثي قصفت بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا مواقع للقوات المشتركة في مديريات حيس والدريهمي والتحيتا ومنطقة الجاح الساحلية بمديرية بيت الفقيه، لافتة إلى أن الهجمات الحوثية طالت أيضاً، وبشكل عشوائي، تجمعات سكنية في هذه المناطق.
ودمرت القوات المشتركة، أمس الاثنين ولليوم الثاني على التوالي، تعزيزات لميليشيات الحوثي في جبل الكورة بمنطقة الكدحة المضطربة في مديرية المعافر غرب محافطة تعز (جنوب غرب).
وأكدت مصادر القوات المشتركة تكبد ميليشيات الحوثي خسائر بشرية ومادية خلال القصف المدفعي للقوات المشتركة على التعزيزات الحوثية التي كانت في طريقها إلى مواقع التماس بجبهة الكدحة.

نجاة قائد عسكري من الاغتيال في مأرب
نجا لواء عسكري في الجيش اليمني من محاولة اغتيال أثناء مرور موكبه في طريق رئيس بمحافظة مأرب. وأفاد مصدر عسكري «الاتحاد» أن مسلحين يرتدون ملابس أمنية أطلقوا النار على موكب قائد اللواء 143 العميد ذياب القبلي المرادي أثناء مروره من المدخل الجنوبي لمدينة مأرب، موضحا أن اشتباكات محدودة اندلعت بين المهاجمين ومرافقي قائد اللواء العسكري دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
وأضاف المصدر أن العميد ذياب القبلي من القيادات العسكرية البارزة التي شاركت في الدفاع عن محافظة مأرب وتحريرها إلى جانب المشاركة في تحرير مناطق البقع وعلب في محافظة صعدة ، مشيرا إلى أن مطالبات عسكرية للأجهزة الأمنية بسرعة التحرك وضبط العناصر المتورطة بتنفيذ الهجوم.