أبوظبي (الاتحاد)
أكد البروفيسور علي شمو وكيل وزارة الإعلام والثقافة السابق في الدولة، أن التميز اللافت والمشرف في العلاقات الإماراتية السودانية، سبق قيام الاتحاد عام 1971، بفضل رؤية وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرصه على العلاقة القوية مع السودان حكومةً وشعباً، انطلاقاً من نظرته لكل المعطيات التي يمكن أن تعززها وتطورها إلى الجوانب الإيجابية التي تعود بالخير والتطور على البلدين الشقيقين.
وأشار إلى أن السودانيين الذين قدموا للعمل في الإمارات منذ تلك الحقبة من أصحاب الكفاءة والخبرة للمساهمة في دعم الاتحاد الجديد للدولة، انطلاقاً من الحب والتقدير لدولة وشعب الإمارات، كانوا بالابتعاث من حكومة السودان في ذلك الوقت، أو بالوسائل الشخصية في مجالات مهمة ومختلفة مثل الأشغال والقضاء والإعلام والطب والبلديات وغيرها من التخصصات المهنية في أنحاء مختلفة من الدولة بالوفاء لكل المكونات التي تدعم تطور الإمارات، ويشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، ويؤمنون بأهمية خدمته، لكون التجربة الجديدة تمثل واحدة من أنجح التجارب على مستوى العالم، بفضل رؤية وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأمر الذي يدعو إلى الفخر والسعادة، إلى جانب السعي لتعزيز العلاقة القوية التي بدأت ملامحها المهمة بأول زيارة من قائد عربي للدولة، بعد إعلان الاتحاد من الرئيس السوداني الراحل المشير جعفر محمد نميري لدعم الكيان الجديد، وتأكيد العلاقة القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي امتدت بالود والحب والتقدير إلى هذا اليوم.
ويتذكر علي شمو أصداء الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى السودان، في أول محطة خارجية، بعد إعلان الاتحاد، وقال إنها لم تكن زيارة عادية أو تقليدية، بعيداً عن البروتوكولات الرسمية، وكانت تعبر عن فكر وعمق وحكمة هذا الرجل الذي حظي بالحب والتقدير والولاء والوفاء من الشعب السوداني، خصوصاً أنه تجاوز الإطار الرسمي في الزيارة إلى السودان، وجلس إلى الناس وتعرف على طبيعتهم وأسلوب حياتهم، واستمع إلى أشعارهم وأهازيجهم الفلكلورية، في مشهد حي، يعكس تواضع الراحل وتلقائيته في التعامل مع الناس، بمختلف أطيافهم وثقافاتهم، انطلاقاً من رؤيته التي أصبحت مدرسة خاصة تعلمنا منها جميعاً.
وقال: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تحدث إلى كل الذين قابلهم حديث الوالد القائد الحريص على العلاقة مع الآخرين، وعكس صورة رائعة عن القائد القريب إلى الناس بتواصله معهم ومحبته لهم، الأمر الذي خلف أصداء واسعة في أنحاء السودان والوطن العربي، وكشفت الزيارة عن التقدير الكبير من السودان حكومة وشعباً لهذا الرجل العظيم الذي أسس لعلاقة قوية ومتينة امتدت منذ تلك الفترة عبر الحقب المختلفة، لتعبر عن القيم الكبيرة والمحبة المتبادلة بين الشعبين.
وأضاف: كانت أيام زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى السودان مناسبة رائعة على قلوب السودانيين حكومةً وشعباً، وكان حرصه على العلاقة الأساس القوي الذي قاد إلى انفتاح كبير على كل الجوانب التي يمكن أن تعزز قوتها وتطورها، من خلال المشاريع الاقتصادية التي عكست العمق الاستراتيجي بين البلدين، وعملي في الإمارات وكيلاً لوزارة الإعلام والثقافة في فترة السبعينيات جعلني قريباً من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعرفت على جوانب رائعة ومهمة في حياته وطريقة تواصله مع المواطنين والإعلاميين، بالحوار الدافئ في مكتبه، وتعلمت منه الكثير من الأمور الإيجابية، لأنه كان يعكس الحكمة الكبيرة في التعامل والاستماع إلى كل ما يمكن أن يعزز التواصل الرائع مع المواطنين على نحو أشاع أجواء كبيرة من الحب والتقدير والوفاء والولاء له.
وأشار علي شمو إلى أن مشاريع التنمية التي تم تنفيذها في السودان ابتداءً من فترة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد الزيارة التاريخية، والتي امتدت إلى الحقب المختلفة، عمقت قيمة العلاقة الرائعة بين البلدين، وعكست التقدير المتبادل الذي كان أساس التواصل والتبادل الثقافي والمعرفي، موضحاً أن أيام الزيارة المهمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، متقدة في عقول وقلوب كل السودانيين، كما أن الحرص على إطلاق اسم الشيخ زايد على كثير من المشاريع، يعبر عن الحب والوفاء لهذا الرجل الذي ارتبط اسمه بالنجاح والخير والتميز لكل السودانيين الذين شاهدوه بينهم بصورة القائد الحريص على التواصل والمحبة والاحترام.
وقال: صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الزاهية والمعبرة، راسخة منذ تلك الزيارة إلى هذه الفترة، وجميع السودانيين يشعرون بأنهم في بلدهم، ويشاركون في تطوره ونهضته، انطلاقاً من قناعة كبيرة بالتقدير المتبادل على المستويين الرسمي والشعبي، وهذه المعطيات من الأسباب المهمة التي أدت إلى التميز الكبير في العلاقة بين الدولتين والشعبين، بعد مرور هذه السنوات، وهي ممتدة بكل الوفاء والتقدير إلى سنوات قادمة، لأنها قامت على أساس متين بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد زيارته للسودان في تلك الفترة.
وحول أهمية مواجهة اليوم بين الهلال والمريخ على كأس زايد، قال علي شمو: بكل تأكيد يجب أن ننظر إلى القيمة الكبيرة، لوجود السودانيين وتجمعهم الكبير في أرض زايد الخير، الذي طالما سعى للم الشمل بين الناس في كل مكان، بالحرص على التواصل الإيجابي، وتعزيز الجوانب الإنسانية، كما أن المباراة أكبر من كونها مناسبة رياضية، لأن كأس الشيخ زايد في أبوظبي بوجود الهلال والمريخ، يجعلني أؤكد الدور الكبير والمهم للرياضة في تحقيق التقارب والمحبة بين الشعوب، لكونها تمثل قيمة مهمة تؤدي إلى التطور، ويكفي الجميع فخراً بوجودهم في الإمارات، وهم يحتفون بكأس زايد الذي كان دائماً الحريص على كل ما يجمع الناس، ويوحد رؤيتهم نحو العمل الإيجابي لكل ما يمكن أن يخدم المجتمع ويعزز تطوره.
ونوه علي شمو بالجهود التي بذلت في الفترة الماضية من المعنيين بالأمر، للوصول إلى هذه المرحلة، بوجود الرياضيين السودانيين في أبوظبي، وهم يرسمون لوحة معبرة عن الحب والوفاء للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويعبرون عن الوفاء لكل ما قدمه، في سبيل إعلاء شأن الأمة العربية بالحكمة والصبر، مشيراً إلى أن الرياضة السودانية محط أنظار العالم العربي في أبوظبي، بكل ما يمكن أن يمثل الصورة المرجوة من الوفاء للتاريخ الذي يمثله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من خلال التجمع الرائع في استاد محمد بن زايد بكل المكونات الكبيرة من أطياف الشعب السوداني.