إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد العلامة اللبناني السيد علي الأمين، أن زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتقائه بقادة الأديان من سائر أنحاء العالم تعتبر حدثاً عالمياً بارزاً له أهميته الكبيرة على صعيد تعزيز علاقات التعارف والانفتاح بين الأمم والشعوب ويسهم بشكل فعال في نشر خطاب الاعتدال في العالم ويساعد على منع استغلال الدين لزرع الكراهية، تنفيذاً لمآرب سياسية وطموحات سلطوية، ويعمل مثل هذا اللقاء على محاصرة دعوات التطرف والكراهية والإرهاب.
وشدد على ضرورة الحوار بين أتباع الديانات، مؤكداً أنه حاجة ضرورية للمجتمع البشري، لأنه يدفع عنهم مخاطر الفرقة والتنازع باسم الدين، وينشر الوعي اللازم بين الأمم لتجنب تلك المخاطر التي تهدد حياتهم ووجودهم على كوكب الأرض.
وقال الأمين: إن اللقاءات بين القادة الدينيين أحد الطرق التي تؤدي إلى إحلال السلام، ومما لا شك فيه أن اللقاءات المتكررة بين القيادات الدينية تصنع التقارب بين الشعوب والدول أيضاً، وكلما حصل التقارب بين الدول والشعوب ابتعد عنهم شبح الحروب المدمرة بينهم واقترب منهم حلول السلام، لافتاً إلى أن العالم الذي تقدم اليوم على الصعيد العلمي في صناعة آلات الحرب والدمار لا يستغني أبداً عن مدرسة الأديان، ويبقى بحاجة ماسة إلى تعاليمها في نشر القيم الروحية ودعوتها إلى الأخوة الإنسانية التي تتجاوز كل الحدود والأعراق، مؤكداً أن زيارة البابا إلى الإمارات مهمة من حيث التوقيت والاختيار، أو مدى تأثيرها الروحي بين أصحاب الديانات السماوية.
وأشار سماحة السيد علي الأمين إلى أن زيارة قداسة البابا إلى دولة الإمارات هي زيارة يقوم بها رمز من رموز التسامح المؤثر في عالمنا إلى دولة هي الأنموذج والمثال للانفتاح وللتعايش السلمي بين المواطنين فيها والمقيمين على أرضها من مختلف الديانات والجنسيات، وتأتي هذه الزيارات في وقت يحتاج فيه العالم إلى مثل هذه اللقاءات والزيارات بين رموز الاعتدال والتسامح للمزيد من التضامن والتعاون فيما بينهم لمواجهة ثقافة التطرف والإرهاب المنتشرة في كثير من بلدان العالم.
وحول رؤية سماحته للتسامح والتعايش في الإمارات، قال: يرى الزائر لدولة الإمارات العربية المتحدة والمقيم فيها المدى المتصاعد للتقدم العمراني والازدهار، كما يرى إلى جانب ذلك دورها الرائد في العمل على نشر ثقافة التسامح على أرضها وفي العالم، وقد أنشأت في خطوة فريدة في حكومات العالم وزارة للتسامح، وهي تعمل على الوحدة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم والسعي لجمع كلمتهم، وهي الدولة الرافضة للعنف والتطرف والإرهاب بكل الأشكال والعناوين في أي مكان من العالم.