حسام عبدالنبي (دبي)
تسهم خطط الإمارات للتوسع في صناعة البتروكيماويات، في زيادة قيمة الاستثمارات المرتبطة بقطاع الصناعات الكيماوية بمنطقة الخليج، بعد تخطيها حاجز الـ 140 مليار دولار أميركي، خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2019، حسب الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا»، مؤكداً أهمية ما ذكره معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة في الإمارات، عن وجود خطط للتوسع في صناعة البتروكيماويات سيتم الإعلان عنها قريباً، بهدف تطوير منتجات صناعية عالية القيمة.
نمو الطلب العالمي
وذكر السعدون، أن توقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن الصناعات الكيماوية سوف تقود نمو الطلب العالمي على النفط، ويتوقع زيادة حجم الاستثمارات فيها بنسب مرتفعة مع استمرار هذا النمو، بشكل مطرد، خلال العقود المقبلة، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تبرز كواحدة من أهم مراكز الإنتاج والتصدير في العالم، حيث يركز اللاعبون الرئيسيون في المنطقة على بناء شراكات جديدة، وتعزيز ما هو قائم، على المستوى المحلي والدولي، بالإضافة إلى الاستثمار في الأسواق ذات النمو المرتفع، بما يزيد من قدراتها التنافسية ضمن القطاع.
صفقات كبيرة
ودلل السعدون، على صحة حديثه بالصفقات الكبيرة والمؤثرة، مثل خطط الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية، الذي يوصف بأنه الأكبر في التاريخ، بالإضافة إلى استحواذها على 70% من أسهم شركة سابك، حيث أصبحت منطقة الخليج العربي تتصدر العناوين الرئيسية في العالم.
وقال: إن أنشطة الاندماج والاستحواذ في القطاع تشهد نمواً ملحوظاً خلال العام الجاري، إضافة إلى سعي المنتجين الإقليمين إلى دمج أعمالهم وتعزيز تنافسيتهم العالمية، وتوسيع قدراتهم الإنتاجية في الأسواق الرئيسية التي تشهد معدلات نمو مرتفعة، منوهاً بأنه في ظل تلك التطورات ستنعقد الدورة 14 لمنتدى «جيبكا» السنوي في الفترة ما بين 3 و5 ديسمبر المقبل في دبي.
وأوضح السعدون، أن الاستثمارات التي شهدتها الأسواق الإقليمية والعالمية، والتي تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات، في مجالات التكرير والبتروكيماويات والتوزيع والتخزين والكيماويات، حظيت بدفعة قوية بفضل الشراكات الاستراتيجية المبرمة بين الجهات الفاعلة الإقليمية والشركات الكُبرى متعددة الجنسيات.
وتوقع أن يزداد الإقبال على الشراكات التي تُساعد الأطراف الفاعلة في قطاع الكيماويات على الحفاظ على مرونتها وسرعتها وقدرتها على التكيف مع المتغيرات، ضمن المشهد الاقتصادي العالمي.
وذكر أن المشاريع المشتركة وصفقات الاندماج والاستحواذ الأخيرة، تُظهر دور الشراكات في التوجه الاستراتيجي المستقبلي للقطاع، ومواصلتها ترسيخ مكانة منطقة الخليج العربي كمركز عالمي لإنتاج الكيماويات، مشيراً إلى أن هذه التطورات ستؤدي إلى الارتقاء بمستوى التنافسية في قطاع الكيماويات على المستوى الإقليمي، عبر تحقيق الوفورات في الأحجام وتسريع وتيرة الابتكار وتعزيز الريادة السوقية، ومرجحاً ظهور المزيد من هذه التحالفات واسعة النطاق على امتداد سلاسل القيمة، خاصة الشراكات المبنية على أسس متينة ومستقرة وتستند إلى أحدث التقنيات، عبر جميع القطاعات، بحيث تجمع بين الموارد وإمدادات المواد الخام، والمعلومات الفنية الخاصة بتطبيقات المنتجات، وإمكانية النفاذ إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة.
وقال السعدون إن معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز العماني ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشؤون العمليات لشركة النفط العمانية، سيلقي الكلمة الافتتاحية للمنتدى، متناولاً فيها آخر التطورات الخاصة بالخطط المستقبلية لعُمان والإسهام الكبير لقطاع الكيماويات في النمو الإقليمي، لاسيما بعد أن تعهدت كل من شركة النفط العمانية ومجموعة «أوربيك»، أثناء الإعلان عن هيكليتهما التنظيمية الجديدة، باستثمار 28 مليار دولار أميركي خلال الأعوام العشرة المقبلة، لافتاً إلى أن القطاع يعد ثاني أضخم قطاعات التصنيع في المنطقة، إذ يسهم في تصنيع منتجات تصل قيمتها إلى 108 مليارات دولار أميركي سنوياً.
مصالح مشتركة
وفيما يخص دور الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا»، أكد السعدون أن الاتحاد يعبر عن المصالح المشتركة لأكثر من 250 شركة منتسبة إليه من قطاع الكيماويات والقطاعات ذات الصلة في منطقة الخليج، ويستأثر حالياً بأكثر من 95% من إنتاج الكيماويات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.