الغذاء الصحي المتوازن يقي الصائم شرور التخمة ويجنبه الشعور بالعطش
يتزايد شعور الإنسان بالعطش خاصة إذا صادف حلول شهر رمضان المبارك في الصيف. وبالتأكيد يلعب نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام. ولتجنب العطش في الأيام الفضيلة من شهر رمضان يقول الدكتور سمير سامي أخصائي علاج السمنة ومدير مركز الرجيم الإماراتي الياباني “تجنب تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل بخاصة عند وجبة السحور، لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها إلى جانب شرب كميات قليلة من الماء في فترات متقطعة من الليل، وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور باعتبار هذه الأغذية تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، ما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش.
ويضيف د. سامي” تجنب وضع الملح الكثير على السلطة والأفضل وضع الليمون عليها والذي يجعل الطعم مثيلا للملح في تعديل الطعم، مع الابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة مثل السمك المالح والمخللات، فهذه من طبيعتها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء كما يعتقد بعض الأشخاص أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحميهم من الشعور بالعطش أثناء الصيام وهذا اعتقاد خاطئ، لان معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها.
كما أن الإكثار من السوائل في رمضان مثل العصائر المختلفة والمياه الغازية يؤثر بشدة على المعدة لأنه يقلل من كفاءة الهضم وحدوث بعض الاضطرابات الهضمية، كما ينصح أيضا بعدم شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة اصطناعياً والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، وقد ثبت عند أطباء التغذية أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية لدى الأطفال ومن الأفضل استبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.
تجنب التخمة
ويتابع الدكتور سمير “من الأفضل ?عدم الأكل حتى الشعور بالشبع التام في وجبتي الإفطار والسحور، وذلك لتجنب الإصابة بالتخمة ولترك مجال لتناول وجبات خفيفة أخرى بين الوجبتين، وعلى الصائم التأني أثناء تناول الطعام ومضغه بشكل جيد لتنشيط عملية الهضم وتحقيق شبع حقيقي وهضم صحي، لأن المضغ الجيد يشعر بالشبع ويحقق الاستفادة من إفرازات الغدد اللعابية.
أيضا من الأفضل تأخير وجبة السحور لأن ذلك يساعد على التقليل من الشعور بالجوع والعطـش ويعـين الصائم على أداء مهامه اليومية دون تعب أو إرهاق، مع مراعاة الإقلال من تناول الأطعمة الدهنية والدسمة أيام الحر لاحتوائها على كميات عالية من الطاقة والسـعرات الحـرارية التي تزيد من مـعاناة إفراز العرق بكثرة وتشكل عبئاً ثقيلاً على الجهاز الهضمي، الذي تخف عصارته الهاضمة بسبب كثرة شرب الماء والسوائل في فصل الصيف.
ويضيف أنه لابد من مراقبة ما يتناوله الصائم من حلويات مع اختيار الأصناف التي تحتوي على سعرات حرارية أقل حسب مكوناتها، فيفضل أن يتناول طبقاً من سلطة الفواكه بدلاً من قطعة كنافة أو بقلاوة أو حلوى قمر الدين بدلاً من البسبوسة، ويمكن الاستعاضة عنها بحبتي تمر، مع ?تجنب تناول المشروبات الغازية مع وجبتي الإفطار والسحور لأنها تحد من كفاءة الهضم وتملأ المعدة، ?وكذلك ضرورة ممارسة نوع من النشاط الحركي بعد الإفطار بساعة كي تساعد على الهضم وتمنع تراكم المواد الضارة في الجسم مثل المشي وصلاة التراويح”.
التلطف بالمعدة
وفيما يتعلق بوجبة الإفطار، ينصح الدكتور سمير قائلا “لابد من التلطف بالمعدة والتدرج معها في الطعام والشراب، ولابد من الفصل بين بداية الفطور وتناول الوجبة الأساسية، حيث يفضل أخذ راحة لمدة نصف ساعة بعد تناول البلح وطبق الشوربة، لتهيئة المعدة وتنشيطها بعد ساعات من الراحة وإتاحة الفرصة لامتصاص السكريات والسوائل بسرعة، فمن الضروري عدم التهام الطعام والتأني في مضغه حتى لا يصاب الصائم بعسر الهضم،
وأفضل ما يبدأ به الإفطار هو التمر فالسكريات الموجودة فيه سهلة الامتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية وهذا ما يحتاجه الصائم بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام حيث ينشط إفراز الأنزيمات الهاضمة لتستقبل الطعام الذي سيتناوله الصائم.
بالإضافة إلى قليل من الماء الذي يجب ألا يكون مثلجاً حيث يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية بالمعدة، ويؤدي أيضا إلى ضعف الهضم. وقد يفضل البعض كوباً من الشوربة الخفيفة الدافئة لتنشيط الخلايا ولتعويض سريع للماء المفقود.
المصدر: أبوظبي