محمد حامد (دبي)
في غضون 4 أشهر فقط، اقتحم جولين لوبيتيجي عالم الشهرة ثم ودعه للأبد، فقد رحل عن تدريب المنتخب الإسباني قبل ساعات من مونديال روسيا 2018، بعد أن ارتكب الخطأ الذي لم يكن ممكناً التجاوز عنه، وهو الإعلان عن الارتباط بالريال، بل والانشغال بهذا الملف قبل المونديال، وبعد حصوله على مقعد الإدارة الفنية للفريق الملكي خلفاً لزين الدين زيدان، ابتسم له القدر من جديد، فقد ظهر الفريق بصورة جيدة في بداية الموسم، خاصة على مستوى التحكم في الكرة والسيطرة والتمرير الكثيف، والنتائج الجيدة، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً، فقد تمت إطاحته بعد 120 يوماً فقط، وهو الأرجح لن يتمكن من تدريب كيان كروي كبير للأبد، فقد ودع عالم الكبار من «الباب الملكي». لوبيتيجي أصبح جانياً وضحية في الوقت ذاته، فقد تراجع الريال بصورة لم يسبق لها مثيل، خاصة على مستوى العجز التهديفي، محققاً رقماً قياسياً لم يحدث في تاريخ الريال، وتعرض للخسارة في 6 مباريات، منها 4 هزائم متتالية في الليجا، والمفارقة أن آخر 6 مواجهات للفريق تعرض خلالها للهزيمة في 5 مباريات، شهدت تسجيله 4 أهداف فقط، منها 3 للمدافع الأيسر مارسيللو، ما يؤشر إلى ضعف هجومي شديد لا يوجد سبب مباشر له أكثر من رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وكان تراجع أداء مودريتش بصورة واضحة، سبباً في التراجع، ما دفع الصحافة الإسبانية إلى السخرية منه، حينما قالت إنه قفز من 33 إلى 36 عاماً في غضون 3 أشهر فقط، ويبدو أن مودريتش يشعر بالغضب والإحباط، بعد أن قرر رئيس النادي فلورنتينو بيريز الإبقاء عليه، وعدم الموافقة على رحيله صوب إنتر ميلان، فقد كان هدف اللاعب الأفضل في العالم تغيير وجهته، والاكتفاء بما قدمه مع الريال، كما أن رحيل زيدان ورونالدو دفعه لطلب الرحيل، ويبدو أن بيريز لم يكن يريد التفريط فيه قبل أن يتوج بجائزتي الأفضل في أوروبا والعالم وهو يظهر بقميص النادي الملكي.
ولم يكن تراجع كورتوا ومودريتش فقط سبباً في سوء حالة الريال، بل إن جاريث بيل لم يتمكن هو الآخر من الارتقاء لحجم المكانة التي كان يخطط لها بيريز، حيث كان يرغب في جعله وريثاً لعرش رونالدو، وهي واحدة من الأخطاء الكبرى لبيريز، فقد وافق على رحيل زيدان الذي طلب الاستغناء عن بيل، ووافق على مغادرة رونالدو، اعتقاداً منه أن بيل سوف يصبح «سوبر ستار» الفريق الذي يصنع الفارق.
بدوره، لم يكن للفرنسي رافاييل فاران الوجود الذي يتناسب مع ما قدمه الموسم الماضي، سواء مع الريال في دوري الأبطال، أو خلال منافسات كأس العالم، فقد تألق بشدة إلى حد أن البعض يراه الأحق بالكرة الذهبية، فهو اللاعب الوحيد في العالم الذي حصل على دوري الأبطال، وكأس العالم، إلا أنه ظهر بصورة سيئة منذ بداية الموسم الحالي، وتحديداً في موقعة الكلاسيكو، ومع فاران ومودريتش وبيل وكورتوان هناك لاعب خامس أظهر دعماً كبيراً للمدرب لوبيتيجي، ولكنه لم يكن أكثر من دعم معنوي عن طريق التصريحات الصحفية، فقد أكد القائد سيرجيو راموس وقوفه مع المدرب، ولكنه لم يقدم الأداء الذي يؤكد هذا الدعم المعنوي داخل الملعب.
لوبيتيجي هو الجاني كما يرى البعض، فقد أهدر فرصة ذهبية لبدء مهمته مع الريال في هدوء، حينما تورط في الارتباط بالنادي، وهو على رأس عمله في المنتخب الإسباني قبل الاستحقاق المونديالي مباشرة، كما أن الجاني لأنه يملك فريقاً يسيطر على تشكيلة الفيفا، ولكنه لم يتمكن من إعادة تأهيل هؤلاء النجوم ذهنياً للبحث عن المزيد من البطولات، كما أنه فشل في التصدي لظاهرة العجز التهديفي، وهو أحد الأسباب الرئيسة في سوء النتائج، ولكنه في المقابل كما يرى البعض مجرد ضحية، فقد بدأ مهمته بعد رحيل اللاعب الأكثر تأثيراً في صفوف الريال خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو رونالدو الذي يسجل 50 هدفاً في كل موسم، كما أن نجوم الفريق وعلى رأسهم الخماسي كورتوا وفاران وراموس ومودريتش وبيل خذلوه ولم يقدموا شيئاً منذ بداية الموسم.
«الميرنجي» يستعين بعاشق ميسي!
جاء قرار إدارة الريال بالاستعانة بالمدرب سنتياجو سولاري مؤقتاً، ليفتح أبواب التوقعات أمام مستقبله، فقد أشارت صحيفة «ماركا» إلى أن سولاري قد يستمر في منصبه في حال نجح في قيادة الفريق للفوز في مباراتيه القادمتين بأداء مقنع، إلا أنه يظل الاحتمال الأضعف، فقد بدأت رحلة البحث عن المدرب القادم، وعلى رأس الترشيحات أنتونيو كونتي، والمفارقة أن سولاري لم يسبق له أن امتدح لاعباً مثل ميسي، فقد أشار من قبل إلى أن أي مدافع أو مدرب أو جمهور منافس يواجه ميسي، يظل مثل من ينتظر الرعد بعد أن شاهد البرق.
وسبق كذلك أن أكد سولاري أنه يتمنى لو كان ميسي لاعباً في صفوف الريال، مضيفاً: «كأرجنتيني أشعر بالفخر لأن ميسي هو اللاعب الأفضل في العالم، ميسي هو الكرة الذهبية، ولا أرى أن من المنطق مقارنته بأي لاعب آخر، سوف أقول إن رونالدو أفضل لاعب في العالم إذا اتفقنا أن ميسي يمارس لعبة أخرى بمفرده، من سوء حظ الريال أن ميسي ليس لاعباً في صفوفه».