سيد الحجار (أبوظبي)

أكد رجال أعمال وخبراء اقتصاد أهمية وجود شركات إماراتية تعمل في مجالات الاستثمار الزراعي بالخارج، وبما يعود بالنفع على هذه الشركات، وفي ذات الوقت يسهم في دعم استراتيجية الأمن الغذائي بالدولة.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الفترة الأخيرة شهدت تجارب ناجحة لاستثمارات العديد من الشركات بمجال الزراعة داخل وخارج الدولة، ما يشجع العديد من الشركات على العمل بالقطاع، وبث المزيد من الاستثمارات الجديدة.
وأوضحوا أن زيادة النشاط بقطاع الاستثمار الزراعي تعزز من استراتيجية الدولة الهادفة لتحقيق التنوع الاقتصادي، وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي، ما يدعم خطط النمو الاقتصادي بالدولة.
وتمتلك الإمارات شركات زراعية عملاقة تعمل في أكثر من 60 دولة في قارات العالم الست ومنها قارة أميركا اللاتينية، ولديها مساحات شاسعة مزروعة في عدد من الدول، خاصة السودان ومصر وصربيا ونامبيا وإيرلندا وجنوب أفريقيا وإسبانيا، فضلاً عن توافر صوامع كبيرة لتخزين المواد الغذائية في أبوظبي ومختلف إمارات الدولة.
وأوضح الدكتور الطاهر مصبح الكندي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن الأمن الغذائي يعد من القضايا الرئيسة التي أولتها القيادة الرشيدة المزيد من الاهتمام منذ عدة سنوات، مشيراً إلى أهمية الاستثمار الزراعي بالخارج في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي بالدولة.
ولفت الكندي إلى ضرورة الاهتمام بدعم المستثمرين الراغبين في الاستثمار الزراعي بالخارج، فضلاً عن الاستماع لأي معوقات أو مطالب قد تواجه الشركات المستثمرة بالخارج، لضمان تحقيق الاستفادة الحقيقية من هذه الاستثمارات، وبما يعود بالنفع على الشركات، وفي ذات الوقت على الدولة.
وأكد أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص وبما يسهم في دعم الاستثمارات الزراعية بالخارج.

فرص استثمارية
وقال سند المقبالي رئيس مجلس إدارة جمعية رواد الأعمال الإماراتيين، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن الاستثمار في قطاع الزراعة يوفر فرصاً استثمارية متميزة ويحقق عوائد جيدة للشركات، فضلاً عن أهمية هذه الاستثمارات في تحقيق التنويع الاقتصادي وتعزيز الأمن الغذائي بالدولة.
وأكد أن الفترة الأخيرة شهدت تجارب ناجحة لاستثمارات العديد من الشركات بمجال الزراعة داخل وخارج الدولة، وفي مقدمتها «الظاهرة» و«جنان»، ما يشجع العديد من الشركات على العمل بالقطاع، وبث المزيد من الاستثمارات الجديدة.
وأكد المقبالي أن استثمارات القطاع الخاص بمجال الزراعة تعود بالنفع على الشركات، وفي ذات الوقت تمثل رصيداً استراتيجياً للإمارات يمكن استخدامه عند الحاجة إليه.

الاكتفاء الذاتي
ومن جهته، قال رجل الأعمال عبدالله عمر باعبيد إن الفترة الأخيرة شهدت إعلان الشركات الإماراتية عن استثمارات جديدة بقطاع الزراعة في الخارج، مؤكداً أن تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي بات محور اهتمام وتركيز دول العالم كافة حالياً.
وأوضح أن الاستثمارات الإماراتية بمجال الزراعة خارج الدولة، تضمن توفير العديد من المنتجات بالإمارات، وبما يغطي أي نقص في المنتجات الغذائية، لاسيما في ظل اختيار الشركات الإماراتية للاستثمار في بلدان آمنة وتتميز بتربة خصبة ومياه وفيرة طوال العام، مشيراً إلى أن تنوع سلة المحصول الزراعي يضمن الحماية من تقلبات الأسواق والأسعار، كذلك الحماية من تقلبات عملات بلدان منتجي المحاصيل.
وأوضح باعبيد أن الإمارات كانت سباقة في الاهتمام بالاستثمار الزراعي في الخارج، حيث بدأت الإمارات بالاستثمار الزراعي في مصر منذ عقود، ما يعكس النظرة الثاقبة والتخطيط طويل المدى للقيادة الرشيدة في الإمارات، فضلاً عن الاستثمار بالسودان وأثيوبيا، في ظل توفر أراض خصبة كثيرة، ووفرة في المياه. وأضاف باعبيد أن القيادة الإماراتية تولي قضية الأمن الغذائي وأمن المياه أهمية قصوى، ما يضمن توفير المنتجات لأفراد المجتمع كافة وضمان التنمية المستدامة.
وأشار إلى أهمية ترجمة هذه السياسات بقيام القطاع الحكومي والخاص بالاستثمار في دول تتمتع بمناخ استثماري يحمي رأس المال وأيضاً بيئة خصبة من ناحية توفر الماء العذب والتربة الزراعية الغنية. وأكد باعبيد أنه من ناحية أخرى فإن الاستثمار الزراعي بالخارج يدعم ويقوي العلاقات السياسية، حيث تعد هذه الاستثمارات من أدوات السياسة الخارجية.

نمو اقتصادي
ومن جهته، قال خليفة سيف المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار إن الاستثمار الزراعي في الخارج يدعم استراتيجية الأمن الغذائي بالدولة، ويسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أهمية الاستثمارات التي أعلنت عنها بعض الشركات الإماراتية مؤخراً في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد من المحاصيل فضلاً عن توفير الأعلاف والثروة الحيوانية.
وأشار المحيربي إلى أهمية استضافة أبوظبي لمعرض الاستثمار الزراعي في الخارج «أغري سكيب»، والذي يشهد عرض العديد من فرص الاستثمار بالمجال الزراعي.