هناء الحمادي (أبوظبي)
طوعت الرسامة لطيفة محمد فرشاتها لرسم لوحة «فريدة» لمعالم الدولة، فوق قماش «الكانفاس»، أنجزتها في 5 ساعات. ولطيفة ليست مجرد فنانة تعشق الرسم، بل لديها قدرة على تحويل فنها إلى لوحة من الإبداع حين تلامس أصابعها الفرشاة لتبحر في لوحتها على الورق مع نسمات الهواء النقي الذي يحول مشاعرها إلى خيال إبداعي خصب. ومن يتابع حسابها في تطبيق «إنستغرام»: «lateefa115»، يكتشف مهارتها الاستثنائية التي تتمثل في الرسم على صفحات جريدة «الاتحاد». واحتفالاً باليوم الوطني الـ48 أهدت لطيفة لوحة فنية خاصة لـ«الاتحاد» هي عبارة عن نسخة من غلاف عددها الأول الذي صدر بعد الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، تبرز فيها تفاصيل معالم متميزة في الدولة، ويبلغ طول اللوحة 1.80 متر، وعرضها 1.10 متر، رسمتها بإتقان وحرفية بألوان الـ«أكريلك». وحول سبب اختيار صفحات جريدة «الاتحاد» للرسم عليها، تقول لطيفة «أنا من الجيل الذي يعشق رائحة صفحات الجريدة، وأشعر بالسعادة حين أرسم عليها، وكأنني أسترجع في مخيلتي الزمن الذي كنا نتسابق فيه في البيت على قراءتها». وعن ملامح اللوحة، تقول «الحديث عن الوطن يحتاج إلى صفحات ولوحات كثيرة، وقد حاولت اختصار كل تلك المشاعر في لوحتي الفنية التي طُعمت كل تفاصيلها بالحب والفخر». ومن مرسى البطين في أبوظبي ووسط هدوء المكان والسماء الصافية، حركت لطيفة الفرشاة لرسم معلم «واحة الكرامة» الذي يحكي بفخر قصص تضحيات أبطال الإمارات، لتمتزج الألوان برسم «متحف اللوفر» الذي يعد منارة ثقافية في قلب العاصمة، تجمع الإبداعات والأفكار الفنية لحضارات مختلفة حول العالم. ووقفت محطة المستقبل وأبراج الاتحاد في دبي بشموخ في اللوحة، لتبرز طموحات شعب الإمارات نحو المستقبل، ومن «دانة الدنيا» تأخذنا لوحة لطيفة إلى الشارقة «عاصمة الثقافة» حيث «قناة القصباء»، التي تمثل موقعاً عالمياً فريداً يقصده زوار الدولة من مختلف الجنسيات، وكان لـ«عين الإمارات» حيز من اللوحة التي تتميز بحجمها وارتفاعها في منطقة الشرق الأوسط، والتي توفر فرصة لاستكشاف المنطقة، والبيئة البحرية والشاطئية الساحرة الملتفة حولها، عبر عرباتها الـ42.
ومن هناك انطلقت لطيفة نحو الماضي الذي يروي حكاية الآباء والأجداد في «متحف عجمان» الذي يعد أيقونة تراثية نُسجت من ملامح البيئة المحلية بطابعها الفني الفريد، ليكون معلماً تراثياً يسجل في ردهاته الكثير من القيم والمفاهيم لحقبة زمنية مضت مروية في مشاهد وصور فنية تجعل المكان أقرب إلى الواقع. ورسمت لطيفة أحد المعالم الموجودة في الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة، وهو منزل أثري يتميز بتفاصيل البناء القديم، مشيد من الطين والجص، وإلى جانبه رسمت بدقة «دوار الصقر» في إمارة الفجيرة الذي يعد أهم المعالم فيها. وحرصت لطيفة على أن تتوسط لوحتها صور الحكام الكرام، فيما رسمت علم الدولة يرفف خفاقاً، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.