الظفرة (الاتحاد)
استحدثت اللجنة المنظمة لمهرجان دلما التراثي، المقام حالياً تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، مسابقة جديدة لصيد الأسماك بوساطة الخيط فقط، وذلك لدعم وتشجيع أهالي جزيرة دلما وشهدت المسابقة تجاوباً كبيراً من السكان والجمهور والمهتمين بصيد الأسماك، ونجحت في جذب العديد من أهالي الجزيرة، بعد أن رصدت اللجنة المنظمة جوائز قيمة وحددت لها بعض المعايير والشروط لضمان الشفافية وقوة المنافسة.
القارب «مفرح»
وأكد عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن المسابقة حققت نجاحاً كبيراً خلال هذا الموسم، موضحاً أنها ستكون سنوية، وسيتم دراسة إيجابيات وملاحظات النسخة الحالية، والاستفادة منها في الدورات القادمة.
وأضاف القبيسي، أن المسابقة القادمة ستشهد مزيداً من التطور بشكل أكبر وأفضل للمشاركين، من خلال وضع آليات ومعايير وشروط تضمن تعميم الفائدة وتحقيق أكبر استفادة ممكنة من المسابقة.
وكانت اللجنة المنظمة قد حددت معايير المشاركة في السباق، والتي أوضحها إبراهيم الفندي المزروعي، المشرف على المسابقة، وتتضمن صيد أسماك الجد والهامور والخباط والجش والشعري والضلع، على أن يكون لكل قارب مشارك في السباق 5 أشخاص فقط، وتنطلق المسابقة في الساعة الثانية ظهراً، وتستمر حتى الساعة السادسة، ويتم احتساب وزن الأسماك المحددة في المسابقة مجتمعة بعد انتهاء السباق. وأسفرت نتائج المنافسة عن فوز القارب «مفرح» بقيادة النوخذة جمعة حمد المزروعي بالمركز الأول بعد أن نجح القارب في حصد كمية مجموعها 195 كيلو جراماً من الأسماك، وفي المركز الثاني جاء القارب «مدبر1» بقيادة النوخذة محمود الحمادي وحقق وزن 186 كيلو جراماً، وفي المركز الثالث القارب «سيار» وحقق وزن 139 كيلوجراماً، وفي المركز الرابع «خشاش» وحقق وزن 108 كيلو جرامات، وفي المركز الخامس جاء القارب «صاروخ» وحقق وزن 93 كيلو جراماً، وفي المركز السادس جاء القارب «المزيون» بوزن 68 كيلو جراماً.
«مزاد التمور»
من جهة أخرى، شهد «مزاد التمور» المقام ضمن فعاليات مهرجان دلما التراثي، مساء أمس الأول، إقبالاً كبيراً من الجمهور، حيث تنوعت المعروضات التي تمت المزايدة عليها من الأصناف المتنوعة ذات الجودة العالية، مثل الخلاص والشيشي والصقعي والفرض والسكري والزاملي والمجدول والدباس، فيما بلغت كمية التمور التي تمت المزايدة عليها خلال المواد طنين و200 كيلوجرام من مختلف الأصناف. وتميز المزاد بمشاركة النساء في المزايدة، حيث حرصت اللجنة المنظمة على تخصيص الجولة الأخيرة من المزاد للنساء استجابة لطلبات العديد من سيدات الجزيرة بضرورة مشاركتهن في المزايدة التي تقام للمرة الأولى بالجزيرة.
وأوضح عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن اللجنة تسعى من خلال هذا المزاد التراثي إلى زيادة العائد المادي للمزارعين، وتوفير منصة التقاء لأصحاب المصانع والشركات والمؤسسات الاستثمارية في مجال صناعة التمور، وخلق فرص عمل للمواطنين الراغبين في الدخول لمشاريع أعمال هذا القطاع، ضمن ملتقى يتقاطر إليه عشاق التمور والمهتمين بزراعة النخيل من إمارات الدولة كافة.
وأضاف المزروعي أن الفعاليات التراثية والثقافية التي تقوم بها اللجنة تأتي استمراراً للجهود الكبيرة التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أجل صون التراث والمحافظة عليه ونقله للأجيال المتعاقبة. وأشاد المشاركون بإقامة مزاد للتمور ضمن فعاليات المهرجان الذي أصبح علامة فارقة لدى عشاق التراث والأصالة في جزيرة دلما، وحقق مكانة كبيرة من خلال فعالياته التي أقيمت في العام الحالي.
«صناعة التلي»
ونجح مهرجان دلما التراثي في إحياء «صناعة التلي»، وإعادتها إلى الواجهة بعد أن غابت فترات طويلة داخل الجزيرة، من خلال ركن الحرف اليدوية، حيث تجلس سيدات يبدعن في صناعة التلي بأنامل ماهرة وباحترافية عالية، ويتابعهن أطفال صغار جذبتهن خفة اليد ومهارة الإبداع. وأكدت فاطمة حسن علي، إحدى المشاركات في تعليم النشء صناعة التلي، أنها تعلمت صناعة التلي من والدتها وتحرص على تعليمها لبناتها، وأنها سعيدة بالمهرجان الذي أعاد لهذه الصناعة وجودها. وأشارت إلى أن صناعة التلي تعد واحدة من المهن النسائية الشعبية في جزيرة دلما ومنطقة الظفرة بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة، وهي مهنة تشترك مفردات صناعتها مع مهن التطريز والخياطة التي عرفتها الكثير من الثقافات الشعبية في العالم، فـ «التلي» هو نسيج تشتغله المرأة الإماراتية لتزين به أكمام أثوابها، فيزيد من جمالية الثوب بدقة صنعته وتعدد ألوانه البراقة.
المرسم الحر
يعتبر المرسم الحر المقام ضمن فعاليات المهرجان، نموذجاً فريداً للإبداع الذي تقدمه طالبات مواطنات اخترن القلم والألوان للتعبير عن انتمائهن وعشقهن لهذا الوطن الغالي من خلال رسم مجموعة من اللوحات التراثية التي تعكس الحضارة الإماراتية القديمة، وأهم المعالم التراثية المتوافقة مع عام زايد الخير.
وأكدت الفنانة خلود حسن حلمي، المشرفة على المرسم الحر داخل المهرجان، أن الجناح يضم مجموعة من الطالبات المواطنات في مدرسة الحصن بجزيرة دلما، واللائي اخترن أن يقدمن شيئاً يعبر عما بداخلهن من حب وانتماء لهذا الوطن، من خلال رسم مجموعة من اللوحات المتميزة إحداهما تعبر عن «عام زايد» حيث تم رسم صورة مبدعة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه».