عبير زيتون (دبي)
طافت القصائد بمشاعرها العاطفية والوجدانية كتراتيل صلاة من فخر وانتماء، فضاء ندوة الثقافة والعلوم، مساء أمس الأول، وقد اجتمع عدد من شعراء الوطن في احتفالية خاصة نظمتها احتفاء باليوم الوطني الـ 48 بحضور إبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة.
ورسمت قصائد الشعراء المشاركين: سالم الزمر وشهاب غانم ومحمود نور وعبدالله الهدية مدارات سلام تفيض بالوجد والفخار والحب في تقاطع معانيه بين مشاعر القلب الفردية مع معاني قيم الوطن السامية، ومكانته في النفس البشرية، ببساطة الكلمة الشعرية، ونعومة معناه، وهو ينساب صافياً من نبضات القلب الفخورة بكبرياء الوطن، ومعاني الوفاء لقيمه وتسامحه وعراقته، متغذية في معانيها الوجدانية والقيمية، من حكمة وأصالة مؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وتوقفت كلمات الشاعر سالم الزمر مطولاً عند مفهوم عشق الوطن وانعكاس هذا الحب في ضلوعه: (وطني موطني وطينُ كياني/ قد طويت الضلوع مني احتضارا/ لا تسلني إذا عشقت فإني/ منك بالعشق ضعت بين الحيارى).
أما الشاعر شهاب غانم فقد حملت قصيدته «خمسون عاماً» والمهداة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تأمل الكلمات في إعجابها بعزيمة صاحب الرحلة في كفاحه وإرادته:
(عرفناه من خمسين عاماً مثابراً/ وفارس شعر يؤثر العزم والجدا/ يكافح من أجل التقدم دائماً/ ويبذل في إخلاصه الصبر والسهدا).
أما الشاعر محمود نور فرحلت كلماته فخورة في رسم مسيرة حلم الوطن والعلا الذي وصل إليه اليوم:
(قَدْ كان حُلْمًا يَسْتَحِثُّ عَزَائِمَا/ وَاليَوْمَ صارَ الحُلْمُ مَجْدًا قَائِمَا)
ولطالما كان لقصائد الشاعر عبدالله الهدية، وقد كانت ختام الأمسية، وقع خاص في النفوس والوجدان، وهي تصدح بصوت جهوري، متين في رسم كلمات قصيدته «هذي الإمارات»:
(هنا الإمارات في العلياء قد رفعت/ صرح الشوامخ حتى اسّاقط الكبر
وحينما عرضت إنتاج رؤيتها/ في شاشة الوقت غنى للرؤى الخبر
فهل أتاكم حديث الدرب عن غدها/ ذاك الذي لا بدّ فيه القادم النضر).