كوتا الجماهير.. لماذا؟
معاناتنا مع الحضور الجماهيري أصبحت ظاهرة وبدأت تتفاقم مع الأيام والقلة القليلة أصبحت في تناقص تدريجي دون أن ننظر إلى المشكلة بشكل واقعي، فلا ملاعبنا جاذبة للجماهير ولا توقيت المباريات ولا أماكن إقامتها ولا توزيعها الجغرافي أحياناً تساعد على جذبها لا لمباريات المنتخب ولا الأندية في دوري المحترفين الذي صرفنا عليه الملايين وندعي بأنه الأقوى من بين دوريات المنطقة إلا أن واقع الحال يقول غير ذلك وغياب الجماهير أكبر دليل وكوتا الجماهير بين الناديين المتباريين أحد العوامل الأساسية في الإحجام الجماهيري نظراً لبدعة تقسيم نسب الجماهير في المباريات حيث خصص لجماهير النادي الضيف ما نسبته %10 أو %15 على أكثر تقدير وبكرم من النادي المضيف.
وبحسبة بسيطة إذا التقى فريقان من ذوي القاعدة الجماهيرية في ديربي العاصمة أو دبي أو الشارقة وإذا افترضنا أن سعة الملعب 15000 متفرج فإن نسبة جمهور النادي الضيف 2250 متفرجا فقط وغالباً ما يتعدى ذلك بثلاثة إلى أربعة أضعاف فيكون مصير الغالبية العظمى من جماهير النادي الضيف خارج أسوار الملعب وتكون مساحة كبيرة من المدرجات خالية الأمر الذي يعكس سلباً على أداء اللاعبين وتقييم الاتحاد الآسيوي ونظرة الاتحاد الدولي لدورينا ويجعلها تفكر ألف مرة قبل الموافقة على إسناد أية بطولة كروية لنا.
وقد علمنا بأن مباراة العين والوحدة في دربي العاصمة قبل أسبوعين أن سمح الوحدة بدخول ما نسبته %27.5 من جماهير العين واعتبرنا تلك من المباريات الأكثر حضوراً جماهيرياً، إضافة لمبادرة الجزيرة في قمة المليون التي جمعته ونادي الوصل في ختام الجولة السابقة والتي يستحق عليها كل الشكر والتقدير.
نحن نعانى الإحجام الجماهيري وبح صوت الجميع في دعوتها وفي نفس الوقت نسن بعض القوانين أو الأعراف التي تعوق ذلك، فلا الاتحاد الآسيوي ألزم الاتحادات الأهلية بذلك ولا الاتحاد الدولي يتدخل في الشؤون الداخلية في كيفية توزيع حصص الجماهير ولا واقع الحال يدعونا إلى تطبيق ذلك إلا إذا كنا نريد تطفيش الجماهير من ملاعبنا خاصة وأن جماهيرنا ليست بذات التأثير الذي يزلزل الملعب ويجعل الفريق الخصم يفقد تركيزه وينسيه فنون اللعبة وطرق آدائها.
نريد مدرجاتنا أن تكون ممتلئة ونريد لدورينا أن يكون من الدوريات القوية وملاعب جاذبة ونحن نحرم جماهيرنا من أبسط حقوقه في الاستمتاع ونمنع عنه الأكل والشرب بحجة سوء استغلال مستلزماتها في الشغب أو رمي اللاعبين بها، فعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود من مسابقة الدوري العام لم نشهد فلتاناً أمنياً إلا في مرات قليلة وقليلة جداً واستطاعت الجهات الأمنية ملاحقة المتسببين وبترت التصرفات الصبيانية في بدايتها إلا أن ظواهرها السلبية ظلت عالقة في ذاكرة صناع القرار واستعملوها سلاحاً لمحاربة الجماهير وحرمانها من متابعة فرقها وبالتالي أفقدوا دورينا بريقه وأخلوا مدرجاتنا منه بحجج واهية وتخوف لا أساس له ولا يجعل منه ظاهرة تقلقنا ونقف عندها سلبية.
نرجو من الرابطة أن تعيد النظر في كوتا الجماهير والا ستفرغ الملاعب يوماً بعد يوم ويومها لن تنفع الاستغاثة وطلب النجدة بعد أن تهجر الجماهير ملاعبنا وتستقر أمام شاشات التلفزيون وفي بيئة أكثر استمتاعاً وراحة للبال وبعيداً عن الزحمة والحر والرطوبة والطوابير والانتظار وارتفاع أسعار تذاكر الدخول فهل ننظر إلى الإحجام الجماهيري ونتفادى حدوثه حتى لا تصبح ظاهرة تصعب علينا حلها وحينها نندم على ما ارتكبناه بأيدينا وتستفحل الظاهرة ونحرم بعدها من حق استضافة الأحداث العالمية.
abdulla.binhussain@wafi.com