عواصم (وكالات)

تراجع الذهب إلى أدنى مستوياته في أسبوع تقريباً، أمس، إذ صعد الدولار وربحت الأسهم بعد أن دعمت إجراءات صينية لتخفيف الأثر الاقتصادي الناجم عن وباء فيروس كورونا الجديد إقبال المستثمرين على المخاطرة. ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.6 بالمئة إلى 1566.74 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة أقل مستوى له منذ 29 يناير عند 1564.99 دولار. ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.7 بالمئة إلى 1571.10 دولار.
وانتعشت الأسواق العالمية مع تعويض الأسهم الصينية بعض الخسائر التي تكبدتها في السابق بفعل الفيروس، مدعومة بجهود رسمية لتخفيف التوتر حيال التفشي الذي أودى بحياة 427 شخصاً حتى الآن. وزاد مؤشر الدولار، ليجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى، وذلك بعد أن ارتفع بنسبة 0.4 بالمئة في اليوم السابق بدعم من انتعاش في يناير في نشاط المصانع الأميركية بعد خمسة شهور من الانكماش.
وأغلقت بورصتا الصين القارية على ارتفاع واضح غداة تراجعهما الكبير، في أسواق طمأنتها إلى حد ما إجراءات البنك المركزي الصيني لاحتواء تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد. وأغلق مؤشر بورصة شنجهاي على ارتفاع نسبته 1.34 بالمئة إلى 2783.29 نقطة. أما بورصة شينزن فقد أنهت جلساتها على ارتفاع نسبته 1.80 بالمئة إلى 1638.02 نقطة. كما أغلقت بورصة هونج كونج التي تكبدت خسائر كبيرة الأسبوع الماضي، على ارتفاع أيضاً لكن بوتيرة اقل مما كان منتظراً. وارتفعت بورصات سنغافورة وسيول وبومباي ومانيلا وتايبيه بين 1.3 بالمئة و2 بالمئة بينما تقدمت بورصة سيدني 0.4 بالمئة وجاكرتا 0.7 بالمئة. وأغلقت بورصتا طوكيو على زيادة نسبتها 0.5 بالمئة.
وفتحت الأسهم الأوروبية مرتفعة لتواصل التعافي بعد عمليات بيع كثيفة شهدتها الأسبوع الماضي جراء مخاوف بشأن تفشي الفيروس، وقاد المكاسب قطاع الموارد الأساسية. وصعد المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.6 بالمئة.
إلى ذلك، دعا البنك الدولي جميع الدول إلى تعزيز رقابتها الصحّية واستجابتها للفيروس، قائلاً إنّه يُجري مراجعة للإمكانات الماليّة والتقنيّة التي يمكن حشدها سريعًا من أجل دعم البلدان المتضرّرة. وأضاف «ندعو جميع الدول إلى تعزيز الرقابة الصحّية والاستجابة، وهو أمر ضروريّ لاحتواء انتشار هذا الوباء والأوبئة التي قد تظهر مستقبلاً». لافتاً إلى أنّه يُقيّم العواقب الاقتصاديّة والاجتماعيّة للوباء، ومؤكّدًا أنّه يدعم جهود الصين الهادفة إلى إنعاش اقتصادها مجدّدًا.
من جهته، قال جولدمان ساكس إن الضرر الواقع على النمو العالمي في 2020 جراء فيروس كورونا سيكون متواضعاً بافتراض تبني السلطات في الصين وفي دول أخرى رد فعل قوياً لخفض معدلات الإصابة الجديدة بشكل كبير بحلول نهاية الربع الأول. وقدر البنك أن المتوسط السنوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في العام الجاري سينخفض بما بين 0.1 و0.2 نقطة مئوية. فيما توقع اتحاد التجارة الخارجية الألماني أن يتأثر النمو الاقتصادي العالمي بعواقب سلبية.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس إن تفشي الفيروس سيكون له على الأرجح بعض التأثير على سلاسل الإمداد للولايات المتحدة، لكن التأثيرات لن تكون كارثية. وأضاف: «الأمر ليس كارثياً. ليست كارثة» مضيفاً في وقت لاحق «واجهنا هذا سابقاً وأعتقد فقط أن التأثير ضئيل». لكنه حذر بأن انتشار الفيروس سيؤدي إلى تأخير المشتريات الكثيفة من المنتجات الأميركية التي كانت الصين تعتزم تنفيذها في إطار الاتفاق التجاري المرحلي الموقع بين البلدين في 15 يناير. ولفت إلى أن إغلاق المصانع في الصين وتعليق حركة الملاحة الجوية لتفادي انتشار الوباء يمكن أن يولدا عقدة في شبكة التموين مع ارتفاع الأسعار وتكبد الشركات أرباحاً فائتة.

«أوبك» تناقش إمكانية تخفيض الإنتاج بسبب الفيروس
تناقش منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا إمكانية تخفيض الإنتاج النفطي خلال اجتماع مرتقب في فيينا على خلفية فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين. وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، إنه «حسب احتياجات السوق وتداعيات الفيروس عليها، هل سنحتاج تخفيضاً إضافياً؟ سيناقش هذا الشيء بحسب التقارير التقنية المقدمة». وأضاف أن «اللجنة التقنية تناقش النصائح، التي سيرفعونها إلى وزرائهم. وأي تخفيض سيعلن في الاجتماع على المستوى الوزاري».
والاجتماع الوزاري المقبل لدول «أوبك»، لا يزال مقرراً في الخامس والسادس من مارس. ومع القلق من الفيروس، تم في الأيام الأخيرة تداول إمكان تقريب موعد الاجتماع. ولفت المتحدث إلى إمكانية تقديم موعد الاجتماع المرتقب في مارس إلى فبراير الحالي بحسب احتياجات السوق وما يطرأ على الفيروس. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن موعد الاجتماع قابل للتغيير. وأوضح للصحافيين «لدينا اجتماع في مارس، لكن يمكن عقده في وقت أبكر إذا تطلب الأمر ذلك».
والتقى مسؤولون من تجمع الدول النفطية «أوبك بلس» الذي يضم الدول الأعضاء في (أوبك) و10 دول أخرى من خارج المنظمة ومنها روسيا، مع دبلوماسي صيني بهدف تقييم مدى تأثير تفشي الفيروس على الطلب العالمي على النفط، وما هي الإجراءات التي يمكن للتجمع القيام بها للتعامل مع الموقف. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن الظهور غير المعتاد للسفير الصيني لدى المنظمات الدولية الموجودة في فيينا وانج شون في مقر رئاسة منظمة أوبك، يؤكد إلى أي مدى يؤثر تفشي الفيروس على السوق العالمية.