منتخبنا «ملك الخليج»
المنامة (الاتحاد) - توج منتخبنا بلقب «خليجي 21» التي اختتمت في المنامة أمس بفوزه على نظيره العراقي بهدفين مقابل هدف واحد، أحرز هدفي الإمارات عمر عبد الرحمن في الدقيقة 28 وإسماعيل الحمادي في الدقيقة 107، في حين سجل هدف العراق الوحيد يونس محمود في الدقيقة 81.
ولجأ المنتخبان لشوطين إضافيين بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي بالتعادل الإيجابي بينهما، جاءت المباراة قوية ومثيرة، سيطر فيها “الأبيض” على الشوط الأول كاملاً، ونجح في إحراز هدف السبق، وفي الشوط الثاني كانت السيطرة بلون قميص لاعبي العراق واستحق العراقيون التعادل بقدم السفاح يونس محمود.
لم يسفر الشوط الإضافي الأول عن أي جديد، في حين جاء «الثاني» حماسياً من قبل لاعبي الأبيض الذين حسموا اللقاء لصالحهم، ليتوجوا ملوكاً على عرش كرة القدم الخليجية.
وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع هبوط الأداء البدني من المنتخبين، خاصة العراق، إلا أن الشوط الإضافي الأول شهد حماساً كبيراً من كل منهما، من أجل حصد اللقب الغالي وإن غابت الفنيات بعض الشيء نظراً لعدم الدقة في التمرير، ولم تسفر الحصة الإضافية الأولى عن أي جديد وانتهت بالنتيجة نفسها.
وفي الدقيقة 107 سجل إسماعيل الحمادي الهدف الثاني للأبيض بعد تمريرة رائعة من عمر عبد الرحمن أودعها الحمادي في الزاوية اليمنى لمرمى نور صبري حارس العراق، لتعلن عن تقدم الأبيض من جديد.
وأهدر سعيد الكثيري فرصة الهدف الثالث واشتدت الإثارة وحاول العراقيون التعديل، لكن باءت المحاولات بالفشل على أقدام مدافعي الأبيض لينتهي اللقاء بفوز مستحق لمنتخبنا على حساب نظيره العراقي.
هدف عالمي لـ «الفنان»
وضح منذ البداية أن «الأبيض» الأفضل من النواحي كافة، وسيطر لاعبوه على مجريات أحداث الشوط الأول بفضل براعة لاعبي الوسط، خاصة الفنان عمر عبد الرحمن الذي ترجم إبداعاته بهدف عالمي، بعد فاصل من المراوغة لدفاع العراق الذي اكتفى بالواجبات الدفاعية، على أمل أن يخطف هدفاً من هجمة مرتدة.
وانطلقت أحداث الشوط ساخنة، وسيطرت رغبة الفوز على أداء لاعبي منتخبنا الأكثر ثقة بالنفس، وتحكماً في مجريات اللقاء، وكانت المحاولة الأولى من جانب «أسود الرافدين»، من همام طارق بين أحضان علي خصيف حارس منتخبنا في الدقيقة الرابعة.
ومرر حبيب الفردان بينية «ماكرة» إلى أحمد خليل الذي انفرد بنور صبري حارس العراق في الدقيقة السابعة، وأنقذها الأخير إلى ركنية، لعبها عمر عبد الرحمن وصلت إلى علي مبخوت الخالي من الرقابة أمام المرمى العراقي، ومرت بغرابة من قدم مبخوت لتضيع فرصة حقيقية للتهديف لمنتخبنا.
ومن جديد، أنقذ نور صبري مرماه من تسديدة عمر عبد الرحمن من ضربة ثابتة حولها نور إلى ركنية، وبمرور الوقت بدأ «الأبيض» يفرض أسلوبه الهجومي على إيقاع اللقاء واعتمد «أسود الرافدين» على الهجوم المرتد، وكثف منتخبنا من هجومه وبدا الأفضل فنياً، بفضل تحركات المثلث الهجومي عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل، وتحركات قلبي الوسط خميس إسماعيل وعامر عبد الرحمن الذين سيطروا على منطقة المناورات بشكل شبه تام.
وبفاصل مهاري من طراز فريد أعلن عمر عبد الرحمن عن تسجيل هدف التقدم لـ «الأبيض» في الدقيقة 28، عندما راوغ أكثر من لاعب، وسدد كرة ارتطمت بأحد مدافعي العراق، وسكنت الشباك معلنة عن هدف السبق، الذي اشتعلت معه مدرجات ملعب اللقاء من قبل جماهير منتخبنا التي هزت المدرجات فرحاً بهدف «عموري»
وأنقذ علي خصيف مرماه من تسديدة صاروخية لهمام طارق في الدقيقة 34 في محالة من «أسود الرافدين» لتسجيل هدف التعادل، وعاد همام طارق لمحاولة التهديد من خلال توغله في قلب دفاع منتخبنا، إلا أن الدفاع كان له بالمرصاد، وحول مهند العنزي الكرة إلى ركنية، قبل أن تصل إلى يونس محمود في منطقة الست ياردات.
واشتعلت المباراة بشكل مثير، حيث بادل العراقيون «الأبيض» الهجوم من أجل تعويض التأخر، والخروج بالتعادل قبل نهاية الشوط الأول، وظل دفاع المنتخب الوطني متماسكاً أمام الهجوم العراقي، وحاول لاعبو خط الوسط، تخفيف الضغط على الخطوط الخلفية، بامتلاك الكرة وتهديد المرمى العراقي، تحديداً من قبل المتألق عمر عبد الرحمن الذي قدم أداءً غير عادي، وأهدر حبيب الفردان فرصة التعزيز بهدف ثانٍ في الدقيقة 38، عندما فضل تمرير الكرة برأسه لعلي مبخوت داخل منطقة الجزاء بدلاً من تسديدها في المرمى بعد عرضية نموذجية من عمر عبد الرحمن، وأشهر حكم المباراة خليل جلال البطاقة الصفراء الأولى في وجه سيف سلمان.
ونجح لاعبونا في امتصاص الحماس العراقي من خلال الاعتماد على التمرير القصير وسط الملعب، الشيء الذي أصاب العراقيين بحالة من الإرهاق الشديد.
وحافظ منتخبنا على تماسكه الدفاعي، حتى انتهى الشوط الأول بتقدم مستحق لمنتخبنا، بعد أداء رائع، ومليء بالإثارة والندية من المنتخبين، خاصة «الأبيض» الذي قاده عمر عبد الرحمن لتقديم نصف سيمفونية الفوز الأولى بنجاح واقتدار.
شوط عراقي
كما كان متوقعاً بدأت الحصة الثانية بهجوم عراقي بغية تعديل النتيجة، وكاد حمادي أحمد أن يحقق المراد من رأسية أمسكها علي خصيف بثبات بعد مرور ثلاث دقائق فقط من بداية الشوط، وعلى الرغم من البداية الهجومية لأسود الرافدين، إلا أن لاعبينا حافظوا على تماسكهم وشكلت الهجمات المرتدة خطورة بالغة على المرمى العراقي، وسدد عامر عبد الرحمن صاروخ أرض جو مر بجوار القائم الأيمن لمرمى نور صبري في الدقيقة 51 من المباراة.
شارك أحمد ياسين بدلا من درغام إسماعيل بهدف تنشيط الجوانب الهجومية للمنتخب العراقي من قبل المدرب حكيم شاكر، وبروح قتالية عالية أنقذ مهند العنزي مرمى الأبيض من فرصة هدف مؤكد في الدقيقة 56 عندما تصدى لتسديدة يونس محمود، وبتألق غير عادي أنقذ علي خصيف فرصة هدف التعادل بعد إبعاد صاروخ علي عدنان في الدقيقة 58.
وقل المردود الهجومي للاعبينا، وأجرى مهدي علي تبديلا بخروج علي مبخوت ودخول إسماعيل الحمادي بهدف زيادة السرعة الهجومية للأبيض، وحصل يونس محمود على بطاقة صفراء في المباراة بسبب الاعتراض على قرار خليل جلال باحتساب مخالفة ضد سلام شاكر بعد كرة مشتركة مع أحمد خليل.
ودفع حكيم شاكر بمهند عبد الرحيم بدلا من حمادي أحمد كأحد الأوراق الهجومية من أجل التعويض في ظل السيطرة الخضراء على مجريات الشوط الثاني بشكل شبه تام، وواصل العراقيون الضغط المكثف على دفاعات منتخبنا وسدد همام طارق كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن لمنتخبنا بقليل في الدقيقة 76، وشارك حسام إبراهيم بدلا حسين رحيمه في صفوف العراق، ورد مهدي علي بتبديل هجومي أيضا عندما دفع بإسماعيل مطر بدلا من أحمد خليل. ونجح يونس محمود في تعديل النتيجة بتسديدة قوية في الزاوية الأرضية اليسرى بعد تهيئة رائعة من حسام إبراهيم لتعلن هدف التعادل للعراق بعد هجوم مكثف من قبل أسود الرافدين.
بعد الهدف دفع مهدي علي بكل أوراقه الهجومية وشارك سعيد الكثيري بدلا من حبيب الفردان، وأنقذ علي خصيف مرماه من هدف مؤكد بعد أن أبعد انفراد يونس محمود في الدقيقة 86 لتشتعل المباراة ويتبادل المنتخبان الهجوم الشرس بغية إنهاء اللقاء في الوقت الأصلي وعدم الحاجة لوقت إضافي.
ولم ينجح المنتخبان في قول كلمة الفصل دون اللجوء لشوطين إضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكل.