محمد رياض: «الإمام الغزالي» يضع الدراما المصرية على طريق العالمية
أيام قليلة وينتهي محمد رياض من تصوير أحدث تجاربه في الدراما الدينية والتاريخية وهو مسلسل”الإمام الغزالي” تأليف محمد السيد عيد، ويشاركه البطولة نيرمين الفقي وأحمد وفيق واحمد خليل وبثينة رشوان وميرنا وليد وإخراج ابراهيم الشوادي. ويمثل “الامام الغزالي” عودة للدراما الدينية العظيمة التي تراجع إنتاجها في السنوات الأخيرة، بعد ان كانت مصر تنتج ما بين خمسة الى ستة مسلسلات في العام الواحد، مؤكداً أن المسلسل سيحقق نجاحا واسعاً وسيمثل خروجا للدراما الدينية المصرية نحو العالمية.
محمد قناوي (القاهرة) – يوضح محمد رياض أن الاختلاف بين “الإمام الغزالي” وأي مسلسل ديني آخر يكمن في طبيعة المرحلة التي يقدم فيها واستخدام التكنولوجيا الحديثة والاهتمام بجودة الصورة والحركة وأماكن التصوير وتدور أحداثه في ثلاثين حلقة تبدأ من مولد الغزالي ونشأته حتى وفاته عن عمر يناهز 55 سنة زاخرة بالأحداث ونزاعات الفرق الدينية وتناحرها باسم الإسلام والدين على كرسي الحكم والسلطة، فقد كان له دور في وأد هذه الفتنة من خلال دراسته لعلم الكلام والتوحيد والفقه الشافعي، ما أثرى المكتبة الإسلامية.
قصة مؤثرة
وقال رياض إن الدراما الدينية تراجعت على شاشة رمضان خلال السنوات الماضية، حتى أنها تكاد تكون اختفت خلال العامين الماضيين، ولهذا السبب جاءت فكرة تقديم عمل مختلف يجمع بين الإنتاج الضخم والقصة المؤثرة، في محاولة لإعادة المشاهدين للدراما الدينية، وهو ما وجدناه في قصة “الإمام الغزالي”.
وأشار محمد رياض الى أن المسلسل سبق أن اتفق على تقديمه قبل ثورة 25 يناير وتزايد نفوذ تيار الإسلام السياسي في البلاد، مشيرا الى أنه يرفض اتهام العمل بمغازلة التيار الديني في مصر.
واعتبر رياض أن توقيت عرض المسلسل مناسب للغاية في تلك الفترة، خاصة أن العصر الذي عاش فيه العلامة كان مليئا بالنزاعات والخلافات ومحاولات السيطرة على الحكم، وقد بذل الإمام جهدًا واسعًا للحيلولة دون ذلك من خلال الاستشهاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقال رياض إن مسلسل “الإمام الغزالي” يعد العمل الديني والتاريخي الوحيد المتوقع عرضه على شاشة الفضائيات خلال شهر رمضان.
معجب بالغزالي
وعن أسباب اختياره لشخصية الإمام الغزالي لتقديمها قال رياض: لأنه من أهم الكتاب الإسلاميين وصاحب فكر متطور وهو حجة الإسلام كما أطلق عليه، وصاحب كتاب “إحياء علوم الدين”، الى جانب أن المسلسل مكتوب بشكل يجعلنا نشعر بأنه مناسب لهذه الأيام حيث أن الصراع على الحكم والفتنة والتكفير وانتشار الفرق الإسلامية شجعني على أن أقدم انعكاسا للأحداث الحالية، كما أن المسلسل يؤكد من خلال فكرته الأساسية أن قيم الإسلام صالحة لكل عصر، كما أن فكر الإمام الغزالي متطور في تنظيم الأسرة لحفاظ المرأة على جمالها وصحتها، وآراؤه متطورة أيضا في الموسيقي والغناء بأنها حلال طالما لا تثير الغرائز، فهو شخصية تؤمن بالعقل جدا لكن في نفس الوقت يغلف هذا العقل بالإيمان.
وأكد محمد رياض أنه لم يجد صعوبات في تجسيد هذه الشخصية لأنه معجب بالغزالي وعلى دراية بشخصيته منذ سنوات طويلة، وعندما بدأ التحضير للمسلسل عمد الى تنشيط ذاكرته من خلال جلسات العمل مع الكاتب محمد السيد عيد والمخرج إبراهيم الشوادي، كما استعان بالسيرة الذاتية التي كتبها الإمام عن نفسه في كتابه “المنقذ من الضلال”.
طعم مختلف
وقال رياض: آخر عمل ديني قدمته كان “ابن حزم” منذ 10 سنوات ونحج هذا العمل نجاحا كبيرا وحصل على جائزة أحسن مسلسل ديني في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون وبعد ذلك فوجئت أن الناس في الشارع يطالبونني بتقديم مسلسلات دينية، ولكن في وقت معين كنت أستبعد من تلك المسلسلات من دون أن أعلم السبب، كما أنني أحب تقديم المسلسلات الدينية كل فترة، وقدمت مسلسلات اجتماعية كثيرة، والعمل الديني له طعم مختلف عند الممثل رغم أن مجهوده يوازي مجهود 5 أو 6 مسلسلات اجتماعية، فأنا أحضر للمسلسل الديني بشكل دقيق وقرأت مؤخرا كتب الإمام الغزالي ومعاجم للألفاظ العربية.
وعن الذي تعلمه من تجسيده لشخصية الغزالي قال: تعلمت أن التربية تعني الأخلاق وأهمية غرس الأصول الأخلاقية في أبنائنا ونشأتهم على فضائل الأخلاق وعدم معرفة أصدقاء السوء حتى لا يكتسبوا منهم الرذائل، وبالتالي يصبح سلوكهم مبنياً على علم ومعرفة واعية وهو ما أمارسه حاليًا مع أولادي.
ونفى محمد رياض ان يكون بديلا لكمال ابوريه بعد اعتذاره وقال: أنا أول من رشح لأداء شخصية “الإمام الغزالي” منذ أربع سنوات ولانشغالي بتصوير أعمال أخرى عُرض العمل على زميلي كمال أبورية واعتذر عنه لأسباب تحدثت معه فيها واحترمتها وأخذتها في اعتباري في اتصال تليفوني معه وأنا لا أجد ما يقلل من شأني في قبولي لدور اعتذر عنه ممثل قبلي ووجد أن الدور لا يناسبه.
ظاهرة صحية
كما نفى محمد رياض انسحابه من الجزء الثاني من “حضرة الضابط أخي” وقال: لم انسحب لان العمل لم يعرض عليَّ من الأساس حتى أرفضه و”حضرة الضابط أخي” مسلسل من جزء واحد فقط، والفكرة التي يتم تصويرها حاليا بعيدة تماما عن أحداث وشخصيات الأحداث التي شاركت فيها.
وحول رؤيته لاتجاه نجوم السينما للتلفزيون قال: ظاهرة صحية وأنا سعيد باتجاه نجوم السينما أمثال كريم عبد العزيز وأحمد السقا ومصطفى شعبان ومحمد سعد للدراما وتخفيض أجورهم بعض الشيء لتستمر الدراما المصرية في وقت صعب، والتلفزيون لا يحرق الفنان كما يردد البعض ولكنه يزيد من شهرة الفنان ويكسبه قاعدة جماهيرية، فالجمهور الذي يذهب للسينما لمشاهدة الافلام أقل بكثير من الجمهور المتوقع أن يجلس أمام التلفزيون.
حال السينما لا يعجبني
يقول محمد رياض، حول أسباب ابتعاده عن السينما: حال السينما لا يعجبني ولن أقدم على أي عمل سينمائي إلا عندما يعرض عليَّ دور يضيف لي، وإن كان هناك العديد من المشاريع التي أقوم بقراءة سيناريوهاتها لكن حتى الآن لم أختر أيًا منها، كما أنني مستمتع بعملي في التلفزيون أو المسرح أبو الفنون الذي يطلب ممثلا بمواصفات خاصة حتى يقف على خشبته ولا يسمح بنجاح قليلي الخبرة.