زهرة عرفات تتذوق مرارة الظلم في «امرأة تبحث عن المغفرة»
“شريفة” سيّدة مشهورة تتعرض إلى مشاكل مع من حولها حتى تدخل السجن لتخرج منه وتنتقم ممن حولها. إنها أحداث تسيطر على مسلسل “امرأة تبحث عن المغفرة” وهو اجتماعي خليجي، ويدور حول قصة امرأة بعد خروجها من السجن، تواجهها الكثير من المتاعب من عائلتها التي تقرر الابتعاد عنها، لتواجه حياة جديدة تبحث فيها عن المأوى والعمل والاستقرار وسط قسوة الحياة ونظرة المجتمع للسجينة السابقة.
رنا سرحان (بيروت) - يقول مخرج العمل منير الزعبي: مع شعور هذه السيدة الدائم بالحنين إلى الماضي وندمها على بعض أفعالها مع أبنائها، تختار السكن مع زميلاتها بما يحملن من قصص ومعاناة لا تنتهي، كاشفة في سياق الأحداث الدرامية عن كواليس سجون النساء وما يحدث داخلها والأسباب التي أودت بالنزيلات إلى هذا المصير دون أن تتاح لهن الفرصة للعودة للحياة من جديد..
ويضيف الزعبي: لكل عمل طريقة مختلفة للإخراج، وهو لا يتدخل قط في تعديل النص أو الاجتزاء أثناء التصوير، لأن للكاتب حقوقه الأدبية ولا يجوز تخطيها، موضحاً أن هذه الدراما الاجتماعية تعرض حاليا على شاشة «تلفزيون الوطن» و”قناة دبي” طوال شهر رمضان المبارك.
صراع اجتماعي
وفي إخراج العمل يعتبر الزعبي أن الاعتماد على الممثلين مهم ويتوافق مع عمل المخرج لأن كل شخصية تتحدث عن حالها وكل شخصية تعيش نوعا من الصراع، ولم يبالغ في التصوير، حيث يعمل لأول مرة بكاميرا نظام “اف 3” ونظامها مختلف “التكنيك”، كما اعتمد على الحركة الناعمة مدققاً على تفاصيل كثيرة سواء الإكسسوارات أو حركة الفنان “السيناريو”. وهناك وجوه خليجية جديدة “تعب عليهم” الزعبي في عمله الجديد، كما قال، كي يظهروا بصورة جميلة، كذلك العمل يضم ممثلين وممثلات لهم اسمهم وخبرتهم، ليكون الجميع على مستوى واحد وليكون العمل متوازناً على حد وصفه.
ويوضح الزعبي، أن الفنانة لمياء طارق تجسد في المسلسل دور فتاة تعمل مهندسة، وهي إنسانة بخيلة، تنتمي إلى أسرة وضعها الاجتماعي ضعيف، وهي “شريرة” و”قاسية” مع أهلها إلى أقصى درجة، ويدخل أحد إخوتها السجن، ولكنها تنكر هذا الأمر لمن حولها، وتدعي أنها تنتمي إلى عائلة راقية جداً، وتتحايل على ذلك بملابسها الفاخرة، إلا أن ظروف عائلتها المتدنية لا تساعدها على ذلك.
وتصف طارق أن هذه هي المرة الأولى التي تجسد فيها مثل هذا “الكاركتر”، وهي معجبة بالدور لأقصى درجة لأنه أخرجها من أدوار الفتاة الطيبة، والحنونة والرومانسية، وقد جاءت ردود أفعال مخرج العمل منير الزعبي رائعة نحو أدائها للدور، لدرجة أنها كثيراً ما كانت تسمع الزعبي يثني على أدائها، وهو يراقبها خلف المونيتور من شدة إعجابه بها.
نقلة كبيرة
وتعتبر الفنانة زهرة عرفات أن دورها في مسلسل “امرأة تبحث عن المغفرة» يغري كل ممثلة لتجسيده رغم أنه متعب في التنفيذ، حيث يحتوي على الكثير من الأحداث المتلاحقة. وبذلت عرفات في أداء الدور مجهوداً كبيراً، وعايشت تفاصيله لحظة بلحظة، حيث يعد هذا العمل هو الوحيد لها هذا العام في رمضان وتراه كافياً، حيث إن الظهور في دور جميل خلال عمل درامي واحد يرضي طموحها.
ووصفت عرفات “امرأة تبحث عن المغفرة” بأنه عمل متشعب وفيه نجوم كثيرون، لكن برأيها كل نجوم المسلسل كانوا أبطالا سواء الفنانين الكبار أو الشباب، فالمساحات التي حصلوا عليها في هذا المسلسل جميلة ومتميزة. ويعد هذا المسلسل بالنسبة لعرفات نقلة كبيرة في مشوارها الفني كبطولة مطلقة كما تقول متمنية أن ينال قبول الجمهور.
والمسلسل يتناول تعرض المرأة للقسوة من الحياة والمجتمع وأقرب الناس إليها. هذه القسوة التي لم ترحم والظروف التي مرت بها، والتي كبلتها وسببت لها معاناة كبيرة، قد عكست نوعاً حقيقياً من الخوف والرهبة شعرت بها عرفات أثناء التصوير بسبب ما عايشته هذه الشخصية التي تتحدث عن واقع اجتماعي مؤلم تعيشه المرأة، خصوصا عندما تتعرض للظلم والقسوة من الجميع.
تبحث عن المغفرة
ويستمتع هذه الأيام، وطوال الشهر الكريم، الجمهور العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص بزهرة عرفات في مسلسل “امرأة تبحث عن المغفرة” والتي تلعب شخصية فنانة مشهورة اسمها “شريفة” ينقلب بها الحال والمعاناة بعد أن يقع عليها ظلم الآخرين وتدخل السجن الذي تقضي فيه سنوات كثيرة من عمرها، ثم تبدأ بعد خروجها في مرحلة البحث عمن ظلمها وتحاول جاهدة إصلاح الماضي بعد أن خسرت كل شيء وفقدت كل من تحب، لكنها من خلال أحداث المسلسل تصطدم بنبذ المجتمع لها ومن أقرب الناس إليها أسرتها وزوجها وأبنائها، حيث تعيش هائمة منكسرة في حياتها بعدما فقدت كل شيء حولها، تبحث عن المغفرة من مجتمع لا يرحم لواقعها المؤلم.
أبطال العمل
مسلسل “امرأة تبحث عن المغفرة»، قصة وسيناريو وحوار إيمان سلطان، ومن إخراج منير الزغبي وبطولة غانم السليطي، إبراهيم الحربي، زهرة عرفات، محمد العجيمي، طيف، لمياء طارق، عبد الإمام عبد الله، لطيفة المجرن، بثينة الرئيسي، فوز الشطي، مروة محمد، أحمد العونان، عبد المحسن القفاص، حلا، أمل عباس، ولأول مرة المذيعان نواف القطان ونورة عبدالله.