دبي (الاتحاد)

انطلقت أمس بأبوظبي، فعاليات شهر الإمارات للابتكار، أكبر حدث وطني للاحتفاء بالابتكار والمبتكرين، وتتواصل حتى 28 فبراير الحالي، في إمارات الدولة كافة، بمشاركة الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع، في العديد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى نشر ثقافة الابتكار كأساس لتحقيق التنمية المستدامة وجودة الحياة.
ويعكس شهر الإمارات للابتكار توجهات دولة الإمارات في تعزيز ثقافة الابتكار في المجتمع، وإعداد جيل من المبتكرين القادرين على إحداث تغيير إيجابي في حياة الإنسان ومستقبله، ويشكل نموذجاً للتكامل، وتضافر الجهود بين الحكومة والمجالس التنفيذية للإمارات ورواد القطاع الخاص والمؤسسات العلمية والأكاديمية، في تنظيم الحدث الوطني الأكبر من نوعه لتعزيز ثقافة الابتكار في المجالات كافة.
وتتوزع فعاليات شهر الإمارات للابتكار على أربع مراحل تشمل أنحاء الدولة كافة، حيث تنطلق في العاصمة أبوظبي، من 1 -7 فبراير، ثم في كل من الشارقة وعجمان وأم القيوين من 8 – 14 فبراير، وتتنقل إلى رأس الخيمة والفجيرة، من 15 إلى 21 فبراير، لتختتم في دبي من 22 – 28 فبراير.
وتتضمن الفعاليات الرئيسة العديد من الأنشطة، مثل ورش العمل والتدريبات في مختلف المجالات التكنولوجية المتخصصة، مثل الأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي، والحلول المالية، إضافة إلى استضافة متحدثين متخصصين في مجالات متعددة.
وأكدت المجالس التنفيذية للإمارات، أن شهر الإمارات للابتكار سيشهد فعاليات نوعية من حيث المحتوى القوي والتجارب المبتكرة المتميزة والأفكار الخلاقة التي ستدعم الهدف الرئيس للشهر بتعزيز وعي أفراد المجتمع بأهمية الابتكار وأثره على مستقبلهم، وتحفيزهم للمشاركة الفاعلة في مسيرة الابتكار بدولة الإمارات.

مواكبة المتغيرات
وقال معالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إن الابتكار يُعدُّ الوسيلة المثلى لمواكبة المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم المليء بالفرص والتحديات، ويمثل فرصة مثالية لتعزيز ريادة دولة الإمارات في مختلف مجالات العمل الحكومي.
وأضاف معالي المزروعي، بمناسبة انطلاق فعاليات «شهر الإمارات للابتكار» في دورته الرابعة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن مسيرة التنمية المباركة في دولة الإمارات التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تضع في أولوياتها التجديد المتواصل القائم على الإبداع والابتكار، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتعزيز تنافسية دولة الإمارات في مجالات التنمية، وتحقيق النمو والازدهار لثروتها البشرية، علاوة على دعم مكانتها المميزة وجهة عالمية للإبداع والتميز والممارسات المبتكرة».
وأشار معاليه إلى تطلع المجتمعات بشكل عام إلى حياة سلسلة ومرنة، وهو ما يمكن للحكومات أن تقدمه من خلال تطبيق الممارسات ذات الطابع المتميز والابتكاري، وتحظى هذه التطلعات بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يؤكد دائماً أهمية التميز والابتكار في العمل الحكومي، ويشدد على استثمار الموارد بالشكل الأمثل لدفع عجلة التنمية المستدامة، وتحقيق سعادة المجتمع ونمائه ورخائه.

استشراف المستقبل
وأشار عبد الله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن فعاليات شهر الإمارات للابتكار تعكس حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تعزيز ثقافة الابتكار نهجاً للعمل لاستشراف المستقبل وبناء غد أفضل للأجيال القادمة، مشيراً إلى توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بضرورة تبني سبل التفكير الابتكاري لضمان استدامة مسيرة الازدهار والتنمية، والاستعداد لتحديات المستقبل.
وقال البسطي: «شهر الإمارات للابتكار مناسبة سنوية نحتفي فيها بمنجزاتنا في مواجهة التحديات، وبفضل دعم القيادة الرشيدة أصبح ثقافة مجتمعية تدعم الجهود الحكومية المبذولة لخلق بيئة محفزة على التفكير الخلاق، وبما يسهم في تعزيز مكانة الدولة الريادية في المجالات كافة»، وأضاف: «يرتكز نموذجنا التنموي على التفكير الإبداعي واستباق تحديات المستقبل، ويرسخ احتفاءنا السنوي بالابتكار والمبتكرين لهذه الثقافة، ويعزز من انتشارها بين أبناء الوطن لمواصلة رحلة عبورنا نحو المستقبل بخطى واثقة، وبما يتماشى مع الخطط والأهداف المرسومة».

الابتكار أساس للتطوير
من جهته، أكد المستشار سلطان بن بطي المهيري، الأمين العام للمجلس التنفيذي في إمارة الشارقة، أن الإمارة تترجم برامجها وأهدافها، وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتسعى إلى تحويل الابتكار لعمل مؤسسي تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع، وإلى تأسيس منهج عمل لجميع الجهات الحكومية والأكاديمية في الإمارة، وتشجيع القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع لتشكيل منظومة عمل موحدة تعتمد على الابتكار أساساً للتطوير وكأسلوب حياة يومي.
وأشار إلى أن الاهتمام الرسمي الذي يحظى به الابتكار في الإمارات يعكس رؤية قيادتها وقدرتها على استشراف مستقبلها ومستقبل العديد من القطاعات التي يخدمها الابتكار على المستوى العالمي، وتطبيق البحث العلمي والابتكار كثقافة دائمة في الإمارة، من خلال الاهتمام المبكر بالتعليم في مختلف المراحل، وضمان مخرجاته العلمية والأكاديمية، وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية، عبر إنشاء المعاهد والكليات والجامعات والمؤسسات المتخصصة الحاضنة للابتكار التي تحرص على أن توفر لطلابها بيئة مناسبة للعمل معاً، والتوصل إلى مشروعات وأفكار مبتكرة وخلاقة.
وأشاد المهيري بجهود سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي، في دعم الاستراتيجية الوطنية للابتكار وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز ابتكار عالمي، من خلال توجيهات سموه بتوفير جميع سبل أولويات إنجاح شهر الابتكار وتطوير مخرجاته سنة بعد أخرى.

منهج للتقدم
وأشاد الدكتور سعيد سيف المطروشي، الأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان بشهر الإمارات للابتكار، وقال: «بات الابتكار من سمات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتميز بها بين الحكومات بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة نحو تبني الابتكار منهجاً للتطور والتقدم، إن الحكومات الداعمة للإبداع والابتكار تشهد تجدداً دائماً في تطبيق أفضل الممارسات التي من شأنها رفع مستوى الأداء الحكومي، فالابتكار يبث روح التنافس في تقديم الأفضل دوماً لخدمة المجتمع وإسعاده».
وأضاف: «تسعى حكومة عجمان المحلية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد الإمارة رئيس المجلس التنفيذي، إلى نشر ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي عبر تبني أبرز الممارسات وأحدثها للمساهمة في رفع الأداء الفعّال للدوائر المحلية والمتوافق مع الأجندة الوطنية».

أدوات مستقبلية
وأكد حميد راشد الشامسي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أم القيوين، أن «شهر الإمارات للابتكار» يدعم الاستراتيجية الوطنية للابتكار، ويسهم في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار، إلى جانب تحفيز القطاعين الحكومي والخاص والأفراد على تبني ممارسات الابتكار الذي أصبح ركيزة للعمل الحكومي، من خلال تبني وتطبيق مبادئه، والبحث عن حلول للتحديات بطرق غير تقليدية وبأدوات مستقبلية.
وأكد تضافر جهود الحكومة على المستويين الاتحادي والمحلي لتنظيم فعاليات شهر الإمارات للابتكار بطريقة متميزة تحقق الأهداف الاستراتيجية للدولة، مشيراً إلى أن إمارة أم القيوين ستشهد تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة وورش العمل، إضافة إلى عمل مختبرات ابتكارية لتصميم حلول جديدة تسهم في عملية التطوير.

ممارسات ريادية
وأكد الدكتور محمد عبداللطيف خليفة، الأمين العام للمجلس التنفيذي في رأس الخيمة، أن تخصيص دولة الإمارات شهراً للابتكار على مستوى الدولة، إنما يعد إحدى الممارسات الريادية التي أرستها القيادة الرشيدة لتتميز بها الدولة على مستوى العالم، والتي أسهمت في دعم وتعزيز استراتيجية الإمارات الوطنية للابتكار، وترسيخ نهج الابتكار، ومن ثم تعزيز مكانة الدولة على الخارطة الابتكارية، وصولاً إلى تحقيق المستوى المستهدف للأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 بأن تكون الإمارات من أفضل دول العالم في مجال الابتكار.
وأشار محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري رئيس اللجنة المحلية المنظمة لشهر الإمارات للابتكار 2019 في إمارة الفجيرة إلى أهمية تعزيز معنى الابتكار وممارسته كمفهوم حياة يومي على مستوى أفراد المجتمع والعمل الحكومي والمؤسسي، والاستفادة من القدرات والكفاءات الوطنية التي تسهم في طرح مشاريع رائدة ومبتكرة، ما يعزز مكانة دولة الإمارات عربياً وعالمياً في مجال الريادة والابتكار.
وقال إن القيادة الرشيدة، متمثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، تحرص على دعم الابتكار والمبتكرين والاحتفاء بإنجازاتهم، بإتاحة الفرص للأفراد والمؤسسات لعرض ابتكاراتهم التي تسهم في تحقيق التطور والتنمية الشاملة في جميع المجالات.
أكدت هدى الهاشمي، مساعد المدير العام للاستراتيجية والابتكار في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، أن شهر الإمارات للابتكار يجسد رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تكريس الابتكار ثقافة مجتمعية ومنهج عمل حكومي.
وقالت الهاشمي إن شهر الإمارات للابتكار يبنى على النجاح الذي حققه في دورة العام الماضي، من خلال سعيه إلى تنظيم فعاليات نوعية تنقل مسيرة الابتكار من مرحلة الرؤى إلى مرحلة التطبيق العملي للأفكار المبتكرة، وتحويلها إلى واقع ملموس.

إضافة نوعية
يتميز شهر الإمارات للابتكار بفعاليات مشتركة، تتضمن منصة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي التي ستشكل إضافة نوعية لفعاليات كل إمارة وتوحد الجهود لإيصال رسالة الابتكار، كما يعود «فلاح» الطائرة دون طيّار، أيقونة الشهر وهويته المرئية، التي ستحلق في سماء الإمارات لترصد الإنجازات المبتكرة، وتنقل صورة حية للفعاليات باستخدام تكنولوجيا «عين الصقر»، فيما سيشهد افتتاح فعاليات كل أسبوع استعراضات «سكاي دايف دبي».