هناء الحمادي (أبوظبي)

يُطاردون السحب والغيوم، يتابعون لمعان البرق، تجدهم عند الجبال وقرب الوديان، يتحدون الخطر بخبرتهم الطويلة في متابعة ومطاردة الأمطار والعواصف، فاستطاعوا أن يكونوا ضمن فريق يتبع مركز العاصفة، الذي يضم المئات من محبي هذه الهواية، الذين تحول إلى الاحتراف، حيث يلتزمون بإجراءات السلامة، ويحذرون غيرهم من اتباع خطاهم، خاصة ممن تجذبهم المناظر الخلابة وحبات البرد، للاستماع إلى حكاية الطبيعة.

يطارد الأودية
حمد الكعبي.. بعد تحري أخبار الطقس من مركز العاصفة، يبدأ رحلته في مطاردة السحب والتوغل في خلف العواصف، خبرته ومهارته في تقصي الأمطار دفعت به إلى إنشاء حساب في «سناب شات» يرصد حركة الغيوم ومطاردة الأودية، فهو يتوقف كثيراً لالتقاط صورة أو تصوير مشهد فيديو لحبات البرد، وهي تتساقط، مؤكداً أهمية التعامل باحترافية مع مثل هذه الأمور، وضرورة الالتزام بإجراءات السلامة.
ويقول: «تلك المطاردات تحتاج إلى خبرة ومهارة وسيارات دفع رباعي وتجهيزات خاصة، لتسهل مهمة الدخول نحو الوديان التي تكون أقل خطورة، حيث نتوخى الحذر الشديد أثناء فترة الاضطراب المناخي، لذلك من خلال متابعاتنا المستمرة لحالة الطقس نتعرف إلى المخارج البديلة لمنطقة المطاردات ولا نجازف بدخول المناطق الوعرة.

ملك البرد
يُطارد من دون قيود أو خوف، حذر في الدخول للأعاصير، يكتشف جمال وروعة الغيوم قبل وبعد سقوط الأمطار، فلقب بـ «ملك البرد» نتيجة وصوله بسرعة إلى منطقة تساقط البرد على الوديان وسلسلة الجبال.. فهد محمد، له خبرة طويلة في مطاردة الأمطار على الكثير من الوديان والسدود في مناطق: وادي شوكة، ومسافي، والقوع، وسد المنيعي، ووادي مربط، والحلو، ومسافي، وبالتواصل مع مركز العاصفة يمده بخرائط تساقط الأمطار وكثافتها، كما يتعاون مع المواقع العالمية.
وعن أبرز المطاردات عن قرب، يذكر فهد «مكونو ولبان» من أكثر الأعاصير خطورة، حيث استطعت مع زميلي حمد الكعبي تغطية الأحداث منذ الانطلاق حتى النهاية وكانت الصور حيه ومن موقع وقلب الأعصار لنقل التفاصيل عبر حساباتي، ومد مركز العاصفة ومواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات، وكانت بالفعل من أفضل التغطيات التي أشاد الكثير من المتابعين بتميزها.

موسم الأمطار
ورغم خطورة هذه الهواية، إلا أن أحمد البرق يجد في هذا النوع من المطاردة متعة جميلة وترفيه حقيقي، خاصة إذا تتم تتويج المطاردة بمجموعة فريدة من الصور ومقاطع الفيديو، للأمطار ونزولها على الجبال والوديان لترسم لوحات طبيعية جميلة تجذب المشاهد عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
البرق تأسره رؤية الطبيعة، وقد ازدانت بحبات البرد وتساقط الأمطار التي تروي الأرض، وعن خطورة الوديان نتيجة انجراف المياه بقوة كبيرة، يقول: «لا بد من أخذ الحيطة والحذر بالبعد عن مجاري الأودية القوية، حتى نحمي أنفسنا وكذلك السيارة والمعدات».

تصوير جوي
إبراهيم الشحي من مركز العاصفة يمارس الهواية منذ 25 عاماً، وهو يتتبع الغيوم عبر أجهزة الرصد ومواقع أحوال الطقس، مشيراً إلى أنه واجه الكثير من الصعاب خلال تنقلاته وتتبعه للسحب، لكن بخبرته وحنكة يخرج من الوديان بشكل سريع، ويواصل ممارسة هذه الهواية رغم صعوبتها ومخاطرها، ويجد متعة حين يصور تلك المناظر الجميلة.
ويضيف: «التصوير بمختلف أنواعه جوي أو أرضي يتطلب تقنين الإجراءات من بعض الجهات المعنية، ولا بد من توافر المهارة والخبرة للحصول على اللقطات اللافتة أثناء تساقط البرد أو الأمطار على الجبال.