هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أكد أكاديميون أن مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي هذا العام للسنة السابعة على التوالي، يعتبر إضافة إيجابية ملهمة للمنطقة تساهم في نهوض الترجمة العربية إلى العالم برؤية واضحة تساعد في مد الجسور بين الحضارات، ورؤى تعزز أهمية البحث وسبل تطوير قدرات المترجمين الشباب ودعم الجيل القادم لمواصلة مسيرة نقل الثقافة والعلوم والفنون من وإلى اللغة العربية.
وقال حمد الغيثي، مترجم وباحث من سلطنة عمان: المؤتمر يساهم في تبادل الخبرات بين المترجمين، خاصة مع وجود تنوّع في المترجمين من عدة دول مختلفة، والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها للارتقاء بالمحتوى وطرح ما يتناسب مع المنطقة، ونقله إلى العالم بأبهى صورة ممكنة لتسهيل قراءة المشهد العربي لدى القارئ الأجنبي، مضيفاً أن الوطن العربي اليوم يتداعى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ولذلك نحنُ بأمسّ الحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات لإحياء روح الترجمة، وإرساء مفهوم الترجمة العربية لبروز المشهد العربي إلى العالم بشفافية المعنى وعفوية الكلمة.
وأشار الأستاذ الدكتور عبدالفتاح أبو السيده، من قسم اللغات والآداب الأجنبية في جامعة الشارقة، إلى أن حقل الترجمة لا يزال حقلاً جديداً في الوطن العربي، على الرغم من أنه مؤسس علمياً وأكاديمياً وله نظرياته ومنظروه والباحثون فيه في الجامعات الغربية والشرقية، مثل روسيا والصين، فالاهتمام بالترجمة يعود لفترة الستينيات، وهناك الكثير من أقسام الترجمة والدرجات العلمية المتقدمة كالماجستير والدكتوراه في عدد من الجامعات العربية، ما يجعل ذلك الاهتمام متزايداً في المجال نفسه، لافتاً إلى أن مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات المعنية بالترجمة تعطي الفرصة لالتقاء المهتمين بها، بالإضافة إلى البعد العالمي الذي يتيح الفرصة للأكاديميين العرب للقاء أقرانهم أو العاملين في مجال الترجمة بالدول الأخرى سواء من الشرق أو الغرب.
وتابع: يأتي هذا المؤتمر بمشاركة نحو 21 دولة تقريباً مما يجعلنا أمام محفل فكري ثقافي تتنوع فيه الأفكار التي تساهم في تطوير مجال الترجمة، ومناقشة العديد من الموضوعات التي تصب في خدمة المجال نفسه، مؤكداً أنه لإنجاح الجهود علينا أن نبني شراكات مع دور نشر أجنبية بحيث نتحمل جزءاً من التكاليف ونستعيد جزءاً من الأرباح، وقد يشجعها ذلك على نشر الترجمة العربية لديها، بعيداً عن النطاق التجاري والسعي خلف الشركات الخاصة الربحية.
وأوضح الدكتور جمال مقابلة، من قسم اللغة العربية، في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أننا بحاجة إلى توعية مكثفة حول لغتنا وما ينقل منها إلى الترجمات الأخرى، وما ينقل من الترجمات الأخرى إلى اللغة العربية، بمعنى أن عملية الترجمة هي أفضل وسيلة للتعامل مع الآخر وفهم أفكاره وثقافته ودراسة طبيعته وبيئته وكل ما يتعلق به، مشيراً إلى أن الترجمة تساهم في التعرف على الذات من خلال مكوّن الهوية أي اللغة، ولذلك مثل هذه المؤتمرات تعمل إيجاباً لخدمة الترجمة وتعزيز دورها في المنطقة لبحث السبل للارتقاء بمحتواها وتطويرها للأفضل.