حسام عبدالنبي (دبي)

تغري بنوك عاملة في الدولة عملاءها بعروض «الجمعة البيضاء»؛ من أجل تحفيزهم على التسوق باستخدام البطاقات الائتمانية أو بطاقات الخصم، فيما أكد عملاء بنوك حاولوا الاستفادة من تلك العروض الترويجية التي وصلتهم عبر رسائل بالبريد الإلكتروني والهواتف، أن بعض البنوك تضع عناوين مغرية لتحفيزهم على استخدام البطاقات في الشراء خلال عروض الجمعة البيضاء ولكن في حقيقة الأمر، فإن الشروط والأحكام الخاصة بتلك العروض تفقدها جدواها.
وفي التفاصيل، شهدت الأيام الماضية تسابق بنوك عاملة في الدولة على الإعلان عن عروض لمنح العملاء مزايا جديدة عند استخدام البطاقات الائتمانية، وآخرها الاسترداد النقدي بنسبة 15% حال تسوقهم باستخدام البطاقات الائتمانية أو بطاقات الخصم، خلال فترة الجمعة البيضاء (23-29 نوفمبر)، في محاولة من البنوك لتحقيق أكبر استفادة من زيادة مشتريات العملاء خلال تلك الفترة.

أفضل الصفقات
وحملت عناوين الحملات الترويجية للبنوك أن العميل يمكنه الاستمتاع بأفضل الصفقات في السنة، مع خصم لغاية 70% على مجموعة واسعة من المنتجات، بالإضافة إلى استرداد نقدي 15% عند الشراء من مواقع للتجارة الإلكترونية في الدولة، خلال مدة العروض التي تصاحب الجمعة البيضاء، منوهة بأهمية أن يبادر حامل البطاقات التي أصدرها البنك بتسجيل بيانات البطاقة الإلكترونية على الموقع، للتأكد من إجراء عملية الشراء القادمة بأمان وسرعة.
من جانبهم، أفاد عملاء بنوك بأن الشروط والأحكام التي تتضمنها تلك العروض تفقدها جدواها، حيث أكد محمد سالم، أنه يشتري سنوياً، خلال عروض الجمعة البيضاء، للاستفادة من التخفيضات الكبيرة التي تصل إلى 70% على عدد كبير من المنتجات المعروضة عبر مواقع التسوق الإلكتروني في الدولة.
وأضاف، أنه بعد أن استخدام بطاقة الائتمان في الشراء، اتضح أن الحدّ الأعلى لمبلغ الاسترداد النقدي 100 درهم فقط، وأن العميل يمكنه الاستفادة من الاسترداد النقدي (مرة واحدة) خلال مدة الحملة، حتى لو قام بالشراء أكثر من مرة.
من جهته، قال عمر عصام، إنه توقع أن يقوم البنك بإتمام عملية الاسترداد النقدي لعملية الشراء بالبطاقة الائتمانية خلال الجمعة البيضاء بشكل فورى، ولكن تبين أن الموقع الإلكتروني الذي تم التسوق منه هو الذي سيقوم بإرسال رسائل إلكترونية إلى المتعاملين بمبلغ الاسترداد النقدي الذي سيحصلون عليه بشكل قسيمة هدية للشراء من الموقع ذاته في غضون 20 يوماً.
بدورها ذكرت أميمة مصطفي، أنها تلقت رسالة من البنك الذي تتعامل معه تفيد بالاسترداد النقدي تلقائياً، من دون الحاجة إلى أي رمز ترويجي على عمليات الشراء خلال عروض الجمعة البيضاء، ثم اكتشفت أن تلك الميزة لا تنطبق على المعاملات التي تتم من خلال Apply Pay وSamsung Pay وGoogle Pay، إضافة إلى أن البنوك تطبق شروط وأحكام إضافية أخرى، منوهة بأنها قررت الاستفادة من ميزة سداد قيمة تلك المشتريات على أقساط، من خلال خدمة الدفع الميسرة.

مزايا إضافية
وعند سؤال الشركات المسؤولة لأحد المواقع المتخصصة في التجارة الإلكترونية والتي تطلق عروض الجمعة البيضاء عن جدوى الشراكات مع البنوك، أجاب المدير التنفيذي للعمليات لدى الموقع بأن المزايا التي توفرها البنوك عند استخدام البطاقات خلال مدة الجمعة البيضاء، تعد مزايا إضافية إلى جانب الاستفادة من التخفيضات الأكبر في النسخة السادسة من تخفيضات الجمعة البيضاء والتي تصل إلى 70% على تشكيلة واسعة ومتنوعة من المنتجات، بما في ذلك المتطلبات الأساسية مثل منتجات السوبر ماركت وغيرها، وكذلك الاستفادة من خدمة التوصيل المجاني والسريع.
وأشار إلى أنه انطلاقاً من الحرص على مواكبة احتياجات العملاء، تم تخصيص العروض بشكل حصري، لتلبية رغبة العملاء في الإمارات، وتزويدهم بالمنتجات والعلامات التجارية التي يترقّبونها، وبأسعار غير مسبوقة، خاصة بعد النجاح الذي حققته فعالية الجمعة البيضاء وتحولها إلى حدث ينتظره المتسوقون من مختلف أرجاء الدولة، حيث يوفر العملاء من خلال الفعالية ملايين الدراهم سنوياً.
ونوه إلى أنه يمكن للعملاء استخدام أي من بطاقات «فيزا» المحلية للدفع الإلكتروني، واسترداد 10% نقداً بما يصل إلى 75 درهما، أو بطاقات «فيزا» التي أصدرتها بعض البنوك المحلية، واسترداد 15% نقداً بما يصل إلى 100 درهم.

زيادة الإيرادات
وتعقيباً على عروض البنوك، قال شاكر زينل، الخبير المصرفي المعتمد لدى وزارة العدل، إن البنوك عادة ما تعلن عن عروض لتنشيط عمليات استخدام البطاقات الائتمانية وبطاقة الصراف الآلي خلال مناسبات معينة، وأهمها تخفيضات الجمعة البيضاء، من أجل زيادة إيراداتها.
وأضح أن البنوك تحقق مكاسب عند استخدام العميل للبطاقات، وأهمها تحصيل نسبة من قيمة المبلغ المستخدم بالبطاقة «إنتر تشينج» من شركتي «ماستركارد»، و«فيزا» تختلف حسب نوعية البطاقة، وكذلك الاستفادة من الفوائد والغرامات التي يسددها صاحب البطاقة في حال عدم السداد بالكامل، أو سداد الحد الأدنى من الرصيد المستحق (تصل إلى نسبة 36%)، وأيضاً من الرسوم أو الفوائد التي تتقاضاها البنوك (تصل إلى نسبة 1% شهرياً) عندما يلجأ العميل لسداد قيمة المشتريات بالبطاقة على أقساط شهرية، من خلال خدمة السداد الميسرة «إيزي بيمنت بلان». وأضاف زينل، أن البنوك دائماً ما تضع شروطاً وأحكاماً لاستفادة العملاء من العروض التي تعلن عنها، لأن البنوك قد تخسر إذا ما منحت العملاء المزايا التي تتضمنها العروض من دون ضوابط، فمثلاً لا يمكن للبنك تحمل السداد النقدي لنسبة 15% من قيمة المشتريات من دون وضع حد أقصى لمبلغ الاسترداد، أو وضع حد أدنى لقيمة المشتريات عبر البطاقة.وشدد على أهمية أن تلتزم البنوك بالضوابط التي وضعها المصرف المركزي الخاصة بالدعايات المرتبطة بالعروض الترويجية من أجل الشفافية، وكذلك بالضوابط التي حددها اتحاد مصارف الإمارات بشأن إطار سلوكيات البيع المسؤول.

منفعة متبادلة
وأشار زينل، إلى أن مواقع التجارة الإلكترونية التي تقدم تخفيضات الجمعة البيضاء عادة ما تفاضل مع البنوك التي تعقد شراكة معها، حيث إن الأفضلية تكون للبنوك الكبيرة التي تمتلك أكبر قاعدة عملاء من أجل تحقيق منفعة متبادلة.
وكشف أن نسبة الاسترداد النقدي التي يحصل عليها العميل عند استخدام البطاقة في الشراء من خلال الموقع الإلكتروني، تكون موزعة بين البنك ذاته، وموقع التجارة الإلكترونية، والمحلات أو الموردين للبضائع المعروضة عبر موقع التجارة الإلكترونية، لاسيما وأن الأطراف الثلاثة يمكنها تخصيص نسبة من المكاسب المحققة من المبيعات الكبيرة التي تحققها لصالح عملاء البنك، في ظل زيادة مشترياتهم.
ونصح زينل، عملاء البنوك بعدم الانسياق إلى العروض الترويجية التي تعلن عنها البنوك من دون دراسة الشروط والأحكام، داعياً أيضاً عملاء البنوك بعدم استسهال استخدام رصيد البطاقة في شراء سلع خلال تخفيضات الجمعة البيضاء، ليسوا في حاجة فعلية لها ولمجرد انخفاض السعر.

جمال صالح: «البيــع الأخلاقي» يحمي العملاء
أكد جمال صالح، المدير العام لاتحاد مصارف الإمارات، أن الاتحاد يضع حماية عملاء البنوك على رأس أولوياته، وفي هذا السياق أطلق مبــادرة بهــدف تطويــر إطــار عمــل للبيــع الأخلاقي، واعتمــاد معاييــر بيــع موحدة لدى جميع المصــارف، تم اعتمادها بالفعل، بهدف حماية عملاء البنوك.
وقال: إن إطــار سلوكيات البيع المسؤول يتماشى مع حرص اتحاد المصارف، على تحديــد ممارســات البيــع الأخلاقي، في المصــارف التقليديــة، وقطاعــات إدارة الثــروة، وذلــك بهــدف حمايــة مصالــح العمـلاء، والحفــاظ عليهــا. وقال: إنه في إطار هذه المبادرة، تم تكليــف شــركة ماكنــزي آنــد كومبــاني، بإعــداد نمــوذج تقييــم ذاتي، قدم إلى أعضــاء لجنــة الخدمــات المصرفيــة للأفــراد، لمراجعتــه وتحديــد درجة فعاليتــه ومــدى تطبيقــه، موضحاً أن المرحلــة الأولى مــن المشــروع اشــتملت علــى تطويــر مجموعــة معاييــر، قائمــة علــى مبــادئ لدعــم ممارســات البيــع الأخلاقي، في حيــن تســعى المرحلــة الثانيــة إلى تحديــد مقاييــس وقواعــد توجيهيــة، لمراقبتهــا خــلال فتــرة التطبيــق.