وليد فاروق (دبي)
قبل أكثر من 30 يوماً من نهاية عام 2019، أبى هذا العام أن يمر دون أن يدون أرقامه في سجل الإنجازات الكروية العربية، باعتباره كان شاهداً على أن كرة القدم العربية نجحت في فرض كلمتها على أكثر من «نصف» الكرة الأرضية، وتحديداً على مستوى قارتي آسيا وأفريقيا، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، حاصدة 7 بطولات قارية، خلال هذه السنة، في رقم غير مسبوق على الإطلاق، وتاريخي بالنسبة لعدد البطولات التي تحرزها الكرة العربية في عام واحد.
وكان تتويج الهلال السعودي بلقب بطولة دوري أبطال آسيا لعام 2019 آخر فصول تلك السيطرة العربية حتى الآن، بعدما توج باللقب الثالث في تاريخه في البطولة القارية، بعد تغلبه على فريق أوراوا الياباني بهدفين نظيفين في إياب المباراة النهائي، ليكرر فوزه ذهاباً بهدف وحيد ويتأهل بجدارة إلى بطولة كأس العالم للأندية، للمرة الأولى في تاريخه.
وقبل «مسك الختام»، نجحت الكرة العربية في حصد 6 بطولات بالعلامة الكاملة لجميع البطولات القارية في آسيا وأفريقيا، على صعيد الأندية والمنتخبات، ليصل العدد الإجمالي إلى 7 بطولات، هي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، وكأس آسيا، ودوري أبطال أفريقيا، وكأس الكونفيدرالية الأفريقية، وكأس الأمم الأفريقية، وكأس الأمم الأفريقية للمنتخبات تحت 23 عاماً، والتي أقيمت هذا العام، للمرة الأولى.
ولعل هذه الإنجازات تكون مؤشراً على استعادة الكرة العربية لعافيتها، وإيذاناً إلى عودة سيطرتها على مجريات الأمور في أكبر قارتين وأقدمهما على مستوى العالم، بعد سنوات عديدة مالت الكفة إلى دول أخرى شرقاً في آسيا أو غرباً في أفريقيا، وسيكون الاختبار الحقيقي الأخيرة في العام الجاري خلال مونديال الأندية المقبل، والذي ستشارك فيه أيضاً، وللمرة الأولى، 3 فرق عربية.
وإذا كانت المنافسة على لقب هذه البطولة أمراً صعباً في ظل مشاركة بطل أوروبا، وكذلك بطل أميركا الجنوبية، فإن الوصول إلى مراحل متقدمة مثلما فعل «الزعيم العيناوي» في النسخة الماضية بالوصول إلى المباراة النهائية، هو أفضل تجسيد لهذه الحالة الكروية المتألقة في العام الجاري. وسبق الهلال، فوز الترجي التونسي بلقب بطولة دوري أبطال أفريقيا، للمرة الرابعة في تاريخه، في مايو الماضي، بعد التعادل ذهاباً أمام الوداد البيضاوي المغربي 1-1، وانسحاب الأخير من لقاء العودة بتونس، وقرار لجنة الاستئناف التابعة للكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، بتأكيد الحكم الصادر عن اللجنة التأديبية والقاضي بإعلان الترجي التونسي بطلاً لأفريقيا وإعلان الوداد خاسراً لمباراة الإياب، بحجة الانسحاب بعدما «كاف» قد اعتبر فريق الوداد المغربي خاسراً لمباراة الإياب، التي أقيمت على ملعب «رادس»، بجانب فرض غرامة مالية قدرها 20 ألف دولار، بجانب 15 ألف دولار بسبب شغب الجماهير. وسبق الترجي فوز الزمالك المصري بكأس الكونفيدرالية الأفريقية لعام 2019، للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على نهضة بركان المغربي بركلات الترجيح، حيث خسر في ذهاب النهائي 0-1 ثم فاز إياباً 1-0.
بينما توج العهد اللبناني، مطلع نوفمبر الحالي، بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه 1-0 على فريق 25 أبريل الكوري الشمالي في المباراة النهائية، ليصبح أول فريق لبناني يتوج بلقب قاري في اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
وعلى مستوى المنتخبات، حصد منتخب الجزائر بطولة كأس الأمم الأفريقية، للمرة الثانية في تاريخه، بعد غياب 29 عاماً، عقب فوزه على السنغال في النهائي بهدف نظيف، ليحصد لقب البطولة التي استضافتها مصر، وفاز منتخب قطر بلقب كأس أمم آسيا 2019 بعد التغلب على اليابان في النهائي بنتيجة 3-1، ليكون المنتخب الرابع عربياً، الذي يحرز هذا اللقب، بعد كل من الكويت، والسعودية، والعراق.
وفاز منتخب مصر الأولمبي بلقب كأس أمم أفريقيا للشباب تحت 23 عاماً هذا الشهر، للمرة الأولى في تاريخه، بعدما تغلب على كوت ديفوار 2-1 في النهائي، وتأهل برفقة الأفيال ومنتخب جنوب أفريقيا صاحب برونزية البطولة إلى أولمبياد طوكيو 2020 باليابان، وبهذا الانتصار، تأهلت مصر إلى منافسات كرة القدم في الألعاب الأولمبية في طوكيو، جنباً إلى جنب مع وصيفتيها كوت ديفوار وجنوب أفريقيا. والملاحظ في البطولات السبع التي حققتها الكرة العربية، أن اثنتين منها كان النهائي فيهما عربياً خالصاً، في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد المغربي، وفي نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية بين الزمالك ونهضة البركان المغربي، بما يعني أن عدد الفرق والمنتخبات العربية في النهائيات السبع كان 9 من إجمالي 14 فريقاً ومنتخباً.