يوسف العربي (دبي)

أكد شاكر فرسخ، الملحق التجاري في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الإمارات، أن العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين تعتبر محفزاً رئيساً لزيادة العلاقات التجارية والاستثمارية المتبادلة خلال المرحلة المقبلة.
وقال فرسخ، لـ«الاتحاد» على هامش فعاليات «اكتشف أميركا 2018» والذي تستمر فعالياته خلال الفترة من 15 أكتوبر إلى 31 أكتوبر الجاري، إن الاستثمار الإماراتي المباشر ساهم في توفير نحو 26 ألف فرصة عمل داخل الولايات المتحدة بعد أن تجاوز 26 مليار دولار.
ولفت إلى أن استثمار مجموعة «جلفتينر»، التي تتخذ من الإمارات مقراً لها نحو 580 مليون دولار في ميناء «ويلمنغتون» في ولاية ديلاوير محل تقدير وترحيب كبيرين من المجتمع المحلي، حيث تسهم الخطط الاستثمارية لتطوير الميناء في توفير نحو 5000 فرصة عمل.
وقال إن «جلفتينر» ستعمل من خلال هذه الشركة على تعزيز القدرات الاستيعابية لمحطات الحاويات، ورفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية للميناء، وهو الأمر الذي يحظى بتقدير وترحيب كبيرين من المجتمع المحلي الذي لمس الأهمية البالغة لهذا الاستثمار الإماراتي، وفق فرسخ.
ويعد ميناء «ويلمنغتون» أحد أهم الموانئ الرئيسية الداخلية في شمال أميركا، ويتميز بموقعه الاستراتيجي الواقع على مسافة أربع ساعات من المحيط الأطلسي ويشتهر هذا الميناء الواقع على نهر ديلاوير، باستقبال واردات الفواكه الطازجة إلى الولايات المتحدة وتوزيعها، حيث يمتلك أطول رصيف ميناء للتخزين البارد في البلاد. وتخطط «جلفتينر» لضخ استثمارات على نحو متواصل لتطوير الميناء خلال الأعوام التسعة المقبلة، من ضمنها 410 ملايين دولار لبناء محطة حاويات جديدة بطاقة استيعابية قدرها 1.2 مليون حاوية نمطية.
وفيما يتعلق بفرص إعادة استقطاب شركة «موانئ دبي العالمية» للاستثمار في قطاع اللوجستيات وإدارة الموانئ بالسوق الأميركية بعد اضطرارها لبيع أصولها هناك، والمتمثلة في حصتها بموانئ «بي آند أو بورتس نورث أميركا» في العام 2006، قال الملحق التجاري: «لا يمكننا القياس على تجربة حدثت قبل 12 عاماً، حيث يتم التعامل مع كل حالة استثمارية بشكل منفصل».
وأكد فرسخ، أن العلاقات السياسية الممتازة التي بين الولايات المتحدة والإمارات تشكل حافزاً ومحركاً رئيساً لنمو العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
وقال: «إن حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين يتجه إلى الوصول إلى 24 مليار دولار بنهاية العام 2018، وهو الأمر الذي يعني استقراره عند المستوى نفسه المسجل خلال العام الماضي»، يأتي ذلك على الرغم من قيام الولايات المتحدة بفرض تعرفة جمركية عالية على واردات الألومنيوم والصلب التي تنشط مصانع إماراتية في تصديرها إلى الأسواق الأميركية.
وأشار فرسخ، إلى أن دولة الإمارات تعد البوابة الرئيسة لنفاذ المنتجات الأميركية إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتاً إلى أنه يتم تحفيز الشركات الأميركية الراغبة في تأسيس مكاتب ومقار لها في الإمارات لإدارة عملياتها في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أنه يجري العمل حالياً على تطوير العلاقات التجارية بين البلدين من خلال تعزيز التواصل بين المستثمرين في البلدين، بما يسهم في تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية، مع التركيز على قطاعات المنتجات الغذائية العضوية والرعاية الصحية والتكنولوجيا والتشييد والبناء والطيران، حيث تعد شركات الطيران الإماراتية من بين أكبر مشتري طائرات بوينج الأميركية في العالم.