بيروت (وكالات)
أعاد أفراد من الجيش والقوى الأمنية، أمس، فتح طرق أقدم متظاهرون على قطعها بالعاصمة بيروت ومناطق أخرى بالبلاد إثر استمرار التحركات الاحتجاجية لليوم الأربعين على التوالي غداة تعرض المحتجين إلى اعتداءات من قبل موالين لـ«حزب الله» و«حركة أمل».
وذكرت غرفة التحكم المروري التابعة لوزارة الداخلية اللبنانية أن الطرق في مناطق (طرابلس) و(عكار) شمال لبنان و(البقاع) شرقاً و(صيدا) جنوباً تم قطعها إلى جانب قطع الطرق الرئيسة التي تربط بيروت بالشمال والجنوب والبقاع. وبدأت عمليات قطع الطرق منذ ساعات فجر أمس قبل أن يعود السير فيها إلى طبيعته بعد قيام الجيش والقوى الأمنية بفتحها أمام المارة.
وشهد جسر (الرينغ) في بيروت فجر أمس صدامات بين متظاهرين كانوا يقطعون الطريق وموالين لـ«حزب الله» و«حركة أمل» قاموا بحرق عدد من خيم المتظاهرين في ساحة (رياض الصلح) وسط بيروت القريبة من الجسر وتطور إلى صدام مع الجيش. واقدم مناصرو الحركتين على رشق المتظاهرين والقوى الأمنية بالحجارة وتكسير السيارات والأملاك الخاصة في الشوارع المتفرعة من ساحة (رياض الصلح) وجسر (الرينغ).
وكانت الاشتباكات قد بدأت عندما وصل قبل منتصف الليل الماضية عشرات الشبان إلى جسر الرينغ، حيث كان متظاهرون يقطعون الطريق، وأطلقوا هتافات مؤيدة للأمين العام لميليشيات «حزب الله» حسن نصرالله وحليفه رئيس حركة أمل ورئيس البرلمان نبيه بري. فرد المتظاهرون بهتافاتهم المعتادة «ثورة سلمية»، وأنشدوا النشيد الوطني. لكن التوتر تصاعد عندما بدأ القادمون يطلقون الشتائم ويهددون المتظاهرين أمام كاميرات محطات تلفزيونية محلية بقيت في بث مباشر على مدى أكثر من ثلاث ساعات.
وعلى الأثر، عملت وحدات من الجيش وقوى الأمن على تشكيل درع بشري للفصل بين الطرفين، لكن الاستفزازات من الجانبين تصاعدت. وألقى المهاجمون الحجارة على العسكريين والمتظاهرين والإعلاميين في المكان. وأفاد الدفاع المدني بنقل عشرة جرحى إلى مستشفيات المنطقة.
وعند الساعة الثالثة والنصف (01,30 ت غ) فجراً، نجحت القوى الأمنية في تفريق المتجمعين بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع.
وأظهرت صور التقطها مصورو وكالات أنباء وسائل إعلامية أخرى المكان وكأنه ساحة حرب مع حجارة متناثرة في كل مكان. كما أظهرت تقارير إعلامية عشرات السيارات والمحال التجارية التي تعرضت للتكسير والتخريب، مشيرة إلى أن المهاجمين حطموها. وسبق لأنصار «حزب الله» أن هاجموا خلال الأسابيع الماضية المتظاهرين في وسط العاصمة، لكنها المرة الأولى التي تحصل فيها مواجهة بهذا الحجم.
من جهة أخرى، استمرت التظاهرات الاحتجاجية في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية، وتجمع المعتصمون أمام عدد من الدوائر الرسمية والمصارف والمدارس والجامعات في (طرابلس) و(عكار) شمالي لبنان وفي (زحلة) ومناطق (البقاع) ودعوا إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة.
واستمرت الاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية أمس، لليوم الـ40 على التوالي، وتجدد قطع الطرقات منذ ليل أمس الأول الأحد، بعد دعوة للعصيان المدني للمطالبة بتشكيل «حكومة إنقاذ». وقطع متظاهرون أمس الاثنين طرقا عدة خصوصاً في منطقتي البقاع (شرق) وفي طرابلس وعكار شمالاً، وفي بيروت ومناطق شرقها، قبل أن يعيد الجيش فتح عدد منها.
وأعلن الجيش في بيان توقيف تسعة أشخاص فجراً في جل الديب شرق بيروت «أقدموا على قطع الطرق بواسطة كميات من الزجاج المكسور والزيت المحروق والمازوت». كما أوقف أربعة آخرون لقيامهم بأعمال شغب في منطقة الذوق القريبة، قبل أن يتم إخلاء سبيل ثلاثة منهم. وانتقد متظاهرون عدم تدخل قوات الأمن والجيش بشكل حاسم لوقف المظاهر الاستفزازية لمناصري «حزب الله» وحركة أمل، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي عنهما على الفور.
وبعد الاعتداء على المتظاهرين، دعا مجلس الأمن الدولي، أمس، في بيان، إلى الحفاظ على «الطابع السلمي للاحتجاجات» في لبنان. وتابع البيان الذي وافق عليه المجلس بالإجماع خلال اجتماع عادي حول لبنان أن الدول الأعضاء «تطلب من جميع الأطراف الفاعلة إجراء حوار وطني مكثف، والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات عن طريق تجنب العنف، واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي».