أحمد عاطف - شعبان بلال - عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أكد خبراء وسياسيون في لبنان أن اعتداء عناصر من «حزب الله» على المتظاهرين هو مقدمة لمخطط لتبني إجراءات عنيفة لحماية كياناتهم من السقوط بعد خسارة رهانهم على انتهاء الانتفاضة مع الوقت.
وقال مصطفى علوش، النائب السابق وعضو المكتب السياسي بتيار المستقبل: إن «حزب الله» كان يراهن على أن تقضي الانتفاضة على نفسها، من خلال التعب أو من خلال قيام عمل عنف بين المشاركين في الثورة، لكن الأمر طال ولم تصل الأمور إلى هذه المرحلة.
وأوضح علوش في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «حزب الله» أصبح في موقع يريد فيه إجهاض هذه الانتفاضة ولو بالقوة، وأن ما حدث هو مقدمة لما قد يفعلوه في حالة استمرار الانتفاضة، مؤكداً أنه يعتبر أن القضية الآن مسألة حياة أو موت بالنسبة له، ومستعد للجوء لأي إجراءات عنيفة أو غير عنيفة لحماية كيانه من السقوط.
وكشف مصدر مسؤول في الحكومة اللبنانية، عن أن ما حدث مُدبر بهدف التخفيف من الزخم الذي حصلت عليه الثورة بعد الاحتفال الحاشد في ساحة الشهداء في بيروت وكل ساحات المدن الكبرى وبعد إنجازات انتخابية حققتها الثورة في الانتخابات النقابية المهنية الأخيرة والتعاطف الشعبي والحياد الإيجابي للجيش.
وأوضح في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه من المعروف أن نقطة الضعف الكبيرة في لبنان هي الانقسام الطائفي.
ويرى محمود فقيه، القيادي في الحركة الشعبية، أن فرقاء السلطة السياسية في لبنان يعيشون في أزمة تكليف رئيس جديد وشكل الحكومة المرتقبة، وفي الوقت نفسه يحاولون فرض أجنداتهم من خلال الشارع.
وشدد فقيه على أن الاندساس بين صفوف الثورة أو مواجهتها بالعنف هو نوع من تصفية الحسابات بين الأحزاب من جهة، ومحاولة لإنهاء الحالة الثورية الهادفة لإقامة دولة قانون ومؤسسات، لافتاً إلى أن الاعتداء على المتظاهرين من قبل «حزب الله» كأنه يقول: في حال تقاعست القوى الأمنية في فتح الطرقات فنحن مكان الدولة ونفتحها بالقوة، وهذا يدل على الطرف الذي يسعى إلى إقحام الثورة في لعبة الشوارع.
وأوضح أيضاً أنه في المقابل عمدت الأحزاب المناوئة لـ«حزب الله» إلى استغلال الحادث وقطع مناصروها طرقات في أماكن نفوذها متنكرة بلباس الثوار، لافتاً إلى أن لبنان أمام مشهد يلخص صورة أحزاب السلطة فهم خصوم اليوم وشركاء الأمس في حكومة مستقيلة وهم يسعون كي يكونوا غدا شركاء في حكومة يرفض الشعب أن تكون حزبية بالأساس.