يوسف العربي (دبي)
أكد مسؤولون تنفيذيون في شركات إنتاج وتوزيع مواد ومستلزمات البناء، أن معرض «إكسبو 2020 دبي»، يشكل أكبر محفز للقطاع على مدار العامين 2019 و2020 نتيجة حرص المطورين على تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع، بهدف اللحاق بركب الفعالية العالمية التي تنطلق 20 أكتوبر من العام المقبل.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، على هامش معرض الخمسة الكبار الذي افتتحه أمس سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، إن أصحاب المشاريع قيد التنفيذ استفادوا من انخفاض أسعار مواد ومستلزمات البناء بنسب تتراوح بين 7% و12%، خلال عام 2019 مقارنة بعام 2017، متوقعين استقرار الأسعار بداية من العام المقبل.
تحفيز القطاع
وقال جوزف الشدياق مدير عام شركة الإمارات لأنظمة المباني الحديدية التابعة لـ «دبي للاستثمار»، إن بدء العد التنازلي لمعرض «إكسبو 2020» يحفز قطاع التشييد والبناء في الدولة، نظراً لزيادة وتيرة البناء بالمشاريع المرتبطة بالفعالية العالمية.
وأشار إلى انخفاض أسعار المواد الخام للحديد بنسبة 15% العام الجاري، ما أدى بدوره إلى تراجع أسعار المنتج النهائي بنسبة تقدر بنحو 7% مقارنة بعام 2018.
ولفت إلى أن المشاريع العقارية ومشاريع البنية التحتية قيد التنفيذ استفادت من تراجع أسعار المواد الخام للحديد المستخدم في تشييد المباني والأبراج الشاهقة ومحطات المترو والقطارات والمطارات والمستودعات وصالات العرض والمنشآت الخاصة بقطاع النفط والغاز.
وتوقع زيادة الطلب على الهياكل الحديدية في قطاع النفط والغاز بنسب تتراوح بين 30% عام 2020 نتيجة الزيادة المطردة لاستثمارات القطاع، لاسيما في منطقة الخليج وقارة أفريقيا.
ولفت إلى أن إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة يبلغ نحو 75 ألف طن متري سنوياً، من خلال المصنع المشيد في مجمع دبي للاستثمار على مساحة 150 ألف متر مربع، كما تصل الحصة السوقية للشركة في السوق المحلي إلى 15%.
ارتفاع الطلب
من جهته، أكد محمد حاجب مدير عام شركة الاتحاد لصناعة الأنابيب – أبوظبي، أن معرض «إكسبو 2020» شكل أحد أهم محركات ومحفزات النمو للصناعة خلال العام الحالي، متوقعاً زيادة الطلب المحلي خلال المرحلة المقبلة قرب انطلاق الفعالية العالمية.
وذكر أن مصنع الاتحاد لصناعة الأنابيب يصدر منتجاته إلى 35 دولة حول أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وإسبانيا.
وأشار حاجب إلى أن الطلب على منتجات المصنع تشهد زيادة مطردة، لاسيما على المنتجات المتعلقة بالبنية التحتية مثل الأنابيب التي يتراوح قطرها بين 2.5 متر و3 أمتار، حيث يعد مصنع الاتحاد المنتج الوحيد لها بالمنطقة.
وأضاف أن «الاتحاد لصناعة الأنابيب» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، تعتزم تنفيذ خطة توسعية لإضافة المزيد من خطوط الإنتاج إلى مصنعها الرئيس الذي يعمل حالياً بطاقة إنتاجية 100 ألف طن، كما تفتتح الشركة مصنع جديد لها في جمهورية مصر العربية بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 30 ألف طن.
اختبارات السلامة
من جانبه، قال صفدار بدامي، المدير الإداري لمجموعة المكرم إن الطلب على منتجات العزل الحراري التي تحمل شعار «صنع في الإمارات» شهدت استقراراً في الطلب على مدار العام الحالي على الرغم من التحديات الاقتصادية المرتبطة بأسعار النفط.
وأضاف أن المنتجات الإماراتية في مجال مستلزمات البناء تستفيد من نشاط حركة التصدير في الدولة، كما تستطيع هذه المنتجات التي تتمتع بجودة عالمية فائقة في النفاذ إلى العديد من الأسواق الخارجية. ولفت إلى إنتاج الشركة من منتج دولفين فاير ستوب سيليكون يتمتع بعزل ومقاومة الحرائق لساعات أطول وفي درجات حرارة أعلى.
ولفت إلى أن هذا المنتج الإماراتي حاز مؤخراً شهادة الاعتماد والجودة من قبل الدفاع المدني بالشارقة وشهادة الجودة من مختبر «Efectis» المتخصص في مجال اختبارات سلامة منتجات الحرائق، وهو أحد المختبرات العالمية المعتمدة التي تمنح شهادات الجودة والتدريب، بالإضافة إلى فحص ومراقبة سلامة المنتجات.
ولفت إلى أن معرض «إكسبو 2020 دبي»، يشكل أكبر محفز للقطاع على مدار العامين الجاري والمقبل نتيجة حرص المطورين على تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع قيد التنفيذ بهدف اللحاق بركب الفعالية العالمية.
مواصلة البناء
بدوره، قال أفين غدواني، الرئيس التنفيذي لشركة بي إن سي نتورك، إن قطاع مستلزمات التشييد والبناء في الدولة استفاد من مواصلة المطورين العقاريين لتنفيذ المشاريع وتسابقهم على استكمال وإنجاز المشاريع العقارية، على الرغم من هدوء الطلب.
ولفت إلى أن قرب انطلاق «إكسبو دبي 2020»، وتطور البنية التحتية، وتوافر البيئة المثالية للاستثمار، وممارسة الأعمال والحوافز والمسرعات الحكومية، عوامل فاعلة تضمن استمرار نمو قطاع.
وقال: تستفيد القطاعات الاقتصادية بشكل عام على مدار السنوات المقبلة وبشكل غير مباشر من الحملة التسويقية الضخمة المرتبطة بإكسبو في وضع دبي على الخارطة العالمية، لاسيما مع اعتزام دبي استضافة دورة استثنائية مستندة إلى خبراتها المتراكمة في مجال تنظيم الفعاليات العالمية.
2390 عارضاً يقدمون 20 ألف منتج من 66 دولة
يشارك في الدورة الأربعين من معرض الخمسة الكبار «The Big 5» بمركز دبي التجاري العالمي 2390 عارضاً من 66 دولة لعرض 20 ألف منتج وحل بناء، وسط توقعات باستقطاب 68 ألف زائر من 130 دولة على مدار الأيام الأربعة للمعرض.
ويغطي معرض The Big 5 للمرة الأولى في تاريخه دورة الإنشاءات الكاملة من خلال ستة معارض متخصّصة أخرى، وهي معرض The Big 5 Heavy، ومعرض Middle East Concrete، ومعرض HVAC R Expo، ومعرض Middle East Stone، ومعرض The Big 5 Solar، ومعرض Urban Design & Landscape Expo.
وقالت جوزين هيمانز، نائب الرئيس لفعاليات الإنشاءات في شركة دي إم جي إيفنتس: «في إطار فعاليات تعكس النمو المذهل لدولة الإمارات والمنطقة ككل، تطوّر معرض الخمسة الكبار على مر السنين ليصبح مركزا عالميا لأوساط الإنشاءات بأكملها».
وأضافت: «في ظل مشهد اقتصادي آخذ في التحوّل، يعتبر الابتكار والتقنية ورؤى السوق والتواصل واكتساب المعرفة من بين العوامل اللازمة للحفاظ على التنافسية. وأصبح مهما الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتلاقى أطراف الصناعة وتتصدى للتحديات الراهنة وتشكّل استراتيجيات المستقبل». إلى ذلك، كشف تقرير حديث أعدته شركة ميد بروجكتس ونشره معرض الخمسة الكبار أن قيمة المشاريع المستقبلية المخطط لتنفيذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجاوز 3.7 تريليون دولار، مع إرساء عقود تفوق قيمتها 800 مليار دولار على مدار الأعوام العشرة الماضية. وتشكّل المشاريع الإنشائية وحدها 2.4 تريليون دولار، وفقًا للتقرير.
ولاحظ أن 59% من هذه المشاريع الإنشائية المقبلة مخصّصة للمباني المتعددة الاستخدامات، تليها البنية التحتية (21%)، والشقق والمنازل والفيلات (7%)، والمطارات والموانئ ومحطات السكك الحديدية (6%)، والنسبة الباقية للفنادق والمنتجعات والمستشفيات والعيادات والمرافق الحكومية والمكاتب الإدارية. وتحت مظلة معرض الخمسة الكبار، بدأت الدورة الافتتاحية من منتدى الرؤساء التنفيذيين بحلقات نقاش حول آخر المستجدات في مجال الإنشاءات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأوجه التآزر بين مختلف الأطراف المعنية بالمجال، ومستقبل الإنشاءات.
وتم أيضا الكشف عن تقرير حصري أمام المنتدى، وهو «تقرير واقع وأصداء قطاع البناء» الذي يتناول الاتجاهات والفرص والتحديات الحالية والمقبلة التي يواجهها الأطراف المعنية بالمجال.
وركّزت مناقشات اليوم الافتتاحي على مواضيع من قبيل الموجة الجديدة من التقنيات التي تحدث نقلة نوعية في سوق الإنشاءات المسبقة الصنع والمعيارية، ونمذجة الهندسة الميكانيكية والكهربائية والصحية، إلى جانب دور التصميم في الإنشاءات الجاهزة والمعيارية، وغير ذلك.