السيد حسن (الفجيرة)

تمضي إمارة الفجيرة، عبر أعوام الاتحاد الـ48 قدماً في طريق النهضة والتطور في المجالات كافة، انطلاقاً من البر بصحرائه المتنوعة وجباله الشاهقة والبحر وبمكوناته العديدة، وفي الإمارة كلها على نفس وتيرة تقدم مستمرة تسير باستقرار ونمو وتطور، إذ يعيش سكانها اليوم الذين يتجاوز عددهم 243 ألف نسمة - بحسب آخر إحصاء لعام 2018- بطمأنينة ورفاهية وسعادة بعد أن شيدت الدولة فيها بعد قيام الاتحاد، البنية التحتية، وشيدت المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والمساكن، وكل ذلك وفق أرقى المعايير الدولية، وجعلت العيش الكريم والرفاهية والسعادة العنوان الأبرز لحياة المواطنين.
وتنقل «الاتحاد» اليوم تعابير الفرح باليوم الوطني الـ48 للدولة من الإمارات السبع، انطلاقاً من إمارة الفجيرة لمدة سبعة أيام متتالية على مستوى الدولة، ضمن تغطيات نوعية وسرد لأهم المنجزات والتطورات السريعة التي تشهدها الإمارة، وكذلك لنقل احتفاء السكان وفرحهم باليوم الوطني.
فمنذ الزيارة الأولى للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» لأرض الفجيرة، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الإمارة، حيث أمر بتشييد مساكن للمواطنين وميناء بحري وآخر جوي، وبناء أول مستشفى فيها وفي دبا، كما أمر بتشييد المدارس والجامعات والمعاهد، وبدأت الحياة في الفجيرة بعدها تتغير وتسير نحو المستقبل باطمئنان، حتى أصبحت الآن من الإمارات الرائدة في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والإعلامية والثقافية كافة.

مساكن المواطنين
وبفضل التوجهات الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، تحول نمط العيش، إذ أصبحت المساكن تبنى وفق أرقى النظم والمعايير العالمية، حيث بنيت مجمعات البيوت الشعبية والفلل بأرقى المواصفات، وظلت القيادة الرشيدة على الدوام توجه ببناء البيوت الجديدة، التي تقدر بالآلاف بتكلفة تجاوزت الـ 5 مليارات درهم، وتعددت في مجمعات سكنية راقية كان آخرها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتشييد مدينة محمد بن زايد في منطقة الحيل السكنية بالفجيرة وتضم 1200 فيلا، كما تم على مدى السنوات الماضية إقامة العديد من المجمعات السكنية التي تبدأ من 100 إلى 200 بيت كما في القرية والبدية والطيبة والخليبية والرغيلات والفصيل والبثنة والسيجي وقدفع ومربح وغيرها من المناطق في الفجيرة، وتحققت منذ قيام الاتحاد إنجازات عديدة في ملف الإسكان في الإمارة، الذي كان من ثماره أن يعيش أبناء الفجيرة الآن في استقرار أسري وحياة كريمة.

شبكة الطرق
وتوالت الإنجازات منذ قيام الاتحاد في إمارة الفجيرة، حيث وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع قيام الاتحاد بربط الفجيرة بالإمارات الأخرى وإقامة طريق الفجيرة - الشارقة الحالي ليحدث نقلة نوعية كبيرة على مستوى التواصل الاجتماعي والاقتصادي والحضاري، ثم توالت مشاريع البنية التحتية فشملت طريق الفجيرة -دبا وطريق مسافي -دبا وطريق الطويين -دبا وطريق حبحب -المنامة- الطويين، وطريق الشيخ خليفة الذي يعد طفرة في منظومة الطرق بالفجيرة، ثم طريق شارع يبسا الذي يعد مهماً للنقل والحركة من ميناء الفجيرة وخورفكان إلى الشارقة ودبي وأبوظبي دون المرور بمدينة الفجيرة، كما تم استحداث طرق جديدة في الفجيرة، وإعادة تأهيل وتعبيد العشرات من الطرق القديمة الداخلية والخارجية في الفجيرة، ولعل إعادة تأهيل شارع الشيخ حمد بن عبدالله بتكلفة 200 مليون درهم يعد من المشاريع التي تثبت حرص الدولة على إقامة منظومة طرق عالمية بكل المقاييس.

الصحة العامة
وتتابعت المشاريع الحضارية في الفجيرة واحداً تلو الآخر، حيث عملت القيادة الرشيدة على تطوير القطاع الصحي في الفجيرة فأنشأت مستشفى الفجيرة العام وقبلها بسنوات قليلة مستشفى دبا العام ثم مستشفى مسافي العام، والآن جارٍ تنفيذ أكبر مستشفى تخصصي في المنطقة الشرقية وهو مستشفى الشيخ خليفة التخصصي على كورنيش الفجيرة، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل قامت الدولة بتشييد المراكز الصحية ودور الرعاية الصحية في مختلف مناطق الفجيرة في الجبال والأودية كما في الطويين ووادي العبادلة ومربح وقدفع والسيجي وغيرها، وقد بلغ عدد المستشفيات الحكومية والخاصة الرئيسية 5 مستشفيات، وبلغ عدد المراكز الصحية في الفجيرة ما يزيد على 12 مركزاً صحياً، وغطت منظومة الضمان الصحي جميع المواطنين في الفجيرة، وأصبح بمقدور كل مواطن الآن أن يحصل على خدمات علاجية راقية وتوفير جميع الأدوية له، وقد قامت سياسة الدولة الصحية على قاعدة تشييد المشاريع وفق أرقى المواصفات والمعايير في القطاع الصحي.

المدارس والجامعات
واهتمت الدولة منذ بداية الاتحاد بتشييد المدارس في الفجيرة، إيماناً منها بأن التعليم هو سر التقدم وأن نهضة الأمم تبدأ من التعليم الجيد، فتم إنشاء المدارس التي بلغ عددها حالياً 66 مدرسة حكومية وخاصة يتلقى فيها 43 ألف طالب وطالبة تعليمهم قبل الجامعي، كما يبلغ عدد المعاهد والجامعات في الفجيرة ما يزيد على 8 جامعات ومعاهد تخصصية في شتى مجالات العلم التطبيقي والنظري.
كما استطاع عدد كبير من طلاب الفجيرة استكمال تعليمهم ما بعد الجامعي وحصلوا على شهادات الماجستير والدكتوراه في كافة فروع العلم.
وحققت الفجيرة تقدماً كبيراً في تشييد المساجد والجوامع الكبيرة، وبتوجيهات من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تم قبل سنوات افتتاح ثاني أكبر مسجد في الفجيرة وهو مسجد الشيخ زايد الذي يستوعب ما يزيد على 32 ألف مصلٍ وقد بلغت تكلفته 237 مليون درهم.

بناء ونماء وتقدم
ساهم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة في دفع عجلة التنمية في الإمارة، وخلق شراكات ناجحة مع حكومة أبوظبي وكيانات اقتصادية عالمية، وكان آخرها مع شركة أدنوك في مجال تصدير نفط أبوظبي عبر الميناء البترولي للفجيرة.
وشهدت الإمارة تغيرات جذرية على طريق البناء والنماء والتقدم منذ قيام الاتحاد، حيث تابع سموه مراحل إنجاز المشاريع الكبرى في الإمارة، ومنها طريق الشيخ خليفة، وحالياً مدينة محمد بن زايد ومستشفى خليفة التخصصي، ولا يدخر سموه جهداً في متابعة كافة مشاريع الإسكان في جميع المناطق، حرصاً منه على راحة واستقرار الأسر المواطنة في أنحاء الإمارة. وكان لحكومة الفجيرة دور بارز في تحقيق النهضة الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية والثقافية عندما برزت على المستوى العالمي في محافل ثقافية وفنية.

مـوانـــئ الفجيــــــرة
لقد دعمت الدولة منذ قيام الاتحاد النشاط الاقتصادي في الفجيرة، حيث وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بتشييد ميناءي الفجيرة البحري والجوي ليكونا نواة اقتصادية فاعلة للإمارة ويكونا منفذاً لدولة الإمارات على بحر عُمان.
ومع تدشين خط حبشان أبوظبي وتصدير ما يوازي 70% من بترول أبوظبي من ميناء الفجيرة البترولي، اكتسى الميناء أهمية دولية كبيرة، وزاد الإقبال عليه بشكل كبير، ما ساهم في دعم اقتصاد الإمارة، ولا زال دعم حكومة أبوظبي والدولة لموانئ الفجيرة مستمراً بتطويرها وإعادة تأهيلها لتواكب النهضة التي تشهدها الدولة في هذا القطاع الحيوي. هذا ولا تزال الدولة تدعم الإنجازات الاقتصادية المتحققة في إمارة الفجيرة في كافة القطاعات من خلال الوزارات الاتحادية التي لا تألو جهداً في تشييد المشاريع الكبرى لخدمة الوطن والمواطنين في كافة مدن ومناطق الفجيرة.