ناصر الجابري (أبوظبي)

توقعت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني الـ48، حضور أكثر من 20 ألف شخص للاحتفال الذي يقام في مدينة زايد الرياضية بأبوظبي، يوم الثاني من ديسمبر، تحت عنوان «إرث الأولين»، بتواجد 5 آلاف مشارك من 65 دولة لإنتاج العرض الذي تصل مدته الإجمالية إلى نحو 50 دقيقة.
وقال سعيد السويدي، عضو اللجنة المنظمة للاحتفال في حوار لـ«الاتحاد»: سيحتفي الاحتفال بالقيم المتجذرة في مجتمع الإمارات وشعبها من خلال 7 قصص سيتم سردها عبر ضوء القمر، حيث تبرز هذه القصص القيم النبيلة لشعب دولة الإمارات، والتي شكلت جزءاً من تاريخها المجيد واللبنة الأولى لمستقبلها المشرق، فهي قصص عن الشجاعة والكبرياء والشرف والإيمان، إضافة لكونها قصصاً عن عظمة الآباء والأجداد ومؤسسي الاتحاد الذين نرسم بإرثهم ملامح وفضاءات المستقبل المشرق.
وأضاف السويدي: يشمل الاحتفال الرسمي استعراضاً استثنائياً غير مسبوق ومختلفاً يوظف أحدث التقنيات والمؤثرات السمعية والبصرية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، استذكاراً للقيم والمبادئ والخصال الحميدة التي نشأ عليها الذين صنعوا تاريخ الوطن ووضعوا أسس مجده وعزته، وتكريساً لرسائل الوطن النبيلة التي لطالما توارثتها الأجيال، لافتاً إلى أن القصص التي سيتم تضمينها خلال الاحتفالية مستوحاة من وثائق وحوارات شفهية مع عدد من كبار المواطنين، حيث تم وضع هذه القصص ضمن قالب مسرحي.
وأشار إلى أن أبرز محاور العمل الفني تتمثل في حكاية العرض لسيرة شعب ورث الصبر والعزيمة والإصرار عن أجداده وأورثه أحفاده، وهو الشعب البطل والمقدام والمتوحد تحت راية الوطن، إضافة إلى سرد قصص تنسج ملامح الشخصية الإماراتية المتفردة، لافتاً إلى أن عرض «إرث الأولين» يعد عرضاً يختلف عن الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني خلال السنوات السابقة، حيث يعد أكبر إنتاج مسرحي في تاريخ الإمارات لإرث الوطن، بما يتضمنه من استعراض للإرث والقيم في قالب مسرحي.
وأوضح أن العرض سيشهد ظهور 900 عارض محترف ومتطوع من 40 دولة على المنصة الرئيسية، حيث استغرق المشاركون نحو 1700 ساعة عمل في التدريبات لتقديم تجربة مسرحية متميزة للحضور، انطلاقاً من أهمية الإعداد والتدريب المسبق في الوصول إلى أعلى قدر من الأداء الذي يتناسب مع ضخامة الحدث المرتقب، كما يشهد الاحتفال مشاركة 8 ملحنين، والذين عملوا على تأليف المقطوعة الرئيسية للعرض، وسيشارك 80 عازفاً، بما في ذلك الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية في أداء المقطوعة التي ستصاحب العرض، كما سيتم استخدام 250 مكبر صوت حديثاً تتصل فيما بينها باستخدام 12 كيلومتراً من الكابلات لتعزيز التجربة السمعية للحضور.
ولفت إلى أن الاحتفالية ستشهد تسجيل مجموعة من الأرقام القياسية من حيث ضخامة التجهيزات اللوجستية والإعدادات الفنية، من خلال قيام فرق العمل ببناء منصة بمساحة 10 آلاف متر مربع، ووجود 22 شاشة عرض عالية الدقة على ارتفاع 12 متراً بوزن 37 طناً والتي سيتم استخدامها إلى جانب 2500 وحدة إضاءة بتقنية «إل إي دي» وألف وحدة إضاءة أخرى لتقديم العروض البصرية المذهلة خلال العرض ضمن منصة الاحتفال.
وأشار السويدي إلى أن تذاكر حضور الاحتفال تتوفر عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للفعالية أو عبر الاتصال بالرقم 80086823، حيث أتاحت اللجنة المجال لجميع الشرائح المجتمعية من مواطنين ومقيمين لحضور الفعالية، إضافة إلى إمكانية حضور زوار الدولة خلال فترة الاحتفالات باليوم الوطني، لافتاً إلى بدء الإقبال من قبل الجمهور خلال الأيام الماضية لحضور الاحتفالية، بما يبرز أهمية الحجز المبكر للحصول على إمكانية الحضور ومشاهدة العرض التاريخي في اليوم الوطني.
وبين أن توقيت فتح الأبواب سيكون في الساعة الرابعة عصراً ويستمر حتى الساعة السادسة والنصف مساء، حيث يبدأ العرض بعد ذلك بفترة وجيزة، بينما يتعين على جميع الحضور الذهاب إلى موقع خدمة «صف وتنقل» المحددة في تذكرة الدخول سواء في مواقف جامع الشيخ زايد أو في مواقف أرض المعارض وفقاً للمحدد في التذكرة، موضحاً أنه لا يسمح بإيقاف السيارات في مدينة زايد، وتم توفير حافلات نقل مجانية بالتعاون مع دائرة النقل إلى موقع الفعالية كل 15 دقيقة بين الساعة 3 و45 دقيقة وحتى السادسة مساء.
ورداً على سؤال حول التجهيزات لاستقبال أصحاب الهمم، أوضح السويدي أن اللجنة وفرت تسهيلات لأصحاب الهمم عبر وجود المرافق والخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم، كما يمكن لكبار المواطنين وأصحاب الهمم الحصول على التذاكر مجاناً عن طريق إبراز بطاقة الهوية وحجزها عبر رقم الاتصال 80086823، إلا أنه من المهم المسارعة في الحجز المبكر للتمكن من التواجد في الفعالية، كما يمكن للأطفال بعمر السنتين أو أقل ممن لا يحتاجون لمقعد خاص، دخول موقع الفعالية بدون تذكرة.
وحول دور المتطوعين لإنجاح الحدث، قال السويدي: لعب المتطوعون دوراً مهماً في الترتيب للفعالية، انطلاقاً من رغبتهم في التعبير عن فخرهم بالانتماء والعيش على أرض دولة الإمارات، حيث تبلغ نسبة المتطوعين الإماراتيين المشاركين في الفعالية 90%، وسيتولون مسؤولية مساعدة الحضور في الوصول لمقاعدهم وتزويد الحضور بمختلف الإرشادات وتقديم الخدمات لأصحاب الهمم واستلام الأمانات. وأضاف: تهدف المبادرة بمنح الفرصة للمتطوعين من أصحاب المؤهلات والاختصاصات المختلفة، لدمجهم وإكسابهم الخبرة في مجال تنظيم الفعاليات الكبرى، ودعماً لهم في الممارسة الفعلية للعمل التطوعي الوطني، حيث يسهم المتطوعون في تقديم الدعم خلال الفعالية، وتقديم صورة مشرفة عن أبناء وبنات الإمارات الراغبين في خدمة وطنهم والفعاليات المقامة في أرضه، وهو ما تجسد عبر النجاح اللافت للفعاليات الوطنية بمشاركتهم.