مصطفى عبدالعظيم (دبي)
تستضيف الإمارات اليوم منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات لعام 2018، بمشاركة أكثر من 2000 شخص من قادة البيانات من أكثر من 100 دولة، لرسم خريطة جديدة لمستقبل البيانات ودورها في تحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030، وإطلاق مبادرات جديدة وتحديد آليات لزيادة التمويل والدعم للحصول على بيانات أفضل للتنمية المستدامة.
وتوقع رئيس الشعبة الإحصائية في الأمم المتحدة، ستيفاني شوانفيست، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للإعلان عن أجندة المنتدى، أن يخرج المنتدى في دورته الثانية، بحلول عملية لمعالجة التحديات التي يواجهها قطاع الإحصاء والبيانات في مختلف دول العالم، وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق العالمي، وكذلك مسألة التمويل، لافتاً إلى أن معالجة هذه التحديات من شأنها أن تفعل دور البيانات المحوري في تسهيل الوصول إلى تحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030.
من جهته، توقع عبد الله ناصر لوتاه، مدير عام الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، ورئيس اللجنة المنظمة لمنتدى الأمم المتحدة للبيانات العالمي 2018،أن يشكل المنتدى نقطة تحول فارقة في تاريخ منظومة البيانات والإحصاءات العالمية، ويزيد من فعاليتها في المستقبل مع تزايد دورها في عصر الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن دولة الإمارات ومن خلال استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي ترى في البيانات الأداة الأساسية للتحول والازدهار، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بأكثر من 90 مليار دولار في ناتج الإمارات بحلول 2031.
وأضاف لوتاه أن حكومة الإمارات تسخر كل جهودها لإنجاح هذا المنتدى العالمي، وذلك منذ اللحظة الأولى للإعلان عن فوز الإمارات باستضافة الحدث، لافتاً إلى أن أكثر من 300 شخص من الإمارات يعملون منذ نحو 6 أشهر للإعداد والتنظيم، ليخرج بالمكانة التي تليق بدولة الإمارات ولئن تكون هذه الدورة نموذجاً يُحتذى به في توثيق أطر التعاون الدولي البنّاء للعمل على توفير إطار عمل عالمي مشترك، يعزز الاستفادة المثلى من التقنيات والبيانات لتحقيق مخططات التنمية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وصولاً لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030».
وأكد لوتاه أن الإمارات حققت تقدماً مهماً في توظيف التكنولوجيا الحديثة لتأسيس قاعدة بيانات تكون ركيزة أساسية في وضع الرؤى الاستراتيجية التي من شأنها المساهمة في تحقيق مستهدفات التنمية على المستويات المحلية، وتعزيز مكانة الدولة الرائدة بدعم جهود الأهداف الإنمائية العالمية». وأشار إلى أن المنتدى سيشهد توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين دولة الإمارات والعديد من الحكومات والمؤسسات الدولية في مجال الإحصاء والبيانات، لافتاً إلى أن اللقاءات بدأت حتى قبل موعد المنتدى فور وصول الوفود.
وسيقوم المنتدى بإطلاق أو طرح عدد من الحلول العملية، بما في ذلك استخدام مصادر البيانات غير التقليدية مثل الهاتف المحمول والسجلات المصرفية، وسائل التواصل الاجتماعي، مراقبة الأرض والبيانات الجغرافية المكانية. وتشمل المشاريع التي سيتم عرضها استخدام صور عالية الدقة من الأقمار الصناعية لرسم خريطة للفقر وقياس خصوبة التربة وتحسين الإنتاجية الزراعية. ستنظر بعض الجلسات في فوائد ومخاطر استخدام مصادر بيانات جديدة للمصلحة العامة، بما في ذلك مسائل خصوصية البيانات والحوكمة.
وتشمل القضايا الأخرى التي يتعين فحصها في المنتدى، الحاجة إلى البيانات المفتوحة وكيفية تيسير تبادل البيانات وتكامل مصادر البيانات الجديدة في الإحصاءات الرسمية. وتركز عدة مبادرات على كيفية تحسين تعداد الأقليات والفئات الضعيفة وتحسين البيانات المتعلقة بالنوع الاجتماعي.