محمود إسماعيل بدر (أبوظبي)

الفنان الإماراتي عبد الله مسعود الذي دخل ميدان العمل المسرحي عام 1989، والعائد لتوّه من مهرجان المسرح العربي الـ 12 الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في العاصمة الأردنية، صاحب تجربة فنّية عريضة ومتنوعة، تتوزع بين الكتابة والتمثيل، في حين يعدّه البعض خير سفير للمسرح الإماراتي في المهرجانات العربية والدولية، علاوة على مشاركاته في كل مهرجانات المسرح الوطنية، وهو صاحب رؤية خاصة، تتجسد بعض ملامحها في حديثه لـ«الاتحاد».
يرى مسعود أن دور الفنان يتمثل في «هدم السائد وإعادة ترتيبه من جديد، وخلق حركة جمالية مفتوحة قادرة على تحريك المجتمع ودفعه إلى الجدل بمفهومه الإيجابي». وعن آخر انشغالاته يقول: «أشارك حالياً، كممثل، في فيلم بعنوان «خورفكان» من إنتاج مؤسسة الشارقة للإعلام، ويتناول مرحلة الاحتلال البرتغالي للإمارات، وما حدث من صراعات، ويجسد البطولات في مواجهة المحتل».
وحول أهمية أن تعتني السينما الإماراتية بإنجاز أفلام كهذه، قال مسعود: إنّ إنتاج فيلم وطني ملحمي نابع من قضايانا المحلّية والأحداث التاريخية ويضم نخبة من نجوم الفن الإماراتي، يؤسس لسينما نوعية وجادة وبمواصفات عالمية، فيما يمثل لي هذا العمل نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، لأنني بطبيعتي، كمسرحي، أحب السينما وصناعتها، فهي الفن الأقرب للمشاهد في كل المراحل الحياتية.
ويرى مسعود أن المشهد السينمائي الإماراتي، وصل إلى مرحلة متقدمة أوصلت صنّاعه إلى أرفع مهرجانات السينما العالمية، رغم أن هناك ضعفاً في السيناريوهات، واستعجالاً في الاشتغال، لكننا متفائلون بالمستقبل، ونسير نحو سينما محلّية خالصة ومنافسة بقوة، في ظل ما يلقاه السينمائيون من دعم رسمي لا محدود.
من السينما إلى الخشبة، يجد مسعود ضالة المسرحيين الإماراتيين في مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي قدمت وما زالت بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كل الرعاية وفضاءات حرية التعبير للمسرحيين الإماراتيين، فالمهرجان خير مظلة لتطوير رسالة المسرح وتعزيز مفهوم حوار التجارب.
وحول ما يثار في مثل هذه الاحتفاليات عن أزمات المسرح، يقول: هناك أزمة مسرح وليس أزمة نص، بل أزمة في العلاقة القائمة بين المسرحيين أنفسهم، هنالك أزمة في التلقي، وهناك محاولة دائماً للإقصاء، إنّ أهم ما في المسرح أّنه دعوة لاحتفال جمعي وجماعي، وبناؤه يتطلب محبة صارخة ونزوعاً إلى الأمثل، ونأمل أن يكون لدينا أكثر من مهرجان مسرحي يشارك في التطوير، وبناء تقاليد مسرحية حقيقية، بعيداً عن المنافع الشخصية.أضاف مسعود حول تقييمه للمشهد المسرحي المحلي: حركتنا المسرحية جادة وأصيلة وذات هوية خاصة، لأنها استطاعت في مرحلة من مراحل تكوينها أن تنصت للجدل الفكري والثقافي، وأن تتوسع عمودياً، وأن تستقطب الخبرات في المجالات المتعددة للعملية المسرحية، بما جعل المسرح بالفعل القلب النّابض في الحياة الفكرية والثقافية في الإمارات.