المنامة (وكالات)
أكد قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي، أمس، أن نحو 500 جندي أميركي ما زالوا في شرق سوريا للتصدي لعمليات تنظيم «داعش»، المتوقع أن تتصاعد في الأيام المقبلة، فيما انتقدت وزيرة الجيوش الفرنسية، ما وصفته بـ«تراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط»، معتبرة «أن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا خط أحمر بالنسبة لفرنسا».
وقال الجنرال ماكنزي: «إن من المتوقع أن يستأنف الجنود الأميركيون في شرق سوريا العمليات ضد داعش في الأيام والأسابيع المقبلة».
وفقد التنظيم الإرهابي جميع الأراضي تقريباً، التي كان يسيطر عليها في سوريا وقتلت القوات الأميركية زعيمه أبوبكر البغدادي الشهر الماضي، لكن التنظيم الذي سيطر في وقت من الأوقات على ثلث سوريا والعراق المجاور ما زال يمثل خطراً.
وقال ماكنزي للصحفيين على هامش قمة حوار المنامة الأمني في البحرين: «الآن لدي نحو 500 فرد أميركي بشكل عام شرقي نهر الفرات وإلى الشرق من دير الزور حتى الحسكة، في الشمال الشرقي حتى أقصى شمال شرق سوريا».
وأضاف: «تنصرف نيتنا إلى البقاء في هذا الوضع والعمل مع شركائنا من قوات سوريا الديمقراطية، لمواصلة عملياتنا ضد داعش حتى آخر وادي نهر الفرات حيث توجد هذه الأهداف».
إلى ذلك، أعربت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي، أمس، عن قلقها من تبعات ما اعتبرته تراجعاً «تدريجياً ومتعمداً» للدور الأميركي في الشرق الأوسط، محذّرة في الوقت نفسه من احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة جديدة في سوريا.
وقالت بارلي في خطاب خلال مؤتمر «حوار المنامة» السنوي: «رأينا عدم انخراط أميركياً تدريجياً متعمّداً»، مضيفة أن هذه السياسة «كانت مطروحة على الورق» لفترة من الوقت، لكنّها أصبحت أكثر وضوحاً مؤخراً.
وأضافت: «عندما مضى تلغيم سفن دون رد، وأُسقطت الطائرة من دون طيار، وعندما حدث ذلك من دون رد، قُصفت منشآت نفطية رئيسة، أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار؟».
وتابعت بارلي: «إن المنطقة معتادة على انحسار ثم تزايد التدخل الأميركي، لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر خطورة».
ورأت الوزيرة أنّ التراجع الأميركي يمضي ضمن «مسار بطيء»، مذكّرة بمرور حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى مرافقة لها الأسبوع الماضي في مضيق هرمز الاستراتيجي.
وقالت: «لكن الاتجاه واضح، كما أعتقد، بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة».
وفي استعراض للقوة، عبرت حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والمجموعة المرافقة لها، يوم الثلاثاء الماضي، المضيق الاستراتيجي.
وبحسب وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون»، يعود آخر عبور لحاملة طائرات أميركية لمضيق هرمز إلى أبريل.
وفي خطابها، تحدّثت بارلي أيضاً عن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة جديدة في سوريا، واعتبرت أن هذا الموضوع «خط أحمر» بالنسبة لفرنسا.
وقالت: «نعم هناك خطر حدوث ذلك وعندما تنظر إلى محافظة إدلب فهناك خطر كبير، وأنا مقتنعة بأنه إذا تم استخدام هذه الأسلحة مرة أخرى، فإن فرنسا ستكون مستعدة للرد».
وتطرقت بارلي إلى التوترات حيال حلف شمال الأطلسي «ناتو»، معتبرة أنه يظل حجر الزاوية للأمن في أوروبا، لكن «حان الوقت للانتقال من الموت السريري إلى التخطيط».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثار جدلاً في وقت سابق من هذا الشهر عندما قال: «إنه يعتقد أن الناتو مات سريرياً»، معرباً عن أسفه لعدم التنسيق بين أوروبا والولايات المتحدة، وذلك في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست.
وذكرت بارلي أنّ قمة الحلف في لندن في ديسمبر المقبل سيتخلّلها اقتراحات «للتفكير في مستقبل الناتو».