أنطوان معلوف يصدر «إشكالية الأوبرا» عن الهيئة العربية للمسرح
صدرت مؤخراً عن منشورات الهيئة العربية للمسرح بالشارقة دراسة جديدة حملت عنوان “مارون النقاش – إشكالية الأوبرا في نشأة المسرحية العربية” من تأليف الباحث اللبناني أنطوان معلوف في 102 صفحة من القطع المتوسطة.
تحاول الدراسة أن تتصدى لسؤال من هذا النوع: هل كانت مسرحية البخيل التي قدّمها مارون النقاش (1817 – 1855) عام 1847 في بيروت أول أوبرا عربية ليكون بذلك رائدا للأوبرا العربية وليس للمسرح العربي فحسب؟
وهنا يستعرض الباحث أنطوان معلوف سيرة النقاش بالتوازي بين أفكاره التنويرية إجمالا ومحولاته لإنشاء مسرح عربي وفرقة مسرحية جاءت متأثرة إلى حدّ بعيد بالمسرح الفرنسي آنذاك، ثم يدرس البنية الفنية لبعض الأعمال المسرحية التي قدمها النقاش أثناء حياته الفنية القصيرة، وما تضمنته من ما بات يُعرف لاحقا بالمسرح الشعري وليس ذلك فحسب بل “ما أخذه عن المسرح الغربي من طريقة تقطيع المسرحية إلى فصول والفصول إلى مشاهد سمّاها أجزاء، فهو أول من سمّى الفصل في المسرحية فصلا، وقد جعل البخيل خمسة فصول، وكلا من المسرحيتين ثلاثة فصول”. بحسب ما ينقل معلوف عن أحد مراجيعه.
ثم يدرس الباحث فن الأوبرا في مصادرها الغربية الكلاسيكية وغير الكلاسيكية فرأى أن البخيل كما قدمها النقاش “تملك من مقومات الأوبرا: الشعر الدرامي الذي يضطرب كلاما ما بين حوار وسرد ومناجاة “مونولوغ”؛ والعمل الدرامي الذي يتوتّر جريا إلى حلّ عقدة؛ وختام، والكلام الملحَّن كله لا بعضه؛ ولكن البخيل هزلية وليست مأساوية، شأن ما هي عليه الأوبرا، وهذا هو الفارق الرئيس بينهما وهو حاسم لا جدال فيه فيجعل من البخيل صنيعا غير الأوبرا “الجادة”، أي أن هذا الفارق يجعل أوبرا النقاش تختلف عن المعايير الغربية آنذاك بميلها إلى الهزلي الأمر الذي كان مرفوضا في تلك المرحلة التي قدم خلالها النقاش بخيله لكنه بات الآن أمرا ليس بذي شأن أبدا.
وتلي الإجابة عن السؤال المطروح دراستين متشابكتين في أعمال النقاش الأخرى: رواية أبي الحسن المغفل أو هارون الرشيد “1850” ورواية الحسود السليط “1853”.
وقد تضمن الكاتب ثلاثة فصول: الخيل، مسرحية مارون النقاش من الأوبرا – بوفّا إلى الملهاة، والعمل الدرامي في مسرح مارون النقاش، واللغة في مسرح مارون النقاش.
المصدر: الشارقة