خولة علي (دبي)
الحديقة القرآنية.. بيئة مليئة بالعظات والعبر والفوائد، نتطلع من خلالها على الإعجاز العلمي واللغوي والأخلاقي والتاريخي في كل قصة نبحر فيها، لنستلهم عظمة الخالق عز وجل، ففي كل محطة من محطاتها، تشكل معلماً دينياً وتاريخياً وثقافياً، يزخر بالكثير من المعلومات العلمية التي جاء بها القرآن الكريم، كي يثبت الكثير من الحقائق العلمية من حولنا.
في منطقة الخوانيج، تمتد الحديقة القرآنية، أحدث المشاريع التي افتتحتها بلدية دبي، على مساحة 600 متر مربع، لتقدم نموذجاً تعليمياً وتطبيقياً وعملياً، وتفصيلاً هندسياً حول كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من معجزات، وما أشير فيه من نباتات وأشجار، في خطوة مهمة للتعريف بمكنون الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى قيم التسامح والمحبة والسلام، ويحفز على التفكر والبحث والعلم، لتؤكد مدى عمق ارتباط الإسلام بالعلوم والتطور، الأمر الذي يجعل كل زائر يخرج بفكرة وافية عن الرسالة المحمدية والدين الإسلامي، وما فيه من مواقف وأحداث وقضايا تلهم البشرية جمعاء.
عصري وفريد
وهذا النمط من الحدائق المبتكرة، والتي تجسد جوانب مهمة من قيمنا الدينية، ساهم بلا شك في إيصال معلومة ثرية، بطريقة موجزة وممتعة وشيقة، تناسب الأعمار كافة، ضمن مشروع ثقافي عصري، ينبثق من المنجز الحضاري والعلمي للإسلام، ويمتاز بتصاميمه الحديثة ومواصفاته العالمية، ومناظره الخضراء الخلابة.
ومن خلال ممرات، تتدلى على جوانبها النباتات والأشجار الوارفة، التي تعطي نوعاً من الهدوء والسكينة والطمأنينة، لكل متأمل لهذه الرحلة الروحانية في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، والمجسدة عبر ردهات وفراغات هذه الحديقة، يبزغ نور هذا المشروع الفريد المميز، ليكون وجهة مثالية لطلبة المدارس والجامعات والباحثين والجاليات الأجنبية، المنتمين لديانات وثقافات مختلفة، ممثلاً فرصة ثمينة للكثيرين، ليقرأوا الصور والمشاهد الحية التي تجسد عظمة القرآن الكريم، بما تحمله من دلالات علمية طبية، تبرهن على عظمة هذا الدين، الذي يختزن الكثير من العلوم والمعرفة المفيدة للبشرية.
بيت زجاجي
ويشاهد الزوار لحظة دخولهم، البيت الزجاجي بتصميمه المعماري المتميز في أعلى نقطة من الحديقة، وهذا البيت تم تصميمه وفق نظام علمي، يراعي الظروف المثالية للبيئة النباتية، حيث يحتضن النباتات المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويضم 12 بستاناً لتلك الأشجار والنباتات التي يصل عددها إلى 51 نوعاً، منها: «الموز والرمان والزيتون والبطيخ والعنب والتين والثوم والكراث والبصل والذرة والعدس والقمح وحبة البركة والزنجبيل والتمر هندي والريحان والقرع والخيار» وغيرها.
هذه البيئة المثالية الغنية روعي فيها طبيعة النباتات، بحيث تزهر وتنمو بشكل جيد، وتجعل الزائر يخوض تفاصيل هذه الواحة بكل متعة وراحة، ليتعرف على مخزونها، متأملاً حقيقة هذه النباتات التي ذكرت في القرآن الكريم، وما تتمتع به من أسرار تسهم في التدواي والعلاج، وشرح الكثير من المعاني، والإعجاز الذي احتواه القرآن والسنة النبوية في المجالات العلمية والطبية.
«كهف المعجزات»
ويُعد «كهف المعجزات»، من أهم أقسام الحديقة القرآنية، ويشمل جميع معجزات الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم، ويحتوي على 7 معجزات للأنبياء ذكرت في القرآن الكريم، يتم عرضها عن طريق شاشات تفاعلية (3D mapping، Hologram)، ضمن تقنيات حديثة في مجال العرض، تُستخدم فيها المؤثرات الصوتية باللغتين العربية والإنجليزية، وتضم الحديقة عدة شاشات في جميع البساتين، لعرض معلومات عن كافة أنواع النباتات والأشجار، وفوائد استخداماتها في الغذاء والطب، بالإضافة إلى الآيات والأحاديث الشريفة التي وردت فيها، فضلاً عن بركة مائية تجسد معجزة النبي موسى الخاصة بانفلاق البحر، وقصة غرق فرعون وجنوده التي ذُكرت في القرآن الكريم.
أدلة قرآنية
محمد أحمد (زائر)، قال: ساهمت هده الحديقة في تقديم العلوم المعرفية، التي تتجلى في القرآن الكريم بطريقة بسيطة وسهلة، تساعد الأطفال على فهم الإعجاز العلمي في القرآن، والتوقف عند النباتات والأشجار والتعرف على فوائدها العلاجية.
ويؤكد راشد عمر (زائر)، أن الحديقة القرآنية ساهمت في تعريف الثقافات والجنسيات الأخرى بحقيقة القرآن الكريم، وما فيه من تسامح، فهو دين يحث على العلم، ويدعو إلى الخير، ومكمل للديانات السماوية الأخرى، لتسنح الفرصة للجنسيات الأخرى أن تتعرف على ثقافتنا الدينية.
المرشد الذكي
يقدم المرشد الذكي الافتراضي من خلال تطبيق الحديقة القرآنية معلومات حول النباتات المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ويتم توظيف هذه الخدمة لتسهيل رحلة الزائر باستخدام وسيط تكنولوجي يواكب العصر بثمان لغات يعمل بنظام التسجيل الصوتي، وهي العربية، الإنجليزية، الصينية، الهندية، الروسية الإسبانية، الفرنسية، والإيطالية.