لأن الإمارات تأسست على قيم الخير والسلام والتآلف والمحبة، وهي وطن التسامح الذي يضم بين جنباته أكثر من 200 جنسية، وينعم أهله بالتعايش بين الجميع بغض النظر عن جنسياتهم وأديانهم ومعتقداتهم، فمن المنطقي أن تنطلق من أرضها فكرة تشييد صرح «البيت الإبراهيمي» لجمع الديانات السماوية الثلاث، الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، تحت سقف واحد، لمواجهة خطاب الكراهية.
الفكرة الإماراتية، احتفى بها رموز الطوائف الدينية في العالم لتأثيراتها الإيجابية، بما تمنحه للعقل من إبداع يدعو لتفاؤل بمستقبل أفضل للبشرية، وسوف تصبح واقعاً يرى النور عام 2022، بعد أن تكتمل منشآته التي صممها ديفيد أدجايي، كبير مصممي المتحف الوطني لتاريخ وثقافة الأميركيين.
«البيت الإبراهيمي» يؤسس لخطاب تسامحي يتوافق مع ما تتطلع إليه الإمارات من مستقبل يزخر بالقيم الإيجابية، ويتعايش فيه الناس من جميع المعتقدات سوياً دون تمييز.. مستقبل يذكرنا أننا جميعاً ننتمي للبشرية التي خلقها الله.
البيت الإبراهيمي الذي أثمرته وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في عاصمة التسامح أبوظبي، سيكون بوتقة لصهر الاختلافات، وأرضية صلبة تتحطم عليها الرؤى المتطرفة، ومرحلة إنسانية جديدة تمهد للانفتاح على الآخر، ومركزاً للتعلم والتحاور والعبادة.

"الاتحاد"