يلتقي الفنان مارسيل خليفة وفرقة الميادين، بجمهور حي بن مسيك الشعبي والتاريخي بمدينة الدار البيضاء، وفي رحاب فضاء مخصص لبيع المواشي. عن هذا المكان الأعزل الذي اختير له كي يقدم أمسيته، يقول مارسيل خليفة “أحببت كثيراً عزف الموسيقى في حي شعبي. يجب أن تدخل الموسيقى إلى الأحياء الشعبية، في هذه الأحياء شاهدت الجدات يستمعن إلى موسيقاي أيضا”، بهذه الكلمات خاطب الفنان اللبناني العشرات من الصحفيين الذين حضروا ندوته بأحد فنادق الدار البيضاء. مارسيل الذي أحيا أمسية أخرى بحي عمالي على خشبة سيدي البرنوصي، في إطار تكريم مهرجان “كازا موسيقى” للراحل محمود درويش، لم يفته أن يعبر عن تأثره برحيل هذا الهرم الشعري، قائلا :”لقد فقدت في محمود ذلك الصديق قبل أن أفقده شاعراً، عندما ذهب ذهبت معه أشياء كثيرة مني، أعوض عن غيابه دائما، بنصوصه وأعماله وشعره. لم أفتقده شعرياً، لأنه موجود في أعماله، كل مرة أشعر أن هذا الشاعر حي في كلمته، في شعره، في نصه، أبحث عنه من خلال موسيقى، ومن خلال أعمال جديدة أعمل عليها الآن”. وفي سياق حديثه عن درويش، نفى مارسيل أن تكون له أي علاقة بمسلسل حول حياته، مبرزا أن مساهمته ستقتصر فقط على فواصل غنائية وموسيقية داخل العمل، وأكد الفنان اللبناني على أن الفن بدون حرية يستحيل أن يكون له وجود، وبأن الفنان الذي لا يكون حراً، لا يمكن أن يكون فناناً على الإطلاق. وأشار صاحب “منتصب القامة أمشي” إلى حاجة الفضاء العربي إلى الحرية والديمقراطية، ولأن يفهم الإنسان العربي ثقافة الحرية لإنجاح وتقوية المشروع الإنساني والمجتمعي العربي، معلناً في السياق ذاته بأنه مع أي حراك شعبي يبحث عن معنى جديد للحياة، وفي أي مكان من الوطن العربي.