حددت شركة أبوظبي للموانئ، بداية سبتمبر المقبل، موعداً رسميا لبدء الأعمال التجارية الكاملة بميناء خليفة بالطويلة، واستقبال جميع أنواع سفن الحاويات وبمختلف الحمولات والأحجام، مشيرة إلى أنها أنجزت نحو 98% من المرحلة الأولى للمشروع، بحسب توني دوجلاس الرئيس التنفيذي للشركة. وقال دوجلاس لـ”الاتحاد” أمس: “استعدت الشركة لتشغيل ميناء خليفة بصورة كاملة، اعتباراً من الأول من سبتمبر المقبل وتحويل سفن الحاويات الواردة إلى ميناء زايد لتفريغها في ميناء خليفة، بهدف تلبية احتياجات قطاع الشحن والقطاعات الصناعية والاحتياجات المستقبلية للإمارة. وأضاف دوجلاس أن مشروع ميناء خليفة والمدينة الصناعية (كيزاد)، والذي تبلغ قيمته 26,5 مليار درهم (7,2 مليار دولار)، سيشكل نقطة فارقة في قطاع وخدمات الموانئ في المنطقة وكذلك القطاع الصناعي. ووصف دوجلاس المشروع بـ”الاستراتيجي”من حيث وقوعه في منطقة الطويلة بين إمارتي أبوظبي ودبي، منوهاً إلى أن المشروع سيلعب دوراً بارزاً في تحقيق التنوع الاقتصادي المنشود الذي تطمح إليه إمارة أبوظبي، وإرساء مستقبل واعد للأجيال المقبلة. وذكر دوجلاس، أن الفكرة التجارية للمشروع جاءت تماشياً مع التوجه القائم على المدى الطويل في قطاع الشحن البحري والأنماط التجارية، حيث يقدم موقع أبوظبي المتميز في المنطقة والواقع على مفترق طرق للتجارة العالمية، الفرصة للعب دور فعال في الصناعة العالمية وتعزيز تنميتها الاقتصادية. وأكد أن الشركة تسير بخطى ثابتة في المشروع، بما يشكل نقلة نوعية في عمل وإنشاء الموانيء والمناطق الصناعية بالمنطقة. يشار إلى أن قطاع الموانيء العالمي، سجل تضاعف حجم الحاويات بعشر مرات مقارنة، بما كانت عليه حركة القطاع في العام 1980 ويتم شحن ما يعادل 80% من حجم التجارة العالمية عن طريق البحر، حيث تم تسجيل أكثر من 53 ألف سفينة قامت بنقل 50 تريليون طن متري سنوياً. نمو عالمي يأتي النمو الملحوظ في حجم الحركة الملاحية إلى تزايد النشاط الملاحي للموانئ الآسيوية، حيث ضاعفت هذه الموانئ، حصتها من حركة الشحن العالمية من 30% في عام 1980 إلى ما يقرب من 60% بنهاية العام الماضي. وأفاد دوجلاس، بأن الدولة ستتمكن من استغلال الفرص بفضل موقها من آسيا، حيث تعتبر الإمارات محوراً تجارياً إقليمياً متميزاً يخدم أكثر من 25% من أكبر 500 شركة عالمية، إضافة إلى كونها على لائحة منظمة التجارة العالمية لأهم 30 دولة تجارية. وتشكل موانئ دولة الإمارات 61% من حجم التجارة البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي شهدت نمواً بنسبة 13% خلال الأعوام الماضية، مع توقعات إيجابية للنمو خلال العام 2012 وما بعده ولمواكبة هذا النمو. وأشار إلى أن ما يميز ميناء خليفة على المستوى العالمي، قدرته على استيعاب الجيل الجديد من سفن الشحن العملاقة القادرة على نقل 22 ألف حاوية في كل رحلة، وسيتم تجهيز الميناء مستقبلاً بنظم تكنولوجية حديثة تستخدم لأول مرة في المنطقة، مثل مرافق إعادة شحن السفن من الشاطئ. ولفت دوجلاس، إلى أن ميناء خليفة، سيكون متصلا بمشروع السكك الحديدية الذي يجري تطويره من قبل شركة الاتحاد للقطارات، حيث سيعمل الميناء على استيعاب وشحن البضائع بالسكك الحديدية، ما يجعله أول ميناء في المنطقة يوفر لعملائه هذه الوسيلة الحيوية لنقل البضائع. كما يتيح الميناء للعملاء وشركات نقل البضائع واللوجستيات من المنطقة والعالم منافع عديدة ومتنوعة، من بينها الوصول إلى أسواق تضم 4 مليارات مستخدم وقربه من 4 مطارات دولية. وأشار إلى أن “كيزاد” تتجه لتصبح من أكبر المناطق الصناعية في العالم حيث يفوق حجمها 417 كيلومترا مربعا ويمكن رؤية كيزاد من الفضاء الخارجي حيث يبلغ حجمها ثلثي سنغافورة وأكبر بأربع مرات من جزيرة أبوظبي. ويلعب المشروع دوراً رئيساً في تحقيق خطط إمارة أبوظبي من أجل تحقيق التنوع الاقتصادي وتهدف “كيزاد” إلى المساهمة بما يصل إلى 15% من الناتج المحلي غير النفطي لإمارة أبوظبي بحلول العام 2030، تماشياً مع أهداف تقليل الاعتماد التقليدي على عائدات القطاع النفطي. وأوضح أن التركيز في “كيزاد” خلال العام 2012 ينصب على المنطقة “أ” والتي يبلغ حجمها 51 كيلومتر مربع، مضيفاً أن المشروع يستهدف عدداً من القطاعات و الصناعات في مجمعات صناعية متخصصه ومتكاملة مثل الألومنيوم والصلب والبتروكيماويات والكيماويات والأدوية و المعدات الطبية والورق والطباعة والتغليف والأغذية والخدمات اللوجستية والتجارة والمنتجات الهندسية والمعدنية وغيرها من الصناعات. وتقدم “كيزاد” مزايا تنافسية عديدة للمستثمرين مثل أنخفاض التكاليف وسهولة الوصول إلى الأسواق وسهولة إقامة العمال من خلال المركز الشامل لخدمة المستثمرين في “كيزاد” 39 اتفاقية وأشار إلى توقيع نحو 39 اتفاقية طويلة المدى أو ما يعرف باتفاقيات “المساطحة” مع شركات تتراوح مجالاتها من الزجاج إلى الطاقة النظيفة، متوقعاً إبرام المزيد من الاتفاقيات قريباً. وتناول دوجلاس، خلال جولة صحفية أمس، البنية التحتية التي أنجزتها الشركة وتشمل محطة الحاويات الرئيسية ومبنى الشركة ومكاتب الجهات المحلية بالإمارة وأجهزة أشعة إكس ري والطرق والجسور، منوهاً إلى أن الشركة قامت مطلع الأسبوع الحالي، باختبارات المحاكاة لمناولة الحاويات واجراءات الأمن والسلامة ووسائل الكشف عن البضائع. وذكر أن إجمالي عدد العاملين في المرحلة الأولى لمشروع ميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية “كيزاد” بلغ أكثر من 16 ألف عامل، مضيفا بأن تنفيذ المشروع يأتي في إطار رؤية أبوظبي بتنويع مصادر الدخل ودعم القطاع البحري والعمل على استدامة التنمية وقال دوجلاس “يعمل بميناء ميناء خليفة، حالياً بـ 6 رافعات “بناماكس” الأكبر من نوعها في العالم، لنقل الحاويات من السفن إلى رصيف الميناء، وتعد من المعالم البارزة للميناء حالياً، كما تضم المعدات المستخدمة في أعمال الميناء 30 رافعة ترصيص آلية، و20 رافعة متحركة. وأضاف: تستكمل الشركة خلال الشهر المقبل اختبارات الأنظمة والتجهيزات والتشغيل التجريبي لكل المرافق والخدمات للتأكد من الجهوزية قبل التشغيل الرسمي للميناء. وتابع “يبلغ عدد الموانئ التي تشغلها الشركة بنهاية العام الحالي نحو 9 موانىء هي “ميناء خليفة وميناء زايد والمفرق والميناء الحر ومصفح والسلع والمرفأ ودلما وصير بني ياس”، لافتاً إلى أن المفرق يعد ميناء مفتوحاً وصير بني ياس من الموانىء اللوجستية”. وأفاد دوجلاس، بأن ميناء خليفة يعد البوابة البحرية الجديدة لأبوظبي، مشيراً إلى أن تطوير الميناء سيتم على 5 مراحل على بعد 4,5 كلم من الشاطئ. وأكد أن تصميم الميناء يتيح القدرة على استقبال أضخم أنواع السفن، سواء تلك الموجودة حالياً أو المزمع بناؤها مستقبلاً وبحلول العام 2030، سيكون ميناء خليفة قادراً على مناولة 15 مليون حاوية قياسية و35 مليون طن من الشحنات العامة عند الحاجة. يذكر، أن ميناء خليفة استقبل في نوفمبر من عام 2010، أول سفينة على رصيف شركة الإمارات للألمنيوم “إيمال”، الذي يعمل حالياً بكامل طاقته. وتلعب شركة أبوظبي للموانئ دوراً رئيسياً في كل الجوانب المتعلقة بالبحر والملاحة وتقوم شركة ابوظبي للموانئ بتطوير العديد من الموانئ في أبوظبي التي تتواجد في المنطقة الغربية وقلب العاصمة. وتعد الشركة التي تأسست في العام 2006 مطوراً رئيسياً للموانئ والمناطق الصناعية ومناطق التجارة والعمليات اللوجستية والخدمات ذات الصلة وتهدف إلى إنشاء منصة نمو مستدام تشجع على التوسع والتنويـع الاقتصـادي لإمارة أبوظبـي من خلال إدارة الموانئ التجارية في جميع أنحاء الإمارة، ودعم مشاريع البنية التحتية مع الشركاء وتأسيس شركات جديدة ومشاريع مشتركة مع الشركاء الذين يعملون في خدمة وتشغيل قطاعات الموانئ والمناطق الصناعية. 6 جوائز عالمية للمشروع أبوظبي (الاتحاد) - حصل مشروع ميناء ومنطقة خليفة الصناعية على 6 جوائز عالمية خلال العام الماضي، كما تم بناء كاسر أمواج بيئي يمتد على مدى 8 كيلومترات بقيمة 240 مليون دولار بالقرب من أكبر منطقة شعاب مرجانية في الخليج والواقعة في رأس غناضة والذي يعد من المميزات البيئية الفريدة الخاصة بالمشروع. ويضم الميناء جدارا لرصيف الميناء يمتد طوله 3,2 كيلومتر، بالإضافة إلى قناة بحرية لمرور السفن بطول 12 كيلومترا، كما تم زيادة ارتفاع وتسوية الأرض بمساحة 20 كيلومترا مربعا “جزء من مشروع كيزاد” عن طريق نقل 4 ملايين متر مكعب أسبوعياً من الرمل والمواد الأخرى. وتضمن أسطول العمل على المشروع أكثر من 400 قاطرة ذات 22 عجلة و120 بلدوزر و60 حاملة ذات عجلات و25 رولر و25 ممهدة و40 ناقلة ماء تعمل على مدار الساعة، كما بلغ عدد العاملين في المشروع نحو 15 ألف عامل خلال فترات ذروة العمل. 16 ألف عامل يعملون على إنجاز المرحلة الأولى للمشروع أبوظبي (الاتحاد) - أظهرت إحصاءات العمل بالمرحلة الأولى لمشروع ميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية “كيزاد” وجود أكثر من 16 ألف عامل يعملون على انجاز هذه المرحلة. وقالت البيانات إن هذه المرحلة ستتضمن بضائع الحاويات والسائبة والعامة والمدحرجة والسائلة”، ويبلغ طول الرصيف الرئيسي 3,2 كيلو متر وتمتد الفترة الزمنية للمشروع من ديسمبر 2008، حتى نهاية الشهر المقبل. وتبلغ مساحة جزيرة الميناء نحو 2,7 كيلو متر مربع و مساحة الميناء الإجمالية “البري والبحري” حوالي 9,1 كيلومتر مربع ومساحة حوض الميناء بعرض 800 متر وطول 3,6 كيلو متر وبعمق 16 متراً وقناة مدخل الميناء بعمق 16,5 متر وعرض 250 وطول 12 كم. ويبلغ طول كواسر وحواجز الأمواج الطبيعية 8 كيلومترات، فيما يبلغ حجم التجريف والاستصلاح بالمشروع نحو 45 مليون متر مكعب. ويبلغ عمق جدران الرصيف الرئيسي نحو 18 متراً وبطول 4 كيلومترات، فيما يبلغ طول السواتر 18 كيلومتراً وجسر إيمال 1,6 كيلومتر وجسور المرافق العامة (كل على حدة)، كيلومتر ويصل ارتفاع قمة جدار رصيف الميناء الى 5 أمتار وعدد المحطات الفرعية 33، فيما يبلغ عدد المباني الرئيسية 20 مبنى، بحسب الشركة. وبلغ أسطول المشروع ذروته عند أكثر من 400 شاحنة ذات 22 عجلة، و120 جرافة، و60 رافعة شوكية، و25 قلابا، و40 صهريج مياه، وقام فريق المشروع بجرف ما يكفي من المواد منذ بداية المشروع لملء قرابة 20 ألف مسبح أوليمبي. كما تم استخدام تقنية تبريد مياه البحر لمصهر الألمنيوم الجديد ويضم مشروع ميناء خليفة أطول وثالث أطول جسرين في الإمارات. وفي عمليات البنية التحتية لـ “كيزاد” تبلغ مساحة المنطقة الأولى 51 كيلومتراً مربعاً والثانية 367 كيلومتراً مربعاً. كما تم إنشاء 5 تقاطعات والطرق من 2 إلى 8 مسارب بطول 58 كيلو متراً، وإنشاء 12 جسراً وأنابيب ذات أحجام مختلفة، بطول 246، الى جانب كابلات نقل عالية الجهد “11 و33 كيلو فولت” بطول 126 كيلومتراً، كما بلغ حجم عمليات الحفر المتقدمة نحو 40 مليون متر مكعب. 100 ألف وظيفة يوفرها «كيزاد» حتى العام 2030 أبوظبي (الاتحاد) - قالت شركة أبوظبي للموانئ في تقريرها “إن كيزاد يعد أكبر مشروع بنية تحتية في إمارة أبوظـبي، كما سـيصبح المشروع أحد أكبر المناطق الصناعية في العالم”. ونوهت إلى أن الأعمال الإنشائية في كيزاد ستستمر حتى عام 2030، لافتة إلى توفير شبكة نقل عملاقة، متصلة بالامتداد المستقبلي لطريق الإمارات السريع / شارع الشيخ زايد وكذلك السكة الحديدية، حيث ستمتد خطوط الشحن إلى جزيرة الميناء. ويوفر المشروع أكثر من 100 ألف وظيفة حتى 2030 مع التركيز على وظائف التكنولوجيا المتطورة، وتطوير المهرات. وتعد الإمارات للألمنيوم “إيمال”، المستأجر الرئيسي لـ”كيزاد” والتي افتتحت مصهرها في ديسمبر 2009 و يتميز موقع إيمال بأكبر مصهر ألمنيوم في العالم. ووصلت أول شحنة تاريخية لحمولة إيمال في ميناء خليفة في شهر نوفمبر 2010، فيما تصل القدرة الاستيعابية لـ”رصيف إيمال” لنحو 4 ملايين طن سنويا من البضائع التي يتم شحنها. وتتضمن سلع ميناء خليفة الحاويات والسوائل السائبة والوقود والزيت النباتي والسوائل الجافة “الألمنيوم، الإسمنت، والحبيبات” والبضائع المدحرجة والعام، كما تم السماح بتملّك الشركات الأجنبية بحد أقصى يصل لـ 49 % وتخصيص 1,2 مليون متر مربع كمنطقة حرة.