علاوي: تشكيل الحكومة العراقية الأسبوع المقبل
أعلن رئيس القائمة العراقية أياد علاوي أمس أن الكتل النيابية المنتخبة ستجتمع الأسبوع المقبل لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مستبقا زيارته لأربيل تلبية لدعوة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في إطار بحث مبادرة الأخير لحل أزمة تشكيل الحكومة، وسط دعم أميركي للمبادرة الكردية، في حين يسعى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي يختتم جولته الإقليمية في تركيا، إلى الحصول على دعم الأتراك لتجديد ولايته.
وقال علاوي في مؤتمر جمعه بزعماء عشائر الفرات الأوسط أمس في بغداد إن الكتل البرلمانية المنتخبة ستجتمع في مجلس النواب العراقي (البرلمان) في الأسبوع المقبل، لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد سبعة أشهر من الانتخابات العامة التي جرت في مارس الماضي.
وذكر علاوي أن الفترة المقبلة ستشهد ولادة حكومة إذا ماتم استغلالها بالشكل الصحيح، وستكون حكومة قوية، لأن الحكومات التي تعاقبت على العراق شاب أعمالها الكثير من الأخطاء بعد حل الجيش وإصدار قوانين وأنظمة مثل اجتثاث البعث كان لها وقع غير سليم في العملية السياسية.ودعا إلى تفعيل دور السلطة القضائية ليكون للعراقي كل الحق بالحصول على حقوقه الوطنية، مشيرا إلى أن من حق العراقيين التمتع بثرواتهم والعيش بالشكل الذي يليق بهم.
وأكد علاوي أن التصويت في الانتخابات الأخيرة جرى وفق مبدأين، الأول التصويت للسلطة، والثاني التصويت للإرادة الشعبية التي تريد التغيير والإصلاح.
وأكد أن قائمته ستخوض المعركة السياسية إلى النهاية ولن تتنازل عن حقوق الملايين من العراقيين الذين أدلوا بأصواتهم لها، مشيرا إلى أن “المعركة السياسية لم تنته بعد وأن المفاوضات الآن أفضت إلى شخصية يمكن لها أن تقود الحكومة، ولن تتوانى العراقية لحظة عن تقديم الدعم لها شرط أن تكون هذه الشخصية وطنية وهمها هو هم العراق”.
وقال علاوي إن “المفاوضات جارية مع الكتل السياسية من أجل تشكيل الحكومة وإنها ستقود حتما إلى نهاية يمكن من خلالها أن نعلن الموقف النهائي للقائمة العراقية”.
من جهة أخرى، نقل بيان للتحالف الكردستاني أمس عن سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق جيمس جيفري تأكيده خلال استقبال بارزاني له ولوفد أميركي، “دعم الولايات المتحدة لمبادرة بارزاني لأنها أنسب حل لإخراج العراق من الأزمة التي يمر بها”.
وذكر البيان أن رئيس الإقليم أكد من ناحيته أهمية تشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة، وعدم تهميش أي طرف، ?مضيفا أن “بارزاني أكد بدء مشاوراته مع القادة السياسيين العراقيين لتوسيع التفاهمات بينهم، كما أكد حاجة العراق إلى قاعدة شراكة وطنية وبمشاركة جميع الأطراف لوضع خارطة للسياسة العامة وإدارة البلد حسب الدستور”.
وأعلن مستشار القائمة العراقية هاني عاشور عن لقاء مرتقب الأسبوع المقبل بين علاوي وبارزاني يسبق جلسة البرلمان المتوقعة، ?مؤكدا في بيان صحفي أن “هذا اللقاء سيرسم حقيقة ملامح حكومة الشراكة الوطنية، استنادا إلى مبادرة بارزاني التي دعت إلى أن تشارك الكتل الفائزة الأربع الكبيرة في تحديد ملامح الحكومة المقبلة، وتحديد مفاهيم الشراكة وأسس الصلاحيات، ورسم سياقات الدولة العراقية للسنوات الأربع المقبلة”.
وأضاف عاشور أن الكتل السياسية تلقت دعوات من بارزاني لمناقشة مبادرته ورحبت بها العراقية واعتبرتها خطوة إلى الأمام في حل أزمة تشكيل الحكومة. ?وأشار إلى أن علاوي سيصل قريبا إلى أربيل لتأكيد دعمه لمبادرة بارزاني، بعد أن رحب بها المجلس الأعلى وحزب الفضيلة، واعتبرت جميع الأطراف باستثناء ائتلاف دولة القانون، أنها تضع الحل الأمثل لأزمة تشكيل الحكومة.
وذكر أن مبادرة بارزاني تنسجم تماما مع تطلعات الدول العربية والإقليمية والولايات المتحدة الأميركية في تشكيل حكومة شراكة وطنية لاتستبعد طرفا عراقيا، مضيفا أنها هي تلبية حقيقية لمطالب الشعب العراقي التي أفصح عنها من خلال صناديق الاقتراع وسعيه لرؤية حكومة تمثله وتضمن سيادته واستقلاله والتحكم بثرواته.
وفي السياق نفسه، أكد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن “الطاولة المستديرة هي المحطة التي يمكن أن تلتقي عليها جميع الأطراف السياسية للخروج برؤية مشتركة واضحة قادرة على إخراج العراق من الأزمة الراهنة”.
وقال خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي “مازالت المشاورات والاتصالات واللقاءات بين الكتل والأطياف السياسية العراقية، وبين القيادات العراقية ودول المنطقة مستمرة للوصول إلى رؤية تساعد على الخروج من الأزمة، وحل مشكلة تشكيل الحكومة والذهاب إلى حكومة قادرة على تحقيق طموحات الشعب العراقي”.
وأضاف أن “هناك رغبة ملحة لدى العديد من الكتل السياسية لإمضاء مشروع وطني يعزز اللحمة بين العراقيين ويوفر فرص الشراكة الحقيقية فيما بينهم على أساس برنامج وطني”، واشار إلى أن المشاورات مازالت ثنائية وثلاثية وخلف الأبواب المغلقة ولذلك ستبقى هذه الأزمة تراوح مكانها”.
وقال “إن المشروع الوطني الذي نعمل من أجل تحقيقه هو مشروع يعتمد على الشراكة الحقيقية التي تشارك فيها القائمة العراقية والتحالف الكردستاني ودولة القانون والائتلاف الوطني، إضافة إلى القوائم الفائزة الأخرى ومن خلال هذه الشراكة بإمكاننا أن نحقق الأمن والاستقرار لأبناء شعبنا”.
من جهته، يسعى المالكي لدى تركيا محطة جولته الإقليمية الأخيرة وفقا لمصادر حكومية، إلى الحصول على دعم الحكومة التركية لتجديد ولايته الثانية، خاصة بعد أن أرست بغداد عطاءات استثمار لحقول غازية عراقية لشركات تركية.
وكان الرئيس التركي عبدالله جول استقبل أمس المالكي الذي بحث معه جهود تشكيل الحكومة العراقية، التي ستكون ضمن ماسيبحثه مع القادة الأتراك لاحقا. وأفادت مصادر دبلوماسية أن المسؤولين الاتراك سيطلعون المالكي على وجهة نظرهم حيال تشكيل الحكومة العراقية، مع التأكيد على ضرورة أن تضم جميع فصائل ومكونات الشعب العراقي دون إقصاء أي طرف.
المصدر: بغداد، أنقرة