أمين الدوبلي (أبوظبي)

يشارك بطلنا العالمي فيصل الكتبي في بطولة العين الدولية لمحترفي الجو جيتسو المقرر لها الجمعة والسبت المقبلين على صالة استاد خليفة، وذلك في «بروفة» رسمية هي الأولى والأخيرة من نوعها قبل مشاركته في بطولة العالم بمدينة مالمو في السويد، خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر المقبل.
وتعد مشاركة الكتبي هي الأولى له بعد دورة آسياد جاكرتا، التي حقق فيها الميدالية الذهبية بوزن 94 كجم، واعتلى منصات التتويج في واحدة من أهم الأحداث الرياضية لعام 2018.
من ناحيته، أكد الكتبي قائد منتخبنا الوطني أنه لم يتوقف عن التدريبات يوماً واحداً طوال الفترة الأخيرة بعد بطولة جاكرتا، وأنه وزملاءه في المنتخب سوف يدخلون معسكراً مغلقاً هو الأخير، اعتباراً من الغد وحتى موعد بطولة العالم، وأنه شخصياً بدأ يدخل أجواء «مالمو» بالتدريب في الصباح في الأجواء الباردة، وكذلك في غرفة الأكسجين التي يتفاءل بها، حيث إنه كان يتدرب فيها مع زملائه قبل بطولة العالم الأخيرة التي فاز بذهبيتها في كولومبيا، وأن كل هذه الأمور تجعله يتعايش مع أجواء بطولة مالمو بالسويد، والتي من المتوقع لها أن تقام في الأجواء الباردة، مشيراً إلى أن هذه البطولة تحديداً تحتاج إلى استعداد من نوع خاص، لأنها أقوى بطولات العالم، فهي تقام بنظام الأوزان وليس الأحزمة، كما أنها تضم أقوى وأبرز المصنفين في العالم بكل الأوزان، وسوف تقام في طقس غريب على لاعبي الإمارات، لأنه في نزالات الجو جيتسو من يفقد التركيز ثانية واحدة، إما للبرد أو الشد العضلي الناتج عن البرد، أو شكل الصالة، أو فقدان نسبة الأكسجين الكافية يفقد نتيجة النزال مباشرة.
وعن قيمة هذه البطولة بالنسبة له يقول الكتبي: البطولة هي آخر بطولات عام 2018، الذي كان بالنسبة لي عام الإنجازات، ففيه بدأت الموسم بذهبية بطولة العالم التي أقيمت بكولومبيا، وفيه حققت أبرز إنجاز أولمبي في مسيرتي بذهبية جاكرتا، وأتمنى أن أنهيه بذهبية السويد التي ستقام تحت مظلة الاتحاد الدولي للجو جيتسو، وتضم أهم اللاعبين في العالم، كما أنني سأرفع علم بلادي في هذا التحدي، وكل تحدٍ أرفع فيه علم بلادي أعتبره مهمة وطنية.
وعن المستهدف من مشاركته في بطولة العين الدولية، قال: هي فرصة كي أدخل في منافسة رسمية بعيداً عن الضغوط اختبر فيها أنا وزملائي التكتيكات التي تعلمناها من الجهاز الفني بعد دورة جاكرتا، والتي نتمنى أن تؤتي ثمارها في بطولة العالم بمالمو، وللعلم فأنا أتدرب بشكل شبه يومي من بعد دورة جاكرتا، وبالتالي لم أفقد حساسية النزالات الرسمية، وأحافظ في نفس الوقت على جاهزيتي البدنية، وأدرك تماماً أن بطولة العالم بالسويد لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، وأن الاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي لن يكون أمراً هيناً، وبالنسبة لزملائي، فهم أيضاً لم يتوقفوا عن التدريبات، وهم خليط من أصحاب الخبرة من جيل الرواد، والشباب الذين نعول عليهم كثيراً في المستقبل.
وعما إذا كان كل عناصر المنتخب المرشحين للمشاركة في بطولة العالم بالسويد سوف يشاركون في بطولة العين الدولية لنفس الغرض قال: 90 % من العناصر المرشحة سوف تشارك في بطولة العين، ولكنهم موزعون على أندية وأكاديميات، فأنا مثلاً سوف أشارك تحت شعار أكاديمية «تريبل سفن» 777، وسوف أبذل قصارى جهدي من أجل تقديم أفضل عروض وصعود منصة التتويج.
وعن قيمة الميدالية الذهبية التي حققها في جاكرتا قال: برغم أنني حققت إنجازات كثيرة جداً في مسيرتي، إلا أنني أعتبر ذهبية جاكرتا هي الأهم في مسيرتي، لأنها أعطتني وأعطت لرياضة الجو جيتسو عمقاً أولمبياً على المستوى القاري، مثلها مثل بقية الميداليات التي حصدها زملائي في نفس الدورة، وكلها أسعدت قيادات الدولة وشعبها.
أما عن الهدف القادم بالنسبة له، والأمل الذي لم يتحقق في مسيرته حتى الآن فقال: كل بطولة جديدة أشارك فيها باسم الدولة هي أمل جديد، وتحدٍ جديد، وتبقى ذهبية بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو في الحزام الأسود بالمواسم الثلاثة المقبلة طموحاً كبيراً بالنسبة لي، إلى جانب بطولات العالم السنوية مثل بطولة مالمو، التي نشارك فيها الشهر المقبل من أهم التحديات أيضاً، ولاسيما أنها تشهد رفع علم الدولة على منصات التتويج، وتحفل بمشاركة أكبر عدد من اللاعبين المصنفين عالمياً.
وعن السر الذي مازال يحتفظ به ولم يكشفه في بطولة جاكرتا يقول الكتبي: ليست هناك أسرار سوى كلمات عبدالمنعم الهاشمي لنا في أوقات حاسمة، فقبل أن نسافر إلى معسكر الولايات المتحدة الأميركية الصيف الماضي قال لنا: أنتظر منكم هدية منذ 4 أعوام، وتلك الهدية في جاكرتا، وثقتي فيكم بلا حدود، أن تستعدوا لها جيداً في المعسكر الأميركي، وأن تحافظوا على أنفسكم من الإصابات، وبعد العودة من المعسكر وقبل السفر إلى البطولة كرر لنا نفس الجملة أنه ينتظر هدية منا، وفي هذه اللحظة وقفت مع زملائي مع أنفسنا وتعاهدنا على إسعاده وإسعاد كل الشعب الإماراتي بتقديم أفضل مستوى، وتحقيق أحسن النتائج، وصعود منصات التتويج، والعودة له بالذهب والفضة والبرونز، لأنه من أكبر الداعمين لنا، ويستحق أن نقدم له هدية، خصوصاً أنها تواكبت مع الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك.
وفي تعليقه على مخاوف البعض من متابعي الجو جيتسو على الأجيال المقبلة، بعد نهاية حقبة فيصل الكتبي وجيل الرواد قال الكتبي: الشباب الصاعدون الموجودون حالياً لا ينقصهم سوى الوقت كي يصلوا إلى أعلى المستويات الدولية، ويقفوا بدلاً منا على منصات التتويج، وثقتي فيهم بلا حدود، وهم محظوظون بالدعم الذي يقدم لهم حالياً، والذي أعتبره أضعاف أضعاف الدعم الذي حظينا به في السابق، فيصل الكتبي وجيل الرواد لم يتكونوا في عام أو اثنين، ولم يصعدوا منصات التتويج العالمية إلا بعد عطاء ومثابرة 15 عاماً، وهم يملكون مواهب كبيرة، ولكنهم يحتاجون إلى الوقت فقط، وسوف يكون لدينا العشرات مثل فيصل الكتبي، وأتمنى أن يكونوا أفضل مني، وسوف أدعمهم دائماً للوصول إلى هذه المرحلة.