فاطمة عطفة (أبوظبي)

الأصالة والتنوع اللذان تحملهما ثقافة «المانغا» في اليابان، هما السر في انتشارها في العالم، بحيث أصبحت ظاهرة عالمية، هذا ما جاء في المحاضرة التي قدمتها فنانة المانغا د. بريجيت كوياما- ريتشارد، مساء أول أمس، في اللوفر أبوظبي، بحضور عدد كبير من متابعي فعاليات المتحف.
وأشارت د. كوياما مانويل رابانية إلى أن هذا الفن بدأ بعد الحرب الأميركية على اليابان، حيث لجأ بعدها اليابانيون إلى استخدام «اللفافات» بشكل كثيف، وأوضحت أن الرسوم المتحركة الأولى جاءت من الصين، في القرن الثاني عشر والرابع عشر، لتصبح بعد ذلك ذات شهرة عالمية، إذ عمل في هذه الفنون عدد كبير من الفنانين والرسامين والنقاشين اليابانيين والفرنسيين، مثل جماعة «نابي» الفرنسية.
وتخلل المحاضرة عرض مرافق مع الشرح لبعض الأعمال الفنية، منها عمل لجورج غاران عن برج إيفل، ولوحة «الطلسم» للفنان بول سيروزييه، ولوحة لإدوار فويار من نيويورك من متحف المتروبوليتان للفنون. ومن الحدائق العامة عرضت لوحات الكتالوج، المظلة الحمراء، المحادثة، والحاضنات للفنان إدوار فويار.
واعتبرت المحاضرة أن انتشار المانغا يأتي عكس ثقافة «الكوميكس» الأميركية التي تتناول شريحة معينة من الأشخاص والموضوعات، في حين أن ثقافة المانغا في اليابان تتطرق لموضوعات متنوعة جدا يمكنها أن تصل إلى جماهير خارج حدود اليابان. وأنها ثقافة المانغا لا تقتصر على التسلية وحسب، وإنما تتناول موضوعات واسعة ومختلفة موجهة للأطفال والمراهقين على حد السواء.
عقب المحاضرة، التقت «الاتحاد» الفنانة بريجيت كوياما- ريتشارد وسألتها عن فنون المانغا ودورها في تعزيز العلاقة الثقافية بين اليابان ودولة الإمارات، فأجابت: المانغا ظاهرة ثقافية تساهم في خلق علاقات جديدة بين اليابان والعديد من دول العالم، حيث أنها تقدم للعالم رسوماً وقصصاً حول الثقافة اليابانية وتسمح بخلق روابط عميقة مع مختلف الثقافات».
وأرجعت السبب في انتشارها إلى ما تتميز به من مرونة، فهي تتيح الفرصة أمام الثقافات المتنوعة لخلق قصص وشخصيات مانغا جديدة ومبتكرة. وهذا ما نراه في كل البلدان التي تلقى ثقافة المانغا فيها رواجا كبيرا. ففي الإمارات، على سبيل المثال، نرى العمل المميز الذي تقدمه الفنانة الإماراتية مريم العتولي التي قامت بخلق شخصية مبتكرة في عالم المانغا، تعرض حاليا في «المانغا لاب» في اللوفر أبوظبي، وهو متحف أبهرني بتصميمه المعماري، وأنا متشوقة لزيارة قاعاته التي تضم منحوتات من أهم كنوز التراث العالمي.