عواصم (وكالات)
تواصلت، أمس، حملة جهود دبلوماسية حثيثة عربية وغربية، لاحتواء الأزمة في الشرق الأوسط بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، برفقة نائب قائد «الحشد الشعبي» في العراق أبومهدي المهندس وآخرين في ضربة جوية أميركية يوم الجمعة الماضي.
وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً بالرئيس العراقي برهم صالح، أمس، بحثا خلاله مستجدات الأحداث في المنطقة، وأكد حرص المملكة على أمن واستقرار العراق، وأهمية التهدئة ونزع فتيل الأزمة في المنطقة، واتخاذ الإجراءات كافة لخفض التوتر فيها. ومن جهتها، دعت سلطنة عمان الولايات المتحدة وإيران إلى «تغليب لغة الحوار» لتهدئة التوتر بينهما. وبحسب وكالة الأنباء العمانية، قالت وزارة خارجية عمان في بيان: «إن السلطنة تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة المؤسفة لحالة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، وتدعو الطرفين إلى تغليب لغة الحوار والبحث عن الوسائل الدبلوماسية لحل القضايا الخلافية بشكل ينهي الصراع في المنطقة».
وأضاف البيان «كما تدعو السلطنة المجتمع الدولي لاغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد، وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
إلى ذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للرئيس العراقي برهم صالح أهمية «بذل كل الجهود اللازمة لتجاوز التوتر» و«تجنيب المنطقة والعالم أي تهديد».
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس العراقي، أكد خلاله: «حرص الأردن الدائم على الحفاظ على أمن العراق واستقراره، وضرورة بذل كل الجهود اللازمة لتجاوز التوتر».
كما أكد الملك ضرورة «حماية العراق وشعبه بكل مكوناته، وتجنيب المنطقة والعالم أي تهديد للسلم والاستقرار».
ومن جانبه، حض وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس، على إنهاء التوتر في الشرق الأوسط لتجنب نشوب حرب في المنطقة.
وقال راب: «إنه تحدث إلى الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية في العراق». ومن المقرر أن يجتمع راب مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن يوم الخميس المقبل.
وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «نريد خفض حدة التوتر، ونريد رؤية طريق للخروج من هذه الأزمة، ولا نريد اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط، والمجموعة الوحيدة التي يمكن أن تستفيد من ذلك هي الإرهابيون وداعش».
وفي غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بروكسل، حسبما أفاد بيان صدر، أمس، عن الاتحاد الأوروبي وحض مرة جديدة على خفض التصعيد في الشرق الأوسط.
وأصدر بوريل هذه الدعوة بدون تحديد موعد معين في بيان عرض فيه مضمون المكالمة الهاتفية التي أجراها في نهاية الأسبوع مع ظريف وذكرها مساء أمس الأول في تغريدة.
وإضافة إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أنه يسعى لإجراء محادثات مع كل من إيران والشركاء الدوليين الرئيسين لتخفيف التوترات.
وقال ماس لصحيفة «بيلد ام زونتاج» الصادرة أمس: «خلال الأيام المقبلة، سنبذل قصارى جهدنا للعمل داخل الأمم المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي وبالحوار مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك إجراء محادثات مع إيران من أجل منع تصعيد الوضع».
واستدعى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، السفير السويسري الراعي للمصالح الأميركية في طهران، إلى وزارة الخارجية الإيرانية، وأبلغه بأن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب العدائية تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية ومثالاً صارخاً على جرائم الحرب، طبقاً لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أمس. ومن جانبه أعلن السفير السويسري أنه سينقل الأمر إلى مسؤولي الحكومة الأميركية في أقرب وقت ممكن.
«مجلس التعاون» يدعو إلى تغليب لغة الحوار
أوضح معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، أن دول المجلس تابعت بقلق واهتمام بالغين الأحداث والتطورات الخطيرة في العراق الشقيق. ودعا الدكتور الزياني الأطراف المعنية إلى التهدئة وعدم التصعيد وتغليب الحلول السياسية للأزمات لتجنيب المنطقة المتوترة أصلاً، وشعوبها أية تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها. وأهاب الأمين العام في ختام تصريحه بالمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لخفض التصعيد في هذه المنطقة الحيوية للعالم.