أمن الطاقة
رسمت القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي خريطة واضحة المعالم للتحديات التي تواجه أمن الطاقة وتغير المناخ على مستوى العالم أجمع، عبر تبنيها حلولاً واقعية ومتوازنة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وبدا واضحاً من خلال المناقشات والجلسات الحوارية المهمة التي شهدتها القمة، أن التصدي لمشكلة تغير المناخ لا يمكن أن يتم وفق حلول فردية، بل يتطلب الأمر تضافر الجهود الدولية المشتركة وتعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات في مجال الطاقة الخضراء.
ويأتي انعقاد القمة في أبوظبي بعد أكثر من شهر على انتهاء مؤتمر كانكوك في المكسيك للأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقد كان لدولة الإمارات أيضاً دور بارز في هذا المحفل الأممي نظرا لما تمثله من ثقل على المستوى الدولي وباعتبارها مركزا عالميا في مجال الطاقة المتجددة.
وها هي تقود الحوار الدولي البناء عبر الدورة الرابعة لقمة طاقة المستقبل والتي أصبحت حدثاً دولياً مهماً ومنصة عالمية للحوار المفتوح لإقامة الشراكات لكل المهتمين بقطاع الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء، خاصة فيما يتعلق بكفاءة الطاقة والحد من تغير المناخ وسياسات التسويق والتمويل والتكنولوجيا، وجميعها شكلت المحاور الأساسية للقمة.
ولعبت القمة العالمية لطاقة المستقبل دوراً أساسياً على المستوى الدولي في الحفاظ على الزخم اللازم من أجل إبرام المزيد من الاتفاقيات واتخاذ التدابير الكفيلة بالتصدي لتحديات تغير المناخ إلى جانب تأثيرها الإيجابي على المستوى المحلي، إذ إنها تساعد على تعزيز وعي المجتمع حول أهمية تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على موارد الدولة من الطاقة والمياه والعمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة.
وكشفت المناقشات التي دارت في قمة المستقبل، أن العالم يحتاج إلى مثل هذه التظاهرة الحضارية لإدراك المخاطر التي تواجه كوكب الأرض وارتفاع الانبعاثات الكربونية وذلك من خلال الحوارات وإعداد الدراسات والأبحاث وإيجاد بدائل لتخفيف المخاطر البيئية على العالم.
وهذه المشاركة العالمية الضخمة في القمة من مسؤولين وأكاديميين وقطاع أعمال تؤكد أهمية الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة عبر تقديم الحوافز الاستثمارية الجاذبة لرؤوس الأموال وسن التشريعات الملزمة لذلك ومواجهة ظاهرة تغير المناخ.
إن الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة سيكون لها دور حيوي في ضمان توفير فرص عمل جديدة لأجيال الغد من أبناء الدولة ما يدفع قدماً بعملية التنويع الاقتصادي وزيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي التي تزداد بصورة مطردة سنوياً، رغم أن الدولة واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم.
atef.abdullah@admedia.ae