وليد فاروق (دبي)
لا شك في أن «تقنية الفيديو» أصبحت عنصراً أساسياً في إدارة مباريات دوري الخليج العربي، مثلما هو حال العديد من البطولات العالمية والعربية، ورغم أنها تلعب دوراً محورياً في التقليل قدر الإمكان من أخطاء التحكيم، إلا أنه طفت على السطح مشكلة جديدة، على علاقة وثيقة بـ «الفار»، وتكمن في التوقفات المبالغ فيها أثناء المباريات، وزيادة الوقت الضائع، بدرجة أكبر من السابق، في ظل تكرار اللجوء إلى التقنية، ورغبة «قضاة الملاعب» في التأكد من قراراتهم، الأمر الذي عطل اللعب، بدلاً من المساهمة في تسريعه، الأمر الذي جعل بعض المباريات تتجاوز 100 دقيقة، بإضافة الوقت بدلاً من الضائع!
الغريب أن المشكلة طرأت على السطح هذا الموسم، في الوقت الذي بدأت فيه رابطة دوري الخليج العربي، تطبيق مبادرة زمن اللعب الفعلي التي أطلقتها في بداية الموسم الحالي، حيث حمل الأطفال عند دخولهم إلى أرضية الملعب علم المبادرة تشجيعاً ودعماً لها.
وأعلنت الرابطة أن المبادرة جاءت في إطار جهودها لتطوير دورينا فنياً، وضمن مجموعة من المشاريع الفنية التي يتم تطبيقها تباعاً خلال الموسم الحالي؛ بهدف الوصول إلى زمن لعب فعلي يصل إلى 55 دقيقة في كل مباراة، من خلال القضاء على بعض الظواهر التي تقلل منه، وجاءت ظاهرة الوقت المهدر مع «الفار» لتجهض المبادرة، بعدما وضح أن وقت اللعب الفعلي تراجع عما كان عليه سابقاً.
يذكر أن آخر إحصائية للوقت الفعلي في دورينا موسم 2017 - 2018، أشارت إلى أن البطولة تحتل المركز السادس على مستوى قارة آسيا بـ 47 دقيقة، وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن التطور متواصل في الموسم المنتهي، حيث أشارت إحصائيات غير رسمية إلى أن الزمن الفعلي وصل إلى 51 دقيقة.
ومع الوقت المهدر الجديد الذي تزامن مع استخدام تقنية الفيديو، وإيقاف اللعب المتكرر، ويصل في بعض المباريات إلى 5 مرات للتأكد من الحالات، أصبح الوصول إلى 55 دقيقة لعب أمراً صعباً!!.
في البداية، يرى محمد عمر حكمنا الدولي ورئيس لجنة الحكام السابق، أن مبادرة اللعب الفعلي التي أطلقتها رابطة دوري المحترفين أصبحت صعبة، في ظل عدم الوصول إلى النموذج الأمثل لتطبيق «تقنية الفيديو»، وبالتالي فإن التعارض يحول دون استمرار وتيرة اللعب في المباريات بالشكل المنتظر وبالتالي عدم الوصول إلى 55 دقيقة لعب فعلي، مؤكداً أن المنظومة بأكملها تحتاج إلى «إعادة نظر»، من أجل مراجعة عمل «الفيديو» خلال الفترة الماضية، في ظل اتفاق أغلبية المتابعين على أن هناك سلبيات عديدة لها، وهو ما يتطلب من الإدارة الفنية للحكام مراجعة الموقف لتجنب أخطاء وسلبيات «الفار»، في ظل اعتماد واضح وملحوظ من معظم الحكام على استخدام التقنية والرجوع إليها بصفة أساسية في كل الحالات التحكيمية عند إدارتهم للمباريات، وهو ما يتسبب بالطبع في توقف اللعب ووجود وقت مهدر، ولابد من إصدار تقييم شامل يحدد سلبيات وإيجابيات نظام «الفيديو» خلال الفترة الماضية.
وقال: في بعض المباريات يراجع الحكم «الفار» 3 أو 4 وربما 5 مرات، وهو ما يستغرق منه وقتاً طويلاً في كل مرة قبل استئناف اللعب، يضاف إلى ذلك ثقافة بعض اللاعبين في محاولات استهلاك الوقت بشكل مبالغ فيه، بعد كل لعبة مشتركة والسقوط على الأرض ودخول الأجهزة الطبية، وكذلك محاولات الحراس إهدار الوقت بصورة مبالغ فيها، كل هذا يتسبب في تقليل وقت اللعب الفعلي، ويستوجب من الحكام التعامل مع هذه المواقف بمنتهى الصرامة، بوصفه العنصر الأساسي القادر على اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تسهم في تسريع وتيرة اللعب، ويكون هو شخصياً أحرص من اللاعبين على عدم إهدار الوقت، وإيقاف المباريات بشكل متكرر.
وأشار إلى أن مقولة إن حكم المباراة هو «الميقاتي الوحيد» لا تزال سارية ونافذة حتى في وجود «الفيديو»، وبالتالي عليه أن يدرك جيداً متى يمكنه أن يستعين بـ «الفار»، وما المواقف التي تتطلب منه ضرورة ذلك، لمنح كل ذي حق حقه، خاصة أن هناك أندية تتعرض للظلم من إهدار الوقت، وأيضاً تكرار كسر «رتم» المباريات، وبالتالي يجب على الحكم محاولة عدم إيقاف اللعب من دون ضرورة، وإذا حدث ذلك عليه تعويض الوقت المهدر بشكل كامل.
وأضاف: كنا سابقاً نتمنى أن ينتهي كل شوط في زمنه الأصلي، أو بإضافة دقيقة أو دقيقتين، بما يعني أن اللعب ظل مستمراً دون توقف، وحالياً لن يكون مستغرباً أن يصل كل شوط إلى 50 أو 55، وربما 60 دقيقة، هو أمر غريب علينا صحيح، لكن لن تكون مشكلة في ذلك، لتحصل الفرق على حقها، إلى حين إعادة تأهيل الحكام بشأن تعاملهم مع «الفار»، بما يسمح باستمرار اللعب دائماً، وعدم توقفه إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
كل توقف 146 ثانية!
عبر اتحاد أميركا الجنوبية «الكونميبول» الذي ينظم كأس كوبا أميركا عن رضاه استخدام تقنية «الفار»، بعد توقف اللعب لفترة دقيقتين و26 ثانية.
«إجمالي 146 ثانية» في المتوسط في كل مرة يتم فيها مراجعة أحد القرارات، وهو ما يقترب من ضعف الفترة الزمنية المسجلة في كأس العالم 2018.
وتسبب تعطل اللعب بسبب اللجوء إلى تقنية الفيديو في كوبا أميركا الأخيرة إلى إطلاق الجماهير صيحات استهجان في الملعب.
6 أسباب لإضاعة الوقت!
تعددت أسباب الوقت المهدر في المباريات، قبل استخدام «الفيديو»، ووفق إحصائيات الاتحاد الآسيوي، هناك 5 عناصر تسهم في تعطيل اللعب، يأتي على رأسها التأخير في استئناف اللعب، والذي بلغت نسبته 42% من إجمالي الزمن المهدر في المباريات، وتبعه كثرة التوقفات التي تسببت في إهدار الوقت بنسبة 17%، والسقوط في أرضية الملعب سواء بشكل حقيقي أو متعمد بنسبة 16%، واللعب العشوائي أيضاً تسبب في إضاعة الوقت بـ 15% ، وأخيراً الحديث مع الحكام 10%، ومن المتوقع أن تكون هذه النسب زادت بإضافة عنصر سادس وهو عودة الحكام إلى تقنية الفيديو.