أبوظبي (الاتحاد)

نجحت إدارة مان سيتي في تحقيق المعادلة الأكثر صعوبة في عالم كرة القدم، وهي الخروج من دائرة إبرام الصفقات باهظة الثمن، وفي نفس الوقت تجلب اللاعبين أصحاب الموهبة والأسعار المتوسطة، لرفع قيمتهم المالية والسوقية، من خلال تألقهم في النادي فيما بعد، فقد لا يعرف البعض أن أغلى 25 صفقة كروية في تاريخ كرة القدم تخلو من اسم مان سيتي، أي أن «البلو مون» لم يدخل السباق المجنون في إنفاق الأموال للتعاقد مع أشهر النجوم، بل إنه يصنع نجومه ويرفع قيمتهم كروياً ومالياً، في الوقت الذي تسجل فيه أندية «البي إس جي» و«البارسا» و«يونايتد» و«الريال» وجودها في سباق الهوس بالتعاقد مع أغلى وأشهر النجوم، وهو ما يعرف باسم جنون التعاقدات مع «السوبر ستارز».
وكان معالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي، قد أكد في تصريحات سابقة أن إدارة النادي تقوده لتحقيق النجاحات داخل الملعب بحصد البطولات والتي بلغ عددها 13 بطولة في 10 سنوات، و4 ألقاب الموسم الماضي، وخارج الملعب برفع شعبيته، وتحقيق المكاسب المالية من خلال الاستثمار المتوازن المستدام، مما يؤكد أن السيتي يتمسك بالفلسفة الخاصة التي يسير عليها النادي في السنوات الأخيرة فيما يخص التعاقدات، وإبرام الصفقات، وتعزيز صفوف الفريق بما يحتاجه من اللاعبين، فهذا الأمر يقوم في الأساس على جلب المواهب الشابة الواعدة وفقاً لحاجة الفريق لهم، ثم يطور هذه المواهب كروياً وتكتيكياً، لترتفع قيمتهم على المستويات كافة فيما بعد، وذلك بدلاً من التعاقد مع لاعبين كبار يكلفون خزائن النادي مبالغ طائلة. وقال المبارك إن ساني، وسترلينج، وجيسوس، وبيرناردو سيلفا، ولابورت وغيرهم من اللاعبين، يجسدون فلسفة النادي في التعاقدات، وإبرام الصفقات، وهي جلب المواهب الشابة والاستثمار فيها كروياً من أجل المستقبل.
وقائمة مان سيتي تضم حالياً 10 نجوم ارتفعت قيمتهم السوقية من 365 مليون يورو، في وقت التعاقد معهم، إلى 851 مليون في الوقت الراهن، أي أن السيتي جعل قيمتهم ترتفع بمقدار 486 مليون يورو، بفضل تألقهم مع الفريق ونجاحهم في الفوز بالبطولات، وتطور الأداء بفضل بصمة النادي الذي أصبح مثار إعجاب وحديث العالم، وأصبح السيتي ببصمة المدرب الإسباني جوارديولا، وغالبية هؤلاء النجوم تعاقد معهم بيب قبل أن يبدأ مهام عمله، وبعد أن تسلم مقاليد الإدارة الفنية للفريق، كما نجح في تطوير من كان موجوداً.